الدباغ: اكتتاب "معادن" من أكبر مشروعات توزيع الثروة في السعودية:

أكد الدكتور عبد الله الدباغ رئيس شركة التعدين السعودية أن "معادن" تمتلك المقومات اللازمة لبلوغ المستوى العالمي، منوهًا بإصرارها على دخول مضمار المنافسة الدولية منذ بداياتها قبل 11 عامًا.

وفي حديثٍ خصَّ به "الأسواق. نت" على هامش مؤتمر صحفي عن اكتتاب الشركة، قال الدباغ: صحيح إن "معادن" ليست في الوقت الحاضر بحجم "أرامكو" ولا "سابك" ولكن النواة التي بدأنا بها ضخمة جدًا، مؤكدًا أن شعار "الركيزة الثالثة للصناعة السعودية" الذي رفعته الشركة ليس رسالة ضمنية ومبطنة للعملاقين، بل هو تصريح واضح بأن "معادن" ستكوّن بالتعاون مع "أرامكو" و"سابك" ثالوثًا صناعيًا فاعلاً.

وتجنب رئيسُ معادن وكبير إدارييها التنفيذيين تحديد مدة زمنية للوصول إلى هذه الرؤية، لكنه ذكّر أنهم بدأوا قبل عقد من الزمن من لا شيء تقريبًا، وهم اليوم يستثمرون في 5 مناجم منتجة للذهب بمخزون يعادل 10 ملايين أونصة، إضافةً للمشروعين الاستراتيجيين (الألمنيوم والفوسفات) اللذين تتنافس على المشاركة فيهما جهات عالمية مرموقة.


مؤشر التوظيف

ويهدف مشروعُ الفوسفات الذي تشترك فيه كل من "معادن" و"سابك" بنسبة 70 و30% على التوالي إلى إنتاجٍ سنوي يقارب 3 ملايين طن من الأسمدة، مع 440 ألف طن من فائض الأمونيا و160 ألف طن من فائض الفوسفوريك.

بينما يقدر لمشروع الألمنيوم المشترك بين معادن (51%) وريو تنتو ألكان (49%) أن ينتج 1.8 مليون طن من الألومينا، لاستخلاص 740 ألف طن من الألمنيوم سنويًا.

وانطلاقًا من أن "معادن" حددت عامي 2012 و2013 لتشغيل المشروعين بكامل طاقتهما الإنتاجية، فقد سألنا الدكتور الدباغ عما إذا كان في ذلك إشارة للمستثمرين للاحتفاظ بسهم الشركة طيلة المدة المتبقية أملاً في جني ثمار التدفقات المالية المرتقبة، فأجاب: هذا قرار استثماري بحت لا نملك التدخل فيه أو إملاءه على أحد، ولكني أشير أن السوق السعودية شهدت في السابق طرح شركات لم يكن لديها أي مشروعات ممولة، أما نحن فحظينا بتمويل عالمي متعدد المصادر مرده بالتأكيد الثقة في فعالية الشركة وأعمالها.

وكمؤشر على النمو المرتقب في الأعمال كشف الدباغ لموقعنا أن عدد موظفي الشركة سيتضاعف من قرابة ألف حاليًا إلى ما يزيد عن 5 آلاف في غضون السنوات الخمس القادمة تزامنًا مع إقلاع مصانع الفوسفات والألمنيوم، مشددًا على أن الأرقام تشمل التوظيف المباشر لعاملي "معادن" حصرًا، أما التوظيف غير المباشر لمن يخدمون الشركة فقد يفوق عدد منسوبيه 30 ألفًا.


طفرات سعرية

واستعرض الدباغ أثناء حديثه الارتفاعات الحاصلة في أسعار الخامات التي تشكل عصب استثمارات "معادن"، حيث قفز سعر أونصة الذهب بمعدل 109% مقارنةً بمتوسط سعرها خلال العقد الفائت، وزاد ثمن طن الألمنيوم 62%، أما الطفرة الكبرى فكانت من نصيب الفوسفات الذي سجلت عقوده الحالية علاوة مقدارها 340% قياسًا إلى متوسط سعره منذ عام 1985.

الرقم الأخير بالذات أثار فضولنا للاستفسار عن التقديرات الحقيقية لاحتياطيات المملكة من الفوسفات، حيث عبَّر الدباغ عن اعتقاده بأن تقدير الاحتياطيات عائد لوزارة البترول، وأن المهم بالنسبة لـ"معادن" ومشروعاتها هو وجود كميات كافية من الخام، مع توفر جميع مدخلات صناعته من غاز وكبريت محليًا وبأسعار رخيصة، وهذا ما يفسر قدرة الشركة العالية على المنافسة وعدم رغبتها في تصدير الفوسفات الخام كما تفعل بعض الدول، مذكرًا باشتمال مشروع الفوسفات على أكبر مصنع لحامض الكبريتيك في العالم.

وعن التوقعات بتخصيص مجز ومرض للأفراد، أوضح رئيس "معادن" أن هيكلة الاكتتاب قامت على أساس العناية بحصة الأفراد وتمكينهم من الحصول على أعلى قدر من الأسهم، ما يجعل الطرح واحدًا من أكبر مشروعات توزيع الثروة في المملكة، تنفيذًا لتوجيهات الحكومة في هذا الشأن.


العوائد لكل المشروعات

بدوره فصّل عبد الله الفلاج نائب الرئيس للشؤون المالية في معادلة التخصيص التي تتذبذب بين حدين أعلى وأدنى، حيث ستعطى المؤسسات نسبة 27% مبدئيًا يمكن خفضها إلى 5% لاحقًا بالاتفاق مع هيئة السوق إذا ما تجاوز عدد المكتتبين رقمًا معينًا، ليصبح نصيب الأفراد 85% أو ما يعادل 393 مليون سهم كحد أقصى، من أصل 462.5 مليون سهم.

أما الـ10% الباقية فهي حصة ثابتة تقاسمت الاكتتاب فيها مناصفة كل من مؤسستي التقاعد والتأمينات الاجتماعية.

وأظهر الفلاج تكتمًا على حجم القفزة المتوقع تحقيقها في الإيرادات والأرباح بعد التشغيل الفعلي للمشروعات، مكتفيًا بالقول إن المرحلة القادمة لن تكون قابلة للمقارنة بالحالية، لاسيما مع اكتمال مجمعي الفوسفات والألمنيوم، اللذين تقدر تكلفتهما بـ64 مليار ريال (17 مليار دولار تقريبًا).

وصوّب الفلاج المعلومات التي نقلتها بعض الصحف من أن كل عوائد الاكتتاب (9.25 مليار ريال) ستصب في تمويل مشروع الفوسفات وحده، مؤكدًا أن القرار المتخذ من "معادن" يقضي بتوزيع المتحصلات على جميع المشروعات.

يذكر أن اكتتاب المؤسسات في شركة التعدين السعودية قد ابتدأ منذ يوم أمس 21 يونيو/ حزيران، في حين ستخصص الفترة الواقعة بين 5 و14 يوليو/ تموز المقبل لاكتتاب الأفراد.

وتطرح "معادن" 50% من أسهمها (462.5 مليونًا)، بسعر إفرادي للسهم يساوي 20 ريالاً منها 10 ريالات علاوة إصدار.

وتمر عملية التخصيص بثلاث مراحل، يعطى في الأولى 25 سهمًا لكل من اكتتب بها باعتبارها الحد الأدنى، ويمنح في الثانية كامل الكمية للمكتتب شرط ألا تتجاوز ألفي سهم، ويطبق مبدأ النسبة والتناسب في المرحلة الثالثة على ما تبقى من الأسهم إن وُجد.