حاسب نفسك فالعمر محسوب
الأعوام تمضي.. والشهور تدور.. والأيام تذهب .... والليلي تتبدل ..والملائكة تكتب مانقول ونعمل ونحن غافلون ...
ماذا أعددنا في صحف تلك الأيام الخوالي ؟!
هل بها أعمال شهدت لنا؟
أبداخلها خطت أفعال تبيض وجوهنا يوم تبيض وجوه وتسود وجوه؟!
هل أحيينا"سنة مهجورة"؟!
هل أقمنا الليل الليل تهجداً وعبادة ودعونا الله والناس نيام ؟!
هل أعطينا إخواننا الذين تلبدت سماؤهم بقذائف الطائرات والصواريخ وفرشت أراضيهم القنابل والألغام بعضاً من وقتنا لنتفكر في حالهم ونتأمل حياتهم؟!!
فقدوا نعمة الأمن وحظينا بها خسروا وطنهم وهاجروا إلى الجبال والتلال ورفلنا نحن وطن يحتضننا بسقةٍ وحنان ..هذه نعم من العزيز المنان تستحق الشكر والإحسان..فلنتذكر حالهم وهم يكابدون شظف العيش ويصارعون أمواجاً من البرد القارس والحر اللافح !!
فلنتعايش معهم ولو ليوم واحد حتى يكون لهم نصيب من مالنا وطعامنا وكسائنا فيفرج الله عنا كربه من كرب يوم القيامة كما وعدنا بذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال "من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة " فما نقص مال من صدقة قال صلى الله عليه وسلم "ما نقص مالٌ من صدقة بل تزده بل تزده "
هل قدمنا عملاً يسرنا عند الحساب ويثقل ميزاننا ؟!
هل قمنا بإعمال الفرائض الواجبة والسنن المستحبة خير قيام ؟!!
إذا كانت إجابتك عن كل ماتقدم بنعم ؛فطوبى لك وهنيئاً نسأل الله لك الثبات .
أما إذا كانت الإجابة بغير ذلك فإلى متى الغفلة ؟!
وفي أي وقت ستخلع رداء التواني؟!
وعند أي محطة ستقذف بجلباب التسويف ؟!
من الآن شمر عن ساعديك وخض بجر الإيمان الصادق لتنعم بالتلذذ من فراته وتذوق حلاوته .
لكي تحصل على لآلئ الإخلاص وقواقع الطمأنينة ودرر التقوى وجواهر السعادة من الآن عاهد نفسك بالتجديد وأبحر في سعادة ليس لها حدود وأبداً صفحة بيضاء ناصعة لا تشوبها معاصً ولا يلطخها ذنوب.