[align=center]



السلام يبدأ من الداخل



حقيقة قد تغيب عن أذهان عدد من الباحثين عن السلام أو المستنكرين لأعمال العنف والتخريب أو الإجرام .ألا

وهي دور البيت في تثبيت أو زعزعة الأمان في المجتمع وفي نفس الإنسان الفرد بالدرجة الأولى .

إن أول غرائس السلام تبدأ في لحظة الدخول إلى البيت في دعاء الدخول وفي إلقاء تحية السلام استجابة

لقول الحق تبارك وتعالى (فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة)[النور61].

ينمو السلام من خلال إطلاق ابتسامة طيبة عذبه من الزوج لزوجته ثم منهما لأولادهما السلام في الربت على

كتف الكبير دعماً له ومداعبة الصغير وحضنه تعبيراً عن القبول والاهتمام السلام في تقديم النصيحة

وفي حلول المشكلات بالحكمة وبالتي هي أحسن هناك من يعالج المشكلات بأكبر منها وهناك من يبدأ

بالمشكلات قبل النتيجة أو التأكد منها أو يترقب من الناس زلاتهم .إن السلام الذي تطلبه المجتمعات وتطالب به

الدول في عصر النزاعات والصراعات والمكائد أساسه البيت شئنا أم أبينا هناك من يدفع أولاده للعنف في

أهون الحالات هناك من يغرس العنف دون قصد في نفوس أبنائه من سلوكياته معهم .الأم التي لا تعرف من

التربية إلا الصراخ والعنف والضرب من أعداء السلام أو محاربيه .




والأب الذي لا يجيد إلا لغة الإهانات وفنون التعذيب من أشد معادي السلام .إن السلام في حقيقته هدف وغاية

كل حي .بل إن الإسلام أكثر الأديان دعوة إلى السلام وحثاً عليه وتحبباً فيه .والسلام اسم من أسماء الله تبارك

وتعالى .وقد جعل الإسلام التحية المتبادلة بين أبنائه وأتباعه :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ).وجعل ختام

كل صلة تتكرر في كل يوم عدة مرات (السلام عليكم ورحمة الله ).

وقد أثنى الله تعالى على عباده الذين يردون على الجاهلين بالسلام حيث قال)وإذا خاطبهم الجاهلين قالوا

سلاماً )[الفرقان:63]

والله تعالى يدعو إلى دار السلام (والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم )[يونس25]

وتحية المسلمين في عالم الآخرة هي السلام قال تعالى :تحيتهم يوم يلقونه سلام)[الأحزاب 44] والإسلام لم

يشرع العنف قط إلا في حالة حماية الدين الإسلامي ومصالحه وما سوى ذلك فالله تعالى يأمر بالعدل والإحسان

ويدعو إلى الحكمة وأسلوب اللين والرفق والقرآن الكريم والسنة النبوية الأدلة القاطعة في ذلك .فالله تعالى

يقول(ولو كنت فضاً غليظ القلب لا نفضوا من حولك )[آل عمران159] ورسوله صلى الله عليه وسلم يوصي

أصحابه بعدم الغضب ويوصي زوجته عائشة رضي الله عنها بذلك .





إن الابن الذي عود على الصراخ والعنف منذ نعومة أظفاره لا يستغرب منه التطرف أو العنف أو الجنوح وكما قال

صلى الله عليه وسلم في شأن الرفق(لا ينزع من شيء إلا شانه ) وعكسه الابن الذي نشأ على الرفق الذي

(لا يكون في شيء إلا زانه )

إن التربية الفعالة بعد توفيق الله ليست في أسلوب الجهّال من العنف والشر الزائد أو حتى الدلال بل في

أسلوب الرفق في حسن التوجيه والتعهد .

في بذل الجهد في دفع الضرر وعند حدوثه يكون العفو والتسامح والإحسان والأسلوب الأمثل المتدرج للعقاب .

هذا هو العلاج الحقيقي والأسلوب الفعال للوقاية والتحصين بإذن الله تعالى هذا هو الأساس الذي تبنى عليه

السلوكيات اللاحقة مهما كانت المغريات أو الوسائل المعينة على الفساد أو الإجرام وكل ما يدنو من العنف

والإرهاب واستخدام القوة إذ حتى الدعوة إلى لدين لا إكراه فيها قول تعالى: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة

والموعظة الحسنة )[النحل:125].


[/align]