لا تعشق الغرباء فإنهم راحلون

مجرد غرباء

مجرد أسماء وخيلات.. باتت الآن تبحر في مخيلتك وتسكن أعماقك
كانوا مجرد ملامح آنت قمت برسمها .. فاستقرت في أعماقك , واستأثرت بجل ساعات يومك


بت تشتاق لرؤيتهم وتأنس لوجودهم وتحزن لفقدهم وتتألم لآلامهم فباتوا قطعة منك وجزاء فيك وطيوف تسكنك
تسمع خفقات قلوبهم وهي ترحب بمقدمك, وتسمع صيحات عتبهم غاضبة لتغيبك



حين تضيق بك الأرض بما رحبت تتأملهم بعين الغبطة والسرور
وتشكرهم بدعوة خالصه في ظهر الغيب


دعوه ترددها تحت جنح الظلام حين يغلبك النعاس.. وحين تضع راسك فوق وسادتك
تلك الوسادة التي باتت كنذير ينذرك كل ليله بانتهاء فصل اخر من فصول حياتك معهم
فتغفو عيناك وسؤال واحد اعتدت أن يعانق شفتيك في هذا الوقت
(متى يأتي غدا؟)


ياله من سؤال طفولي اجدني متلهفا لترديده هذا المساء, ومتشوقا لتلك الاحلام الورديه
التي كانت تداعب مخيلتي حين أغفو كإغفأة طفل انهكه كثرة اللعب..

حاولت مرارا أن اضحك كي اسخر من هذه الحياه, رغبة في تطبيق ماتعلمناه
ولكنني افتقدت ضجيجهم , واشتقت لصخبهم فاخترت أن ابكي بلا دموع

كي لا اغرق تلك الابتسامه التي رسموها فوق ثغري فتراءت ملامح من قاموا برسمها
فرأيتها وقد آثرت الرحيل معهم..

انها سنة الحياة وهذا ماعهدناه منها . فكلما بنينا صرحا من صروح الحب
تبدل الحياة فجأة لتحوله إلى ضريح يقبع في اعماقنا واطلال نتشوق لزيارتها كل حين
لنبكيها حينا ونبتسم حينا اخر .
نزورها لنجد انفسنا وقد خلا بنا المكان وهدأ الضجيج الذي كنا نعشقه
فأصبح ضريحا يعج بالتماثيل


عندها فقط يحق لنا أن نرفع اكفنا طالما بقيت لدينا القدره على ذلك لنلوح بها مودعين ماتبقى من ضجيجهم العذب وصدى ضحكاتهم التي خلفوها ورأهم
وكي لا نغرق ابتساماتنا التي رسموها فوق شفاهنا فلنحدق في السماء ولننقش فوق وسائدنا هذه العبارة

(لا تعشق الغرباء فإنهم حتما راحلون)

ولندعو لهم دعوه خالصة في ظهر الغيب وعند جنح الظلام حين يغلبنا النعاس

ولنبتسم


فحتمــاً


سيحين دورنا ذات مساء وسوف نرحل..