يا فتيات كن كأم شريك

د. مصطفى الطحان



لم تكد المرأة المسلمة تجاهر بعقيدتها بعد إعلان الدعوة، وتتحرر من أسباب الكبت والتستر والحصار، وتخرج إلى دنيا الجهاد والعمل، حتى تكالبت عليها قوى الكفر في شراسة الوحوش الضارية لتفتنها عن دينها وتتفنن في تعذيبها فما زادها ذلك إلا ثباتا في الحق وتشبثا به.



فلم ترتد بعد إيمانها ولا ارتابت بعد تصديقها.. وإذا كان بعض الرجال نطق بكلمة الكفر ليتقي بها العذاب.. فإن امرأة واحدة لم تفعل ذلك..



كانت سمية في طليعة هؤلاء المعذبات في الله.. وكانت أول شهيدة في الإسلام. ومن المعذبات: حمامة أم بلال بن رباح، وجارية لبني عدي بن كعب. ولبيبة جارية بني المؤمل، والهندية وابنتها، وزنيرة الرومية. كن جميعا يلبسن أدرع الحديد ويطرحن في رمال الشمس المحرقة ثم يسلمن إلى زبانية الدماء.



وكان من هذا الرهط الكريم أم شريك القرشية العامرية التي راحت تدخل على نساء قريش سرا تدعوهن إلى الإسلام حتى ظهر أمرها لأهل مكة فأخذوها وحملوها على بعير ليس تحته شيء موطأ ثم تركوها ثلاثا لا يطعمونها ولا يسقونها وكانوا إذا نزلوا، أوقفوها بالشمس واستظلوا، وحبسوا عنها الطعام والشراب.



وهكذا استهونت المرأة المسلمة الآلام والعذاب في سبيل الله وفي سبيل العقيدة..موقنة بالنصر

والعزة في الدنيا والشهادة والجنة في الآخرة.