اعوذ بالله من الشيطان الرجيم



﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾ [سورة البقرة : 206] فكان عملهم ووعظهم و

تذكيرهم يدل على عظيم تدبرهم لآيات الله و من ذلك لما قدم سليمان بن عبد الملك المدينة و ذهب إليه الناس

يهنئونه ، وامتنع أبو حازم فبعث له سليمان يعاتبه ، و يقول له : وجوه الناس زاروني و أنت لم تزورني ، فقال له أبو

حازم : أنت لم تعرفني قبل هذا و أنا لم أرك قبل هذا اليوم ، قال : يا أبا حازم قل لي : لماذا نكره الموت ؟ قال : لأنكم

عمرتم الدنيا وخربتم الآخرة وتخافون أن تخرجوا من العمران إلى الخراب ، قال : فما لنا عند الله غنم ، قال : أعرض

نفسك على كتاب الله ، قال : وأين أجده ، قال : عند قوله تعالي ﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ يَصْلَوْنَهَا

يَوْمَ الدِّينِ وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ ﴾ [الانفطار]
، قال : فأين رحمة الله إذن قال: قريب من المحسنين . فهذا التدبر يورث

الحزم والفطنة ودقة التمييز بين الطيب والخبيث والفاسد والصحيح ويجعل الإنسان راغبا ً راهبا ً كما إنه يفضي إلى

رسوخ الأيمان في القلب .