من أول عام:كيف أكون متفوقا؟!

--------------------------------------------------------------------------------

:أعتقد أن مسألة التفوق الدراسي، تكاد تكون هي أكثر ما يشغل ذهن الشريحة الأعظم من الطلاب المستجدين في الكليات خلال الشهر الأول من الدراسة، وعلى الرغم من ذلك، فإن معظم هؤلاء لا يحصلون على التفوق المرجو، وغالبا ما يقلعون عن الاهتمام بالدراسة .. مما يؤدي إلى نتائج أسوأ وأسوأ في بقية سنوات الجامعة.

دائما يكون السؤال عند أصحاب الطموح، أريد أن أكون من الأوائل، كيف ؟! هل أنا فعلا يمكن أن أكون ذلك المتفوق؟ ولكني أسمع عن المتفوقين صفات هلامية فهم لا ينامون ولا يخرجون، ويذاكرون خمس ساعات يوميا من أول أيام الدراسة . . وأنا لا يمكنني ذلك!!

ولكي نجيب على هذا السؤال .. لكي أقول لك هل يمكنك أن تكون متفوقا أم لا .. فسوف أقفز معك إلى الموضوع الأساسي مباشرة . . هل استنتجته؟



عِش الحلم
عش الحلم بتفاصيله، وتخيل نفسك ذلك المخترع أو المبتكر أو المؤلف




أكاد أجزم من خلال خبرتي في الحياة عموما، وفي الحياة الدراسة خصوصا، أن أهم أمر، والقضية الأمّ التي تجعل هذا متفوقا وذا غير متفوق، هي الدافع والحلم ..

واسأل أيّ طالب متفوق، سيقول لك أنه من قبل دخوله للكلية وهو يريد أن يكون متفوقا، ويضع ذلك هدفا نصب عينيه، ويقول لنفسه من أول يوم "سأكون من الأوائل".

أن يملك الإنسان الرغبة العارمة في أن يرى نفسه متفوقا، عالما، مبتكرا، مفكرا، قائدا، صانعا . . وأن يعيش تلك الرغبة بكل جوانبها ويتخيل نفسه فلان الذي يشار إليه بالبنان . . أن يعيش الحلم بكل تفاصيله مجسدا ..

فليس كافيا أن يقول الإنسان: "أنا نفسي أكون متفوق" !! فأي إنسان عاقل بالطبع يحب التفوق ويريد ذلك . . !! فما الجديد!!

لذلك فإن "تخيل الحلم" والعيش داخله . . وتصوره . . كلما اشتدت الأزمات، وضاقت الأوقات، وصعبت المواد . . سيكون هو المخرج وهو بصيص الضوء الذي ينير الدرب.

عش الحلم كاملا مفصلا .. وتخيل اسمك بالخط العريض في صفحات الجرائد يوما حائزا على نوبل، أو كاتبا ذائع الصيت، أو طبيبا أنجزت عمليات لم يقم بها غيرك، أو مهندسا صممت منشآت دولية عملاقة . . الخ

وليس ذلك من باب "الغرور" أو "الأحلام الوردية" . . بل إن هذا أساس في علم "التنمية البشرية" . . أن تعيش حلمك وتتصوره وتراجعه وترسمه، فتنشط عندما تضعف الهمة، وتندفع للمذاكرة كلما تأخرت عن القمة.

وعليك أن تعلو بطموحاتك وهدفك، تحسبا لأن تحصل على أقل مما أردت، فلو وضعت لنفسك هدفا أن تحصل على "إمتياز" فربما تحصل على "جيد جدا" ولكن إذا وضعت الهدف أن تكون من الأوائل فبالتأكيد ستحصل على "إمتياز" حتى ولو لم تكن الأول. . فاجعل هدفك دائما أعلى بخطوة.

وهاهو رسول الله برؤيته السديدة في شدة المحنة، وقمة الأزمة في غزوة الخندق، والمسلمون محاصرون بالأعداء والبرد والجوع، ويقول للصحابة: الله أكبر فتحت قيصر، الله أكبر فتحت فارس!! فيذكرهم بالحلم مرة أخرى، لكي تتجدد همتهم وتقوى عزيمتهم.

حرامية الأحلام

ويصبح الأمر أسوأ عندما يكون هناك من أصدقائك أو معارفك "حرامية الأحلام" الذين يعيدون تكرار هذه المحبطات على مسامعك، على غرار: "إنتا داخل كلية صعبة، الكوسة مالية الكلية ومفيش مكان غير لأبناء الأساتذة، غيرك جرب ومنفعش . .الخ" . .

وهؤلاء الحرامية – سواء كنت أنت من تسرق نفسك أو غيرك يسرقك – يجب أن تتعلم كيف تتعامل معهم . . كصخرة لا تتفتت أمام مجموعة من الأمواج الهادئة . . وإنما تزيدها الأمواج بهاءا وجمالا وتزيل من فوقها الأتربة . .

الله أعطاك العقل والإمكانيات، ولا يوجد في ذلك الإنسان المتفوق شيء زيادة عنك، وكل العوامل الخارجية لن تؤثر عليك لو فعلت ما بوسعك لأن هذا وعد من رب العالمين: "إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا" . . وما كان عطاء ربك محظورا.


لا تقتلها
هؤلاء ليسوا هم الأوائل، عليك أن تمارس هوايتك ولا تقتلها



وبمرور وقت قصير، سرعان ما يشعر الطالب أن المذاكرة ما هي إلا مجرم يدمر حياته، وقاتل يقتل هوايته ومواهبه . . ويتحول للنقيض من الاهتمام إلى البعد عن المذاكرة . .

لذلك يجب أن يخصص الإنسان يوما كاملا في الأسبوع "سواء يوم على بعضه أو عدة ساعات من كل يوم" . . للراحة . . ولا شيء غير الراحة وممارسة الهواية . . سواء كانت رياضة أو قراءة أو مشاهدة ما يفيد من البرامج والمسلسلات.

وإذا كان ترك الهواية ناجما عن ضغط الأهل، فعليه أن يجلس معهم في جلسة عقلانية هادئة، ويناقشهم في ذلك .. وكل نماذج المتفوقين هم من أولئك الذين يمارسون رياضتهم في النوادي ربما يومين وثلاثة أسبوعيا، أو يشتركون في مجلات أو نوادٍ ثقافية . . ويندر أن يوجد بين المتفوقين ذلك الإنسان المشعث الذي يرتدي "نظارة كعب كوباية" ولا يعرف سوى المذاكرة !!




فن إجابة الامتحان
إجابة الامتحان فن عليك أن تتقنه



ما سبق، كان هو – في رأيي – أهم نصائح يمكن أن تسدى للطلاب باختلاف سنواتهم الدراسية وتخصصاتهم، لكن هناك مجموعة أخرى من النصائح التقليدية . . فعليك أن تعد المكان الهادئ البعيد عن المشتات، بإضاءة معتدلة وتهوية جيدة. . . الخ وهذه أشياء يطبقها معظمنا ولا داعي لتضييع الوقت في سردها.الأمر الثالث، في غاية الخطورة، ويقع فيه البعض من شدة حماستهم أو بضغط من أهلهم .. فهو في غمرة استعداده لمرحلة دراسية جديدة ولرغبته في التفوق، لا يخطط ليوم عطلة في الأسبوع، ولا يخصص وقتا لممارسة هوايته . . الأمر الآخر الذي يقع فيه الكثيرون ويكون سببا في عدم تفوقهم، هو استصعاب المهمة، والاحساس بأن التفوق هذا إنما خلق له الله بشرا بصفات خارقة لا تتوافر فيك !! أكاد أجزم من خلال خبرتي في الحياة عموما، وفي الحياة الدراسة خصوصا، أن أهم أمر، والقضية الأمّ التي تجعل هذا متفوقا وذا غير متفوق، هي الدافع والحلم ..

لكن أريد قبل النهاية، أن أؤكد على أن الأمر ليس صعبا ولا يحتاج في تقديري لأصعب الكليات لأكثر من ساعتين مذاكرة يوميا، تزيد تدريجيا قرب الامتحانات وتصل لقمتها أيام الامتحانات ليذاكر الإنسان على الأقل 10 ساعات يوميا.

وعدد الساعات ليس مقياسا، فهو يختلف من كلية لأخرى، ومن شخص لآخر، لكن المقياس هو كمية الإنجاز، ولو كنت تنتهي يوم الجمعة من الدروس التي أخذتها في هذا الأسبوع فأنت قد أنجزت، ولو وجدت وقتا لمراجعة ما أخذته من شهر، فأنت ضمنت المراكز الأولى.

كذلك هناك من يذاكر بطرق خاطئة فيتسبب في زيادة الوقت الذي يقضيه في التحصيل، بدون ناتج كبير، وهذا عليه أن يراجع طريقة مذاكرته، وألا يتوقف عن كل صغيرة.

يقول لفلمنج – مكتشف البنسيللين - :" إن اجتياز الامتحان فن، لقد عرفت كيف أجيب على الأسئلة في وضوح بحيث تشمل الحقائق منظمة مرتبة في اختصار ودقة، مما يخفف على الممتحن الإرهاق، ومن ثم يصبح أكثر استعدادا لأن يمنحني مزيدا من الدرجات".

فعليك أن تحرص على معرفة طريقة الإجابة في زمن الامتحان المضغوط، كن واقعيا ولا تحاول الحصول على العلم فقط دون الدرجات..

وفي النهاية، نصيحة من ذهب، أن يكون لك صديق أكبر منك، سواء متفوق أو نصف متفوق، لكن المهم أن يكون مخلصا، وتسأله في كل كبيرة وصغيرة في بداية مشوارك في الكلية .. وكل عام وأنت من المتفوقين.

--------------------------------------------------------------------------

هناك مراجع تتحدث بتفصيل أكبر عن الاستذكار، لمن يريد الاستزادة، منها:

- للتفوق طريق كيف تسلكه؟ لدكتور خالد جمال

- عادات الاستذكار ومهاراته السليمة. لدكتورة سناء محمد

- تعلم كيف تذاكر؟ "ديرك رونتري"

- فن المذاكرة، لمحمد إمبابي

نقلا عن موقع الطلبة