حكمــة وفـاة أبناء الرسول صلى الله عليه و سلم الذكـور
________________________________________
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حكمة وفاة أبناء الرســـــــــــول صلى الله عليه وسلم الذكور

قد يسأل سائل :
لماذا لم يعش لرسول الله أولاداً ذكوراً بعد وفاته ؟

الجــــــــواب :

أن ابن النبى لابد و أن يكون نبياً ...
و لو عاش ولد من أبناء ...الحبيب لكان نبياً بعده ...
و لو كان نبياً بعده ...ما كان هو خاتم الأنبياء و المرسلين ...

إنها حكمه الله سبحانه وتعالى البالغة و قدرته المتناهيه فى العظمة و سمو الرفعة فى التقدير ...
و لذا قرر القرآن العظيم هذة الحكمة وأجاب على المفسرين و ردع الشامتين ...

بقول الحق سبحانه و تعالى { إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ(1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ(2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)}
سورة الكوثر ,
و المعنى : أى كيف تكون أبتر و قد رفع الله تعالى لك ذكرك ....
و كيف تكون أبتر و قد أعطيناك الكوثر وهو نهر فى الجنة ....
أنت يا رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين ....
و لو عاش لك ولد يخلفك فى الدنيا لابد وأن يكون نبياً مثل أبيه ...و كيف يكون نبياً بعدك و أنت خاتم الأنبياء ؟
و قد بين القرآن العظيم هذة الحكمة البالغة أنه لم يوجد ليكون أباً لأحد من الرجال و إنما ليكون أخر المرسلين ...
قال تعالى { مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}
(40) سورة الأحزاب
إن الأبتر الحقيقى يا محمد هو الذى يضايقك بهذا القول لأنه لن ينفعة ماله ولا ولده.
..و ليس له بعد موته إلا الخلـــــــــــــــــــــ ـود فى النار ...
وإن الذى يضايقك بهذا القول هو الأبتر ...
حيث لا عمل صالح له و لاقيمة له ولا رجاء و مصيره جهنم و بئس المهاد . ..
و لموت أبنائه حكمه أخرى و هى البلاء فكان رسول الله أشد بلاء من الخلق...
فمات أبوه قبل أن يراه ...و ماتت أمة و هو صغير ...
و مات عمه الذى كان يحميه ...ثم ماتت زوجته الحنونه ...
و ها هو الأن يموت له أولاده ...ومع كل هذا فهو الخلوق الصابر ...
الذى قال عنه ربه { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم ٍ} (4) القلم ...

و لتكن حكمه الله تعالى ... فى أن يبتلى حبيبه محمد ...
ليكون للناس عبره ...لأنه أحب إنسان إلى الله تعالى ...
و مع ذلك ....إبتلاه بلاء عظيماً ....
ليعلم الناس أن كلما زاد الإيمان و الحب لله تعالى ....
كلما زاد الإبتلاء ...و المرض ....
والله أعلى و أعلم .