السعوديون.. الأكثر اطمئنانا وتفاؤلا بسوقهم العقارية

بدا المستثمرون السعوديون الأكثر اطمئنانا خلال معرض "سيتي سكيب دبي" الذي أنهى أعماله الخميس الماضي؛ حيث كان السعوديون الأكثر نشاطا من غيرهم، والأقل تخوفا من آثار الأزمة المالية التي تعصف بالعالم، فيما عرضت شركاتهم مشاريع عقارية ضخمة، وهم الوحيدون الذين أطلقوا خلال الفعاليات شركات جديدة برمتها.

وفيما غلبت الأحاديث عن الأزمة المالية، والمخاوف من دخول العالم ومعه منطقة الخليج في ركود اقتصادي يمكن أن يهوي بأسعار العقارات؛ فإن مستثمرين عقاريين قللوا في أحاديثهم لـ"الأسواق.نت" من احتمالات حدوث تأثيرات حادة بسبب ما يمر به العالم حاليا، نظرا لطبيعة الاقتصاد السعودي.


شركة تمويل

وشركة "جوار" السعودية هي الوحيدة في منطقة الخليج برمتها التي أعلنت هذا الأسبوع إطلاق ثلاث شركات جديدة من بينها شركة للتمويل للعقاري برأسمال ملياري ريال سعودي، رغم أن أزمة الرهن العقاري الأمريكية امتدت عبر العالم، وتحولت إلى أزمة مالية واسعة النطاق وبالغة الخطورة.

وبدا الرئيس التنفيذي لشركة "جوار" الدكتور صالح الحبيب مطمئنا جدا للأجواء الاقتصادية في المملكة خلال مؤتمر صحفي عقده في دبي، ورغم أنه اعترف بـ"تأثيرات غير مباشرة جراء الأزمة المالية العالمية"؛ إلا أنه قال لـ"العربية": "إن السوق العقارية السعودية تختلف عن غيرها، حيث إن الطلب فيها مرتفع مع وجود قوة شرائية لدى الناس الذين ما زالوا بحاجة لمساكن".

وأشار الحبيب إلى أن 46% من السعوديين لا يجدون مساكن حاليا، بمعنى أن ما بين 23 إلى 25 مليون سعودي بحاجة لعقارات، وهو ما يجعل الطلب على العقار في السعودية حقيقيا ومحليا، ولا يرتبط بأية استثمارات أجنبية.

ويرى الحبيب أن السعودية ما زالت بحاجة للاستثمار في التمويل العقاري؛ لأنها سوق ناشئة، معتبرا أن القوانين الناظمة لهذه السوق مطمئنة أيضا، وتتضمن القيود اللازمة لتلافي أية أزمة مالية أو أزمة رهون عقارية.


اطمئنان وتفاؤل

ولا يختلف الرئيس التنفيذي لشركة "الأرض" السعودية القابضة كريم جبور مع الحبيب كثيرا؛ إذ أكد لـ"العربية" أن السوق العقارية السعودية تبعث على الاطمئنان والتفاؤل، مقللا من شأن الأزمة المالية العالمية، وأزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة.

وقال جبور لـ"العربية": إن جناح شركته في معرض "سيتي سكيب دبي" لقي إقبالا واسعا من المستثمرين، مشيرا إلى أن المستثمرين أبدوا اهتماما كبيرا بمشروع "أجمكان" الذي تطوره الشركة في إحدى ضواحي العاصمة السعودية الرياض.

و"أجمكان" هو واحد من أضخم المشاريع العقارية التي يتم تشييدها في المملكة العربية السعودية حاليا، إذ تبلغ قيمته الإجمالية 1.8 مليار دولار، ويحتل مساحة 184 هكتارا، ستضم فندق 5 نجوم، و74 فيلا فخمة، و406 مساكن للإقامة الفاخرة، إضافة إلى عدد كبير من المرافق والخدمات المتكاملة.


نمو متواصل

وأصدرت شركة "كولييرز إنترناشيونال" الاستشارية مؤخرا تقريرا مستقلا توقعت فيه أن "يتواصل النمو الاقتصادي القوي مدعوما بأسعار النفط القياسية والتوسع الصناعي المتسارع، وخاصة بعد انضمام المملكة العربية السعودية إلى منظمة التجارة العالمية".

وقال التقرير، الذي صدر تحت عنوان "مراجعة عامة للسوق العقارية في السعودية": إن المملكة هي التي تستأثر اليوم بمتابعة المراقبين والمستثمرين العقاريين، ورغم أن الرؤية ما زالت مختلطة فيما يتصل بإتاحة الفرصة أمام المستثمرين الدوليين والإقليميين، فإن الجهود الدءوبة والمتواصلة التي تبذلها السعودية للارتقاء ببيئتها الاستثمارية جعلتها تنال عن استحقاق المرتبة الأولى بين دول المنطقة في تقرير الأعمال 2009 الصادر عن البنك الدولي".

وقال مدير "كولييرز إنترناشيونال" عماد ضمرة -في بيان صحفي حصل "العربية" على نسخة منه-: إن السعودية من أهم الأسواق العقارية التي تستحق المتابعة عن قرب في المنطقة، مشيرا إلى أنها تمتلك ربع الاحتياطات النفطية العالمية ما مكنها من تنويع قاعدتها الاقتصادية من خلال إطلاق أربع مدن اقتصادية عملاقة.

وأضاف ضمرة "من المؤكد أن المملكة العربية السعودية توفر فرصا مجزية للمستثمرين والمطورين العقاريين، فهي صاحبة أكبر سوق بين دول مجلس التعاون الخليجي، بل ومن المتوقع أن يزداد تعداد سكانها من 25 إلى 33 مليون نسمة بحلول عام 2020".