حاورت الشيطان الرجيم في الليل البهيم فلما سمعت أذان الفجر أردت الذهاب الى المسجد
فقال لي عليك ليل طويل فارقد
قلت: أخاف أن تفوتني الفريضة
قال :الأوقات طويلة عريضة


وجئت لأحفظ المثاني
قال: روّح نفسك بالأغاني


قلت: هي حرام
قال: لبعض العلماء كلام!


قلت: أحاديث التحريم عندي في صحيفة
قال: كلها ضعيفة


ومرت حسناء فغضضت البصر
قال: ماذا في النظر؟
قلت: فيه خطر
قال: تفكر في الجمال فالتفكر حلال


فلما ذهبت لأ لقي نصيحة ..
قال: لا تجر إلى نفسك فضيحة


قلت : فالدشوش ؟
قال : نجعل الناس بها كالوحوش


قلت : فالمقاهي ؟
قال : نرحب فيها بكل لاهي
قلت : كيف تضل الناس ؟
قال : بالشهوات والشبهات والملهيات والأمنيات والأغنيات


قلت : كيف تضل النساء ؟
قال : بالتبرج والسفور وترك المأمور وارتكاب المحظور


قلت : كيف تضل العامة ؟
قال : بالغيبة والنميمة وما ليس له قيمة


قلت : فكيف تضل الشباب ؟
قال : بالعشق والغرام والاستخفاف بالأحكام وفعل الحرام


قلت : فالعلمانية؟
قال : هم أهل الدجل والأماني ومن سماهم فقد سماني


قلت : فما أحب الناس إليك ؟
قال : المغنون والشعراء الغاوون وأهل المعاصي والمجون
قلت : فما أبغض الناس اليك ؟
قال : أهل المساجد وكل راكع وساجد وعابد وكل مجاهد


قلت : فما رأيك في بعض الأشخاص؟
قال : أجيبك على العام والخاص


قلت : أحمد بن حنبل؟
قال : قتلني بقوله عليكم بالسنة والقرآن المنزّل


قلت : فابن تيمية؟
قال : ضرباته على رأسي مضنية
قلت : فالبخاري؟
قال : أحرق بكتابه داري


قلت : فصلاح الدين بطل حطين؟
قال : دعه فقد مرغنا بالطين


قلت : محمد بن عبدالوهاب؟
قال : أشعل في صدري بدعوته الإلتهاب
قلت : أعوذ بالله منك فاختفى وغاب كأنما ساخ في التراب وهذا جزاء الكذاب !