بسم الله الرحمن الرحيم ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

فإليكم ما قرأت :
يثير العنوان أعلاه بعض أولياء الأمور لسبب بسيط هو أن عدم قيام المعلمين بالمدارس بدور التربية كما هو متوقع منهم ، والاكتفاء بالتعليم كجزء رئيسي من أعمالهم ، ستكون نتيجته انكشاف أولئك البعض من أولياء الأمور .. كيف ؟
ينكشف ولي الأمر حين يجد ابنه وقد تراكمت عليه أوراق التعهدات والإنذارات وكثرت الشكاوى والتذمرات ، فيبدأ بالدفاع عن نفسه في أول فرصة يجدها ، عبر تهويل وتضخيم أي قضية تحدث لابنه بالمدرسة ، ليضع اللوم على إدارتها ومعلميها ، لا لشيء سوى لتغطيه ما بدا منه أو ما انكشف من تقصير في مهمته الأساسية وهي التربية .
أيها الآباء وأيتها الأمهات .. المدارس ليست هي من تربي أبناءكم . بل بيوتكم هي الأساس ومنها الانطلاقات نحو حياة أفضل وسلوك أقوم لأبنائكم . لا تنتظروا من معلمي أبنائكم القيام بهذا الدور نيابة عنكم ، فإن أنتم عجزتم عن تربية عدد قليل من الأبناء والبنات ، فما بالكم بمعلم يقوم على أكثر من مائة طالب ، يعلمهم ويتابعهم ، إضافة إلى ما يتعين عليه القيام به من مهام متنوعة بمدرسته ، وأخرى أهم وأكبر حين يرجع إلى بيته وأبنائه ؟
دوركم إذن أيها الآباء وأيتها الأمهات مهم جدا في العملية التعليمية والتربوية . لابد أن تندمجوا مع هذه العمليات بكل جدية وإخلاص ، وإلا فسوف يضيع أبناؤكم وأنتم أول من سيحاسبكم الله على ذلك ولن يحاسب معلمي أبنائكم .. نعم المدرسة تبذل الجهد في تعليم طلابها القيم وأساسيات التربية بالإضافة إلى التعليم ، ولكن ليست بالشكل الذي يقوم به الأب أو تقوم به الأم .

ومهما قيل عن دور المعلم وأنه القدوة وتأثيره كبير على الطالب ، إلا أنه ليس بالمستوى الذي يمكن أن يقوم به الأب أو الأم وهذه حقيقة أولى .
الحقيقة الثانية أن المعلم يمكنه أن يبدع في عمله إن وجد طلاباً على درجة عالية من التربية والسلوك القويم والانضباط والحماسة للتعلم . ستجدونه يبدع ويساعد البيت في مسائل التربية مثلما التعليم ، ولكن العكس يحدث حين يضيع وقت المعلم في التأديب والضبط والربط .
الحقيقة الثالثة هي أنه ليس كل معلم له الرغبة في تربية أبناء غيره ، لأن مهمته الأساسية هي تعليمهم فقط . ولأنه ليس كل معلم يصلح للقيام بدور الأب أو الأم . إنها حقيقة صادمة لابد أن يتفهمها أولياء الأمور وألا يتنصلوا من دورهم الأساسي في بيوتهم . إن تربية أبنائهم هي مهمتهم الأولى وليست مهمة المعلمين ،

ولو أننا استوعبنا هذه الحقائق الثلاث ، لما وجدنا لوائح لضبط السلوكيات وأخرى للعقوبات ، لأننا سنجد الطلاب وقد جاءوا لمدارسهم لهدف نبيل راقي هو التعلم ، وليس لقضاء الوقت في اللعب وتضيع أوقات الآخرين ، طلاباً أو معلمين ، في وجود عوامل دافعة لمثل ذلك الانفلات متمثلة في آباء وأمهات غير مبالين بأبنائهم وما يحدث لهم أو ما يحدثونه هم في مدارسهم ..

فهل ننتبه ونعاون المدارس على أداء أدوارها الأساسية والمتمثلة في التعليم بالدرجة الأولى ، مع مشاركتها والطلب منها في تحمل جزء من عبء التربية ، وليس كل العبء بالطبع ؟ هل نتوقع انتباهاً من أولياء الأمور إلى تلك الحقائق ؟ آمل ذلك .