الدنيا قلما تطيب لأحد، وهناك دائما ما يعكر صفوها والأحمق فقط هو من يركن إليها ويستسيغ عطائها.
عن الدنيا في الشعر والمأثور وعند المشاهير نقرأ:
أشعار في الدنيا:
قال الإمام الشافعي:
يا من يعانق دنيا لابقاء لها * * يمسي ويصبح في دنياه ســفارا
هلا تركت لذي الدنيا معانقةً * حتي تعانق في الفردوس أبكارا
إن كنت تبغي جـنان الخلد ** تسكنها فينبغي لك ألا تأمن النارا
**
قال عبدا لله بن معاوية بن جعفر حين كان محبوسا:
خرجنا من الدنيا ونحن من أهلها* فلسنا من الأموات فيها ولا ألاحيا
إذا دخـــــل السـجان يوما لحاجة* عجبنا وقلنـا أجاء هذا من الدنيـــا
ونفــــــرح بالرؤيا فجل حديثنا * إذا نحن أصبحنا الحديث عن الرؤيا
فإن حسنت كانت بطيئا مجيئها* وان قبـــحت لم تنتظر وأتت سعيا
**
ذكرت الدنيا عند الحسن البصري رحمه الله أنشد وقال‏:‏
الدنيا أحلام نوم أو كظل زائل وإن اللبيب بمثلها لا يخدع
**
ومن الأشعار عن الدنيا أيضا نذكر:
تبلغ من الدنيا بأيسر زاد
فإنك عنها راحل لمعاد
وجاهد عن اللذات نفسك جاهدا
فإن جهاد النفس خير جهاد
**
وقيل أيضا:
أحسنت ظنك بالأيام إذ أحسنت
ولم تخف سوء ما يأتي به القدر
وسالمتك الليالي فاغتررت بها
وعند صفو الليالي يحدث الكدر
**
وأيضا قالوا:
يا من بدنياه اشتغل وغرّه طول الأجل
الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل
**
يامن تمتع بالدنيا وبهجتها ولاتنام عن اللذات عيناه
أفنيت عمرك فيما لست تدركه ماذا تقول لله حين تلقاه؟
**
فإنما الدنيا جيفة مستحيلة عليها كلاب همهن اجتذابها
فإن تجتنبها كنت سلما لأهلها وإن تجتذبها نافستك كلابها
**
ميزت بين جمالها وفعالها فإذا الملاحة بالقباحة لا تفي
حلفت لنا ألا تخون عهودنا فكأنها حلفت لنا أن لا تفي
**
النفس تبكي علي الدنيا وقد عرفت أن السلامة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء غير التي قبل الموت يبنيها
فان صلحت طاب مسكنه وإن خربت خاب بانيها
- قال الحسين عليه السلام: ياابن آدم تفكّر وقل: أين ملوك الدنيا وأربابها الذين عمّروا خرابها، واحتفروا أنهارها، وغرسوا أشجارها، ومدّنوا مدائنها، فارقوها وهم كارهون، وورثها قوم آخرون، ونحن بهم عمّا قليل لاحقون. وأنشد:
أين الملوك التي عن حظّها غفلت * حتّى سقاها بكأس الموت ساقيها
تلك المدائن في الآفاق خالية * عادت خراباً وذاق الموت بانيها
أموالنا لذوي الورّاث نجمعها * ودورنا لخراب الدهر نبنيها
- قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمر رضي الله عنهما: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل" [رواه البخاري].
- وقال صلى الله عليه وسلم: "مالي وللدنيا، إنما مثلي ومثل الدنيا كمثل راكب قال ـ أي نام ـ في ظل شجرة، في يوم صائف، ثم راح وتركها" [رواه الترمذي وأحمد وهو صحيح].
- قال عثمان بن عفَّان: الدنيا خضرة* قد شُهِّيَتْ إلى الناس* ومال إليها كثيرٌ منهم* فلا تركنوا إلى الدنيا*ولا تثقوا بها* فإنها ليست بثقة* واعلموا أنها غير تاركة إلاَّ من تركها.
- وقال علي بن أبي طالب: الدنيا دارُ بَلاء* ونُزُلُ عََنَاء* أسعدُ الناس فيها أرغبُهم عنها* وأشقاهم بها أرغبُهم فيها* فهي الغاشةُ لمن انتصحها* المُهلِكةُ لمن اطمأنَّ إليها* طوبى لعبدٍ أطاع فيها ربَّه* ونصحَ نفسَه* وقدَّمَ توبتَه* وأخَّرَ شهوتَه.
- قال حاتم الأصم: مثل الدنيا كمثل ظلِِّك إن طلبته تباعد وإن تركته تتابع
- وقال أحد الحكماء: إنَّ الدنيا تجودُ لتسلِب* وتُعطي لتأخذ* وتجمع لتُشَتِت* وتزرع الأحزان في القلوب بما تفاجأ به من استرداد الموهوب.
- الدنيا كالماء المالح كلما ازداد صاحبه شربا كلما ازداد عطشا.
- الدنيا كالكأس من العسل في أسفله السم فللذائق منه حلاوة عاجله وفي أسفله الموت الزعاف.
- الدنيا كأحلام النائم التي تفرحه في منامه، فاذا ما استيقظ انقطع فرحه.
- الدنيا كالبرق الذي يضيء قليلا ويذهب وشيكا ويبقى راجيه في الظلام مقيما.
ومن أقوال المشاهير:
- أعيب عيوب الدنيا أنها لا تعطى أحدا ما يستحقه إما أن تزيده وإما أن تنقصه. بزرجمهر
- لقد بكيت عندما اتيت الى الدنيا و كل يوم يمر يبين لى السبب! مثل إسبانى
- اضحك، تضحك الدنيا معك، ولكن إذا ارتفع صوت شخيرك فسوف تجد نفسك تنام وحدك. ايان روبنز.
- لو وضعت مصائب الدنيا كلها في كومة واحدة وابيح لكل واحد أن يختار منها ما يشاء لأختار كل واحد مصيبته وإستردها. سقراط
- أشجع الناس من قاوم هوى نفسه وحبسها عن الدنيا. فولتر

منقول