القول على الله تعالى


إن التقول على الله تعالى منعظائم الذنوب ومن كبائر المعاصي،فمن حرم حلالا أو أحل حراما بلا دليل فقدعرض نفسه لعقوبة الله تعالى وسخطه،قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَابَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَالَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لاتَعْلَمُونَ}.

وعن هذه الآية يقول الشيخ عبد الرحمنالسعدي رحمه الله:فيدخل في ذلك، القول على الله بلا علم، في شرعه، وقدره،فمن وصف الله بغير ما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله، أو نفى عنه ما أثبته لنفسه،أو أثبت له ما نفاه عن نفسه، فقد قال على الله بلا علم، ومن زعم أن لله ندا،وأوثانا، تقرب من عبدها من الله، فقد قال على الله بلا علم، ومن قال: إن الله أحلكذا، أو حرم كذا، أو أمر بكذا، أو نهى عن كذا، بغير بصيرة، فقد قال على الله بلاعلم، ومن قال: الله خلق هذا الصنف من المخلوقات، للعلة الفلانية بلا برهان له بذلك،فقد قال على الله بلا علم، ومن أعظم القول على الله بلا علم، أن يتأول المتأولكلامه،أو كلام رسوله، على معان اصطلح عليها طائفة من طوائف الضلال، ثم يقول: إنالله أرادها، فالقول على الله بلا علم، من أكبر المحرمات، وأشملها، وأكبر طرقالشيطان التي يدعو إليها، فهذه طرق الشيطان التي يدعو إليها هو وجنوده، ويبذلونمكرهم وخداعهم، على إغواء الخلق بما يقدرون عليه.