الأفكار لا تُقيّد

من هنا يمكننا أنْ نعبر الحروف القادمة دون التعثّر بـ"مشكلة "



،

عندما أصرّح بأفكاري ، فأنا مؤمنٌ بها حدّ الخشوع وسأدافع عنها بكل ما أوتيتُ من قناعة .
هنا لن نختلف .

الفارق والغارق بالأهمية و" الخلاف " :

عندما تُهاجَم لأنّك " صرحٌت " بهذه الأفكار / القناعات !

أيضاً لا يهم !

الهمّ والمهمّ :

أنْ تُجبر على اتباع قناعات من هاجمك رغم فارق التفكير بينكما وإلا حُكم عليك بالردّة !

سأقول :

- الاختلاف طريقٌ لا يؤدي إلا للحياة ، ولو تشابه الكون لفسُد ، فما بالنا لا نتفق إلا مع من شابهنا
هب أنّك استمريت بالنظر إلى المرآة وأنت تشاهد نفسك إمّا أنْ تقذفك المرآة
أو أن تديرَ ظهرك لترى غيرك ؛ لن يكون هناك طريقٌ لجمودك المستمر .

- عندما تقيّد حبك لي بشبهي بك فأنت توشك على خيانة ..!
لأنّنا كبشرٍ لا حجر نتغيّر وتتغيّر آراؤنا ورؤانا وعند تلك اللحظة يكون من الحبّ ماقتل .

- أنْ نختلف يعني أنّنا نتفق بالفكر لا بالفكرة ، فالجذر واحد ( الفكر )
والأغصان تتعدّد ( الأفكار ) عندها فقط تُجنى الثمار ، و حينما نتشابه بالفكر والفكرة لم ندع للثمار مِقطَف.

- أعط نفسك حريّة السؤال حتى في المسلّمات لديك ، عندها ستجد الإجابة الكافية الشافية
لأنّك يوماً ما - ربما - تُسأل عن هذه المسلّمة فتكون قد تجاوزت " الصدمة "

- تلك المسلّمات :
من أعطاها هذه " الصفة " ؟
إنْ وجدت الجواب الصحيح فقد تجاوزت " الجهل "

هناك من يُقنِع أو يُقنـَع بأمر ٍ ما فيدمن على هذا " الأمر "
ويرفع من قدره حتى يصل إليه هذا " الأمر " إلى درجة " القدسية " ويصبح من المسلّمات
وبجهلِ فاضح يُجبرك كمحاور على الإيمان بهذا " الأمر "
والذي يُعدّ بالنسبة لك " أمرٌ تافه " ، وإنْ خالفته فقد " تصبأ " عن الدين .

- يعتقد البعض أنّ تغيّر القناعات نقصٌ بالمرء ، عندها ستجد من التهم كـ الخوف ، النفاق
المجاملة ، إلخ من الهمز واللمز ما يجعل منك حجراً لا تتغيّر ملغين هؤلاء فارق العمر والتفكير
وأنّ لكل مرحلة ٍ ما فكر لا يتجاوزها إلا إليها .

- بقصر نظرٍ ، وجهل .. يأتيك أحدهم ليقول : " أنك تدافع عن وجهة نظرك الخاطئة بشراسة "
ولم يعلم هذا " الجاهل " بأنّه لو تبيّن لي " خطأ " تلك الوجهة لما أتيت بها من الأساس
وأنّني مقتنعٌ بصحتها كاقتناعي بضرورة الدفاع عنها بكل ما أملك ..




فالأدب على سبيل المثال بكل ما حواه من نصوص .. \شعر \ نثر .. :يعدّ فِكر

أو هكذا يجب أنْ يكون

والفِكر وِجـْـهة يكافح الإنسان / الشاعر من أجلها بكل ما أوتي من قـطـْـر اللغـة وسجيمهـا
فمن صعاليك الشعر وحتى صعاليك الطـُرق .. والإنسان يدافع عن آرائه . غير متهمٍ بما يمكن أنْ ينتج عن هذا التوجه من عاقبة ٍ مؤلمة سواءً على مستواه الشخصي أم على مستوى التوجه نفسه ..
فالمعرّي أتهم بالزندقة ، والمتنبي بادعاء النبوة ، و ابو تمام بـ" الحداثة " ،
وعلى مَـرّ العصور ومـُرّهـا لم ينجُ شاعرٌ من هذه التهم أو غيرها ..


الدين حريةٌ شخصية لأي إنسان بعد التبليغ والنصح من باب قوله تعالى : " لكم دينكم ولي دين "
وقوله أيضاً : " لا إكراه في الدين " , وكذلك أخذ الجزية لمن لم يرتض دين الاسلام وتركه على دينه الذي ارتضاه لنفسه .. هذا في الدين الذي هو أساس الوجود ، و وجود الحياة من أجله ، فما بالك بالتوجهات الفكرية التي لا تصل إلى درجة الدين بل إنّها تتقزم أمامه كثيراً ..




الأسئلة المقلقة :


- لماذا لا نكفل للكاتب والشاعر توجهه الفكري الذي يؤمن به بعيداً عن التعصب ؟

- لماذا لا نقبل لغيرنا معارضة توجهاتنا بينما نتجيّــش ضدهم ؟

- هل مكان الفكر و الأدب الحقيقي هو البعد عن أي توجهِ فكري والاكتفاء بمخاطبة القلوب فقط ؟

- هل نهتم بما نقرأ من لغـة أم نتجاوز ذلك إلى الـماورائيات ، ومنها يكون الحكم ؟







مودتي التي لا تنتهي








نبض