أبصرت حُزنة بالعلياء عملاقا = يهوى مبادلة الجوزاءِ أشواقــــــــا

إني أرى جبلاً ، قد شالهُ جبلٌ = والشيخ حُزنةُ فوق الكلّ رنّاقــــــا

طوداً تطاول في تيهٍ وفي صلفٍ = قرب الشّفيرِ أشمّ الأنف برّاقـــــــا

تلك الجبــــــال توارت دون قامته = أسرابُ ظبي ، طواها البعدُ إرهاقــا

يعلو السحاب ويمضي في مهابته = قد جاوز المجد أرداناً وأعناقــــــــــا

طالت ذؤابتهُ في الجــوّ ســامــقةً = منقارَ نسرٍ أمال الرأس إطراقــــــــا

يلتفّهُ الغيم بالأحضان ، يأخـــــذهُ = طفلاً لففت على عِطفيه أطواقـــــــا

تهامـــةُ القــــــاع غذّتها ودائــــقه = حتى جرى السهلُ أنهاراً أوساقـــــا

والمــــاء يدفـق مـن أردان جبّتِهِ = والأرض من تحت ُ أفواهاً وأشداقـا

قال الصحابُ وشمس العصر تسفعنا = غُذّوا بنا السير للهامات سُمّاقـــــــــا

هل يمتطى النسر ؟ والعِقبان تفزعُهُ = أم يُركبُ الغيم فوق الغيمِ أطباقـــــــا

خلّــوا سبيلي فإنـــي لا أجـــــامِلكم = قلبي - وربي - قد ألفيت خفّاقـــــــــا

يكفي من المــارد الجبّــار مقربُـــهُ = إن عزّ وصلٌ أجلنا العين أحداقــــــا

أبصرتُني - وكأني فــــوق غرّته = عِلقٌ تعلقّ في الأجواء نطّاقـــــــــــا

هذي تِهامةُ من تحتي ، وبلجُرشي = تحنو عليها فقد لامست إشفاقــــــــــا

أرنو بطرفي إلى المخواة من شَهَقٍ = لاشئ أبصرُ ، لا إنساً ولا طاقــــــــا

أنّى تلفتّ من حولي أرى سُحباً = والطير يحضرني فرداً وأجواقـــــــا

أرضُ السراةِ تمطّى في مرابعها = حشدُ الضبابِ فساح الغيثُ دفّاقـــــــا

سبحان من سخّر الأجرام يكلؤها = حتى بدت في رحابِ الكون أعلاقـــا