- الإهدائات >> emad fayed الي المنتدي : برنامج لإدارة الجمعيات الخيرية ( أبواب الخير الإصدار الأول ) محمد 1981 الي للاحبةفي الله : السلام عليكم ارجو ان يكون جميع اعضاء منتدى حزنة الاسلامي بخير الزعـــــ20ـــــيم الي الجميع : أقوى أمطار وسيول مرت على بلجرشي في القسم العام ..مشاهدة ممتعة اتمناها لكم .. الامير الي الى الجميع : فترات التسجيل عبر نظام نور فى (( المنتدى التعليمي )) فتى الدار الي الأهالي : فديو لسيل الجلة في قسم الاهالي وصور للمطر يوم الاثنين 17/5 نحمد الله ونشكره على هذه النعمة الزعـــــ20ـــــيم الي الجميع : حصرياً على منتديات حزنة نت صور لإنآرة جبل حزنة المرحلة الثآنية للمشآهدة >> في القسم العآم .. مشآهــــدة ممتعة الزعـــــ20ـــــيم الي :: الجميــــــــــــع :: : تم تنزيل صور مميزة في موضوع حزنة اليومـ >> في القسم العآمـ .. مشآهدة ممتعة .. الشاطئ الي لاعا دة حلقة حزنة : لاعا دة حلقة حزنة الكتا بة على شات قنا ة السيوف على الرقم835222 او الفا كس رقم026984414 خالد الحزنوي الي الاهالي : حلقة خاصة عن قرية حزنة عبر برنامج ربوع الجنوب على قناة السيوف بعد مغرب اليوم السبت الشاطئ الي دعوة اها لي حزنة : شا هدوا حزنة على قنا ة السيوف بعد مغرب اليوم السبت ونا مل الدخول بالشا ت على رقم 835222

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2
النتائج 11 إلى 14 من 14

الموضوع: نوافل المقربين [متجدد]

  1. #11
    موقوف
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    المشاركات
    109

    افتراضي رد: نوافل المقربين [متجدد]

    سرُّ المحبَّة
    ظهر فى عصرنا هذا جماعات يعترضون على أهل المحبة ويقولون أن الدين بالعبادة والإكثار من الصلاة والإكثار من الصيام والإكثار من تلاوة القرآن أما المحبة فلا طائل منها ذاك ما يدعون لذلك يجب علينا نحن وهم أن نرجع إلى النبي العدنان وأصحابه المباركين قدوتنا إلى يوم الدين فسيدنا أنس بن مالك يقول {يَا رَسُولَ اللّهِ مَتَىٰ السَّاعَةُ؟قَالَ رَسُولُ اللّهِ: مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ قَالَ: فَكَأَنَّ الرَّجُلَ اسْتَكَانَ ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللّهِ مَا أَعْدَدْتُ لَهَا كَبِيرَ صَلاَةٍ وَلاَ صِيَامٍ وَلاَ صَدَقَةٍ وَلَـكِنِّي أُحِبُّ اللّهَ وَرَسُولَهُ. قَالَ: فَأَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ}[1] أى ستبلغ المنزلة العالية يوم القيامة وستكون مع [مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ] هذا على المستوى الخاص أما على المستوى العام فعندما نظر سيدنا رسول الله لخادمه ثوبان وجد أن لونه أصفر وجسمه ناحل وضعيف وكأنه مريض فسأله {يا ثَوْبَان ما غيّر لونك؟ فقال: يا رسول الله ما بي ضرّ ولا وجع، غير أني أذا لم أرك اشتقت إليك واستوحشت وَحشة شديدة حتى ألقاك ثم ذكرت الآخرة وأخاف ألاّ أراك هناك لأني عرفت أنك تُرفع مع النبييّن وأني إن دخلت الجنة كنتُ في منزلة هي أدنى من منزلتك، وإن لم أدخل فذلك حِينٌ لا أراك أبداً}[2]وانظر إلى ما يُفكِّر فيه الرجل فهو لا يفكر فيما هو فيه لأنه فى الدنيا مع رسول الله ولكنه يفكِّر فى حاله عندما ينتقل إلى الآخرة ويكون رسول الله مع النبيين والمرسلين ويكون هو مع العوام وفى الحالة الأولى مع سيدنا أنس أجابه رسول الله أما ثوبان فقد أجابه الله وقال لجبريل إنزل وبشِّر هذا الرجل ومن على شاكلته وهنِّئهم وقل لهم {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً} فما الذي يوصل الإنسان لدرجة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين من الأعمال والعبادات؟ لا يستطيع أحد منا أن يصلى كصلاة الأنبياء أو يصوم كصيام المرسلين هل يستطيع أحد منا أن يجاهد مثل جهاد الشهداء الذين جاهدوا فى سبيل الله بأموالهم وأنفسهم؟ هل يستطيع أحد منا أن يصبح صِدِّيقاً لأى نبي ويكون هو المؤيد له والمعين له والمؤازر له والمساعد له كسيدنا أبى بكر؟ وهو الوحيد الذي نال هذا المقام ؟ لا أحد إذاً أين الطاعة والعبادة التى توُصِّلنا لكى نكون مع هؤلاء يوم العرض والجزاء فى الجنة العالية يوم لقاء الله؟ لا يوجد طاعة أو عبادة توصل إلى ذلك لأنه عندما ننظر إلى الصلاة التى نصليها نجد أن ثلاثة أرباعها فى السهو والنسيان وتشتت الذهن والقلب والغفلة عن الرحمن ولولا أن الله سبحانه وتعالى قد وعدنا أنه سيقبلها على عِلاتها فإنه لو حاسبنا على الحضور فيها فلن يجد وكذلك فى الصيام وفى كل الطاعات والعبادات وذلك لكثرة المشاكل التى نعانى منها – فما الذي يوصل إلى تلك المراتب العالية؟ تفضل المتفضل عز وجل وبِيَّن النبي أن الذي يوصل أي إنسان إلى مقامات النبيين والصديقين والشهداء والصالحين فيكون معهم فى الآخرة وفى الجنان هو الحبُّ ولذلك عندما مدح الله الأنصار الذين لا يضاهيهم أحد فى العبادة أو فى البذل والعطاء فمن منا يأتى بواحد أجنبي ليقتسم معه منزله وأرضه وماله؟ لا أحد بل إن الناس فى العصر الحالى عندما يتوارث الإخوة الأشقاء تأتى لجان لا حصر لها ولا حدَّ لها لكى تقرب وجهات النظر وقد لايستطيعون ذلك فيصل الأمر إلى المحاكم لكن هؤلاء جاءهم المهاجرين من بلدان شتى ومن قبائل شتى وكان كل واحد منهم –أى الأنصار- يقول: يا رسول الله أريد ضيفاً ولكثرة المضيفين كان رسول الله يعمل قرعة بينهم ومن تخرج عليه القرعة يفوز بالرجل المهاجر وماذا يفعل معه؟ يأخذه ويقول: هذا بيتى أنت النصف وأنا النصف الآخر وأنت الذي تختار وكذلك فى المال وكذلك فى الأرض وكل ذلك يتم بمحبة ورضاء تام لأن الله شرح صدورهم للإسلام بل والأكثر من ذلك أنهم تركوا كلَّ ما عندهم والتفوا حول رسول الله يصلُّون معه ويجلسون معه ويجاهدون معه مشغولين به عن مصالحهم الدنيوية حتى أنهم عندما توطَّد الأمر وكثرت الفتوحات واستقرت دولة الإسلام قالوا: نلتفت إلى مصالحنا وزراعاتنا وتجاراتنا فيقول لهم الله {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} أى إياكم أن تتركوه من أجل هذه المصالح وفى {مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللّهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ} ومع ذلك عندما مدحهم الله وأثنى عليهم فى كتابه هل قال: "يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة"؟ أبداً وإنما قال [وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ] – ما لهم يا رب؟ [يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ] – أول صفة مدحهم بها هي حب من هاجر إليهم وهو رسول الله، وكذلك يحبون بعضهم البعض [وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا] ليس فى صدر واحد منهم حقد على أخيه ولا حسد لجاره ولا أثرة ولا أنانية ولا غيرها من الصفات التى حذَّر منها ربُّ البريَّة ونهى عنها خير النبيين وإمام الأولين والآخرين وماذا أيضاً يارب؟ [وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ] متخلقين بالإيثار إذ يفضلون إخوانهم فى الإيمان على زوجاتهم وعلى أولادهم وذلك لأنهم جعلوا التفضيل للإيمان على كل شيء فى هذه الأكوان إذاً مدحهم الله أولاً بالمحبة – فهل تنفع طاعة أو عبادة بغير محبة؟ فالطاعات التى نعملها لله ومن يعمل هذه الطاعات لكى ينال رضاء الله فإن شرط قبولها المحبة لأنه لو صلى واحد رغماً عنه لا تنفع صلاته وإذا صام واحد أيضاً فى شهر رمضان وهو متضرر كما نرى الآن الذين يقولون: لماذا طال رمضان ولماذا لا ينتهى؟ فإن مثل هؤلاء ليس لهم فى درجات الصيام العلية لأنهم يصومون متبرمين وكارهين إذاً شرط الطاعة والعبادة أن يعملها الإنسان بمحبة لله ولذلك قال الله لنا أجمعين [لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ] إذ لا يجوز إكراه أحد على أي طاعة أو عبادة بل يجب أن أحببهم فى الطاعة فإذا أردت من ابنى أن يصلى لا أمسك له العصا لأرهبه أولاً أبدأ فى ترغيبه فى الصلاة وفى طاعة الله وأذكره بفضل الله عليه وأبين له محبة النبي وفضلها عليه فى الدنيا والآخرة وذلك لكى يصلى برضا وبمحبة وعندما أفعل معه ذلك فإنه يصلى سواء كنت موجوداً أمامه أم غير موجود – أما لو صلى خوفاً منى فلن يصلي إلا أمامي فقط ولو كنت غائباً يترك الصلاة بل من الجائز أن تضحك عليه نفسه وعندما يرانى يذهب ويمثل أنه يصلي رغم أنه غير متوضىء وذلك خوفاً مني إذاً لا يجوز آداء العبادة بالخوف والإكراه إذ لا بد من الإقناع والبرهان والبيان والإيضاح لكي يصلي الإنسان على محبة إن كان أبنائى أو زوجتى أو الذين أرغب فى دعوتهم إلى طاعة الله أو من تحت ولايتى وهذا هو المنهج السديد الذي بينه الله ووضحه رسول الله وكذلك الأمر فى أى حكم من أحكام الشريعة المطهرة فإذا أردت مثلاً من زوجتى أن ترتدى الحجاب لابد وأن أقنعها بالحجاب وأبين لها منزلتها ودرجتها عند الله إن فعلت ذلك لكى تفعل ذلك بمحبة أما إذا فعلت ذلك لكى ترضيني فإنها تتركه أثناء سفرى وخروجى من المنزل وعندما تشعر وتعلم بموعد رجوعى ترتديه فهل يجوز ذلك؟ لا وذلك لأن الله يريد من أى رجل من المسلمين والمؤمنين ألايعمل عبادة اوطاعة إلابمحبة ورغبة وعن إقتناع وبرهان وذلك لكى يستحق الأجر والثواب عند حضرة الرحمن حتى فى الأعمال العادية التى لا ينتبه بعضنا إليها مثلاً: أنا رجلٌ أحبُّ الضيوف وأريد أن أعمل بقول رسول الله {إِنَّ في الْجَنَّةِ غُرَفاً تُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا، وبُطُونُها مِنْ ظُهُورِهَا. فَقَامَ أَعْرَابِيٌ فقال: لِمَنْ هِيَ يا رسولَ الله؟ فَقَالَ: لِمَنْ أَطَابَ الكَلاَمَ وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ وَأَدَامَ الصِّيَامَ وَصَلَّى بالَّليْلِ وَالنَّاسُ نِيامٌ }[3] لكى آخذ هذه الدرجة وأدخل هذه الغرف التى قال الله فيها فى القرآن{غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} إنها منزلة عظيمة فى الجنَّة لذا يجب ان أُحَسِّن كلامى مع الخلق وأولهم أهلى {خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِه}[4] فلا أحسن الكلام مع الأنام وعندما أذهب إلى أهلي أغيِّر اللهجة وأتكلم فيما يؤرق ويزعج وبذلك أكون غير سوي وإذا أردت أن أُطعم الطعام وأدعوا الضيفان فمن الذي يصنع الطعام هل أنا أم زوجتى؟ بالطبع زوجتى لذا يجب أن أوضح لها هذه الصورة النورانية وأحببها فى هذه المنزلة الجنانية لكى تصنع الطعام وهى راضية محبة وتأخذ هذا الأجر والثواب ولو لم أوضح لها هذه الصورة وصنعت الطعام وهى متبرمة لكى ترضينى وحسب لا لترضى الله وتخرج بعد ذلك وتشكونى للخلق قائلة: إنه يأتيني بالضيوف كثيراً وقد تعبت فعندها قد ضيَّعتَ عملها وحرمتها من الأجر والثواب وذلك لأننى لم أُدْخِلها معى فى المنهج ولم أجعلها تعمل هذا العمل بمحبة وهذا هو منهج رسول الله
    [1] صحيح مسلم عن أنس بن مالك. [2] تفسير القرطبى [3] سنن الترمذي وابن حبان عن علي. [4] ابن عساكر عن على

  2. #12
    موقوف
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    المشاركات
    109

    افتراضي رد: نوافل المقربين [متجدد]

    سرُّ ولاية الله
    كل الأعمال يجب أن تسبقها المحبة لكى ينال العمل القبول من عند من يقول للشيء كن فيكون بل إن أعلى درجات القرب عند الله وهى ولاية الله والذين يقول فيهم الله {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} كيف وصل هؤلاء إلى منزلة الكرامة والولاية؟ كيف حفتهم هذه العناية؟ نسأل الخبير الذي أرسله لنا العلى الكبير وقد بين صلى الله عليه وسلم أوصافهم فى الدنيا وأحوالهم ومنزلتهم ودرجتهم فى الدار الآخرة فى الحديث{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا وَاعْقِلُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ لِلَّهِ عِبَاداً لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلاَ شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مَنَازِلِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنَ اللَّهِ فَجَثَى رَجُلٌ مِنَ الأَعْرَابِ مِنْ قاصِيَةِ النَّاسِ وَأَلْوَى بِيَدِهِ إلَى النَّبيِّ فَقَالَ: يَارَسُولَ اللَّهِ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلاشُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمُ الأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مَجَالِسِهِمْ، وَقُرْبِهِمْ مِنَ اللَّهِ، أَنْعِتْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا: يَعْنِي صِفْهُمْ لَنَا، فَسُرَّ وَجْهُ النَّبيِّ بِسُؤَالِ الأعْرَابِيِّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: هُمْ نَاسٌ مِنْ أَفْنَاءِ النَّاسِ وَنَوَازِعِ الْقَبائِلِ – أى من بلاد شتى ومتفرقة - لَمْ تُصَلْ بَيْنَهُمْ أَرْحَامٌ مُتَقَارِبَةٌ تَحَابُّوا فِي اللَّهِ وَتَصَافَوْا يَضَعُ اللَّهُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ فَيَجْلِسُون عَلَيْهَا فَيَجْعَلُ وُجُوهَهُمْ نُوراً وَثِيَابَهُمْ نُوراً يَفْزَعُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يَفْزَعُونَ وَهُمْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ، وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ثم تلى قول الله {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[1] بالله عليكم عندما يقول حضرة النبي من يريد أن يكون ولياً من أولياء الله عليه أن يصاحب جماعة من بلدان شتى فى الله ويزورهم لله ووضح أن ذلك هو سر ولاية الله هل نقلع عن هذا العمل ونهتم فقط بالصلاة والصيام والزكاة وذلك لأن ديننا كله أساسه وصلبه يرتكز على الحب فى الله - ويبين الله من يحبهم فماذا نفعل كي يحبنا الله؟يقول حضرة النبي خذوا هذه الرسالة من الله والتى يقول فيها { وَجَبَتْ مَحَبَّتِي - لمن يا رب؟ - لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ. والمُتَجَالِسينَ فِيَّ. والمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ. والمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ}[2] أي وجب حبُّ الله للذين يحبون بعضهم فى الله ويتزاورون فى الله ويجالسون بعضهم فى الله ويبذلون لبعضهم إن كان طعاماً أو غيره على حسب الوسع والإستطاعة فى الله ولله وكلمة فى الله أى لا ينتظر رداً فإذا كانت المحبة دنيوية مثلاً يقول الأخ لأخيه: لقد أتيتك يا فلان لكنى لن أزورك ثانية حتى تزورني وهذه المحبة ليست لله ولا فى الله وذلك لأن الذي يزور فى الله ينتظر الأجر من الله ولا يريد رد الزيارة وإلا كان العمل لغير الله وإذا زرت أخى فى الله فإن حضرة النبي يقول{إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا زَارَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ شَيَّعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ يَقُولُونَ: اللَّهُمَّ كَمَا وَصَلَهُ فِيكَ فَصِلْهُ }[3] ينشدون هذا النشيد ويسمعهم اهل الملكوت الأعلى وإذا ذهبت إلى أخيك وأنت مشتاق لكى تزوره وتراه وتطمئن عليه فيخرج لك الله شيك بأجر ما مقدار هذا الأجر؟ نقول كما ورد عن الحبيب المصيب {نَظَرُ الرَّجُلِ إِلَى أَخِيهِ عَلَى شَوْقٍ – وفى رواية حُبَّاً لَهُ وَشَوْقَاً إليْه - خَيْرٌ مِنَ اعْتِكَافِ سَنَةٍ فِي مَسْجِدِي هذَا}[4]هذا أجر النظر فى وجه أخٍ واحد أما إذا رأيت ثلاثين أخاً فإن كل نظرة لواحد منهم بشيك منفصل ومع أن الناس تتحمل مشقة السفر فى رمضان للإعتكاف فى مسجد سيدنا رسول الله عشرة أيام إلا أن مجرد النظرة فى وجه أخ فى الله أفضل من سنة اعتكاف فى مسجد رسول الله أما المصافحة فلها أجرها فعندما أصافح أخاً لى فى الله قال {إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا لَقِيَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ اخَذَ بِيَدِهِ تَحَاتَّتْ عَنْهُمَا ذُنُوبَهُمَا كَمَا يَتَحَاتُّ الوَرَقُ عَنِ الشَّجَرَةِ الْيَابِسَةِ فِيْ يَوْمِ رِيْحٍ عَاصِفٍ وَإِلاَّ غُفِرَ لَهُمَا وَلَوْ كَانَتْ ذُنُوْبَهُمَا مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ }[5]فأين الطاعات والعبادات التى توصل إلى هذه المنازل والدرجات هذا بخلاف الأمر الهام الذي بدأنا به هذا الحديث فإن كنت أطمع فى منزلة عالية فى الجنة ونفسي تضحك عليَّ ولا أستطيع أن أعمل الأعمال التى توصلنى لتلك المنزلة فماذا أفعل؟ قال: عليك أن تبحث عن واحد من أهل هذه المنزلة وتحبه وتصاحبه فى الله لماذا؟ قال النبى فى حديثه {من أحبَّ قوما على أعمالهم حُشر يوم القيامة في زمرتهم فحُوسبَ بحسابهم وإن لم يعملْ أعمالهم}[6] وقد سأله أحدهم [يَارَسُولَ اللهِ كَيْفَ تَقُولُ فِي رَجُلٍ أَحَبَّ قَوْمًا وَلَمْ يَلْحَقْ بِهِمْ – لم يعمل بعملهم؟فَقَالَ رَسُولُ اللهِ:الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أًحَبَّ }[7] وهذا ما جعل آباءنا الذين كانوا عقلاء وأذكياء وكذلك سلفنا الصالح يسارعون إلى الصالحين فقد كانوا يقولون لا نستطيع أن نعمل مثلهم لكن عندما نحبهم يرفعنا الله لدرجتهم وحشرنا معهم وذلك لأن الله يوم القيامة سيأتى بالكافرين واحداً تلو الواحد [وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ] أما نحن فكل جماعة كانوا يحبون بعضهم البعض يدخلون مجتمعين {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً}أى جماعة مع بعضهم أما عند الجنة {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً} أي جماعات ولذلك تروى لنا الأخبار التى تصدقها الدلائل والآثار مشهداً سيحدث فى الآخرة إذ كل جماعات المتقين والمحبين يتممون ويطمئنون على بعضهم أمام باب الجنة فيقول واحد منهم:يا رب أين أخى فلان؟يقول: إنه لم يعمل بمثل عملك فيقول: يا رب إنى كنت أعمل لى وله فيقول الله تعالى: خذ بيد أخيك وادخلا معاً الجنة إذاً سيكون المؤمنون مع بعضهم البعض عند لقاء الله وعند دخول جنة الله جل فى علاه – والدرجة التى ارتفع بها الأخ قد اكتسبها بالحب فى الله والأخوة فى الله ولذلك يقول حضرة النبي{أتدرون أي عرى الإيمان أوثق؟ قالوا : الصلاة، قال: إن الصلاة لحسنة وما هي به قالوا: الزكاة، قال: إن الزكاة لحسنة وما هي به قالوا: الحج قال: إن الحج لحسن وما هو به قالوا: الجهاد قال: إن الجهاد لحسن وما هو به فلما رآهم يذكرون شرائع الإسلام ولا يصيبون قال لهم: أَوْثَقُ عُرَى الإِيْمَانِ الْحُبُّ فِي اللَّهِ وَالبُغْضُ فِي اللَّهِ}[8]لأنه لو وجدت المحبة فما المشاكل التى تظل موجودة بين المسلمين؟ فالمساجد مملوءة والحمد لله بالمصلين وجميع المسلمين يصومون شهر رمضان لكن هل تمنعهم الصلاة عن قطيعة الأرحام وعن التنازع والخصام وعن الغيبة وعن النميمة؟كلا كذلك هل يمنعهم صيام رمضان عن ارتكاب الذنوب والآثام؟كلا إذاً ما الذي يمنع الذنوب والآثام؟ إذا وجدت بين المؤمنين والمؤمنات محبة الملك العلام فتجد نتيجة ذلك هذا يتغاضى عن أخيه هذا يستر أخاه إذا وجده على ذنب أو معصية فينصحه سراً ولا يشنِّع عليه هذا يحاول أن يجمع أخاه على الله إذا وجده بعيداً عن الله والكل يسعى لجمع بعضهم على حضرة الله فتصبح الأمور بين المؤمنين كلها مودَّةٌ ومحبَّةٌ وكلها صلةٌ وكلها تقرَّبٌ إلى حضرة الله جلَّ فى علاه فعندما تنتشر المحبة تنتهى الأمراض الإجتماعية الموجودة الآن ولذلك عندما كانت المحبة موجودة وكانت الناس تذهب إلى الصالحين ويحبون بعضهم فى الله كانت الروابط قوية ومتينة ونجد أناساً مؤثرين يستطيعون حل المشاكل ويرتدع الناس بسببهم ولا يُقْدمون على النزاع والصراع أما الآن لا يكبُر لأحد فزادت المشاكل حتى لجان الصلح إذا وُجدت تجد مشقة بالغة وعنت فى التقريب بين المتخاصمين ولم يكن يُلَيّن الناس فى الماضى إلا المحبة التى كانت موجودة فى القلوب
    [1] عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأشْعَرِيِّ رواه أحمد وأبو يعلى بإسناد حسن والحاكم وقال: صحيح الإسناد[2] رواه الإمام احمد ومالك عن أبى إدريس الخولانى[3] للطبرانى فى الأوسط عن أَبي رزين الْعقيلي رضيَ اللَّهُ عنهُ جامع المسانيد والمراسيل [4] الْحكيم عن ابن عمروٍ جامع المسانيد والمراسيل والثانية فى كنز العمال وكشف الخفاء عن ابن عمر [5] رواه الطبرانى عن سلمان[6] الخطيب عن جابر[7] عن عَبْداللهِ بْنُ مَسْعُودٍ المسند الجامع[8] عن البراء بن عازب تعظيم قدر الصلاة محمد بن نصر النروزي أما الحديث بسؤال رسول الله وإجابته فقد ورد بالكثير مثل مصنف ابن أبى شيبة عن البراء بن عازب



  3. #13
    موقوف
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    المشاركات
    109

    افتراضي رد: نوافل المقربين [متجدد]

    طاعة الله والرسول
    كلُّ المشاكل حلُّها فى كلمتين من سرِّ هذه الآية المباركة {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ} وكلمة "لعل" فى القرآن إذا ذكرت فى آيات الرحمة ليست بمعناها اللغوى ( بمعنى الترجى وهو جواز أن ترحمون) لكن كلمة لعل فى القرآن هنا لتأكيد الرحمة- مثل قوله فى أية فرض الصيام {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} أى لتتقون وليس لمجاز التقوى بالصيام ولكنه أمر محقق أن الصيام يثمر التقوى للصائمين- وكذلك هو أمرٌ محققٌ أن رحمة الله وعناية الله وتوفيق الله ورعاية الله تنزل على الطائعين لله ولرسول ربِّ العالمين ولذلك كان حرص حضرة النبي على تربية أصحابه على الطاعة التامة لله ولرسوله ولكننا نحن نطيع الله فيما أحبته النفس ونتكاسل عن الطاعة فييما لا تحب وبالطبع نتلمس لأنفسنا الأعذار ونبٍرِّر الإصرار على عدم طاعة الله وعلى مخالفة رسول الله بتبريرات نفسية وتأويلات هوائية ولذلك زادت مشاكلنا فى نفوسنا وفى بيوتنا و مجتمعنا ودولنا لأن طاعة الله ورسوله صارت مربوطة بأهوائنا بينما هى أمرٌ قاطعٌ لا مجال فيه للميل أوالهوى أمرٌ لابدَّ فيه من الجزم والحزم ولا يصحُّ أن يترك لتبرير التأويل ونوازع الهوى أوشطحات الفكر وانظر إلى طاعة الصحابة الكرام التى بلغوا بها فى الدنيا كلَّ مرام وبلغوا بها فى الآخرة عند الله أعلى مقام فكُّل ما كانوا يتمنونه فى الدنيا جاءهم صاغراً لماذا؟ لأنهم أطاعوا الله ورسوله فبعد أن كانوا فقراء لا يجدون من الدنيا شيئاً أصبحوا أغنياء وحكاماً وأمراء وعلماء وفقهاء ومعهم كل ما تطمع إليه النفس البشرية من هذه الدنيا وذلك لأنهم أطاعوا الله وأطاعوا رسوله وخذوا مثالا على طاعتهم المطلقة له صلى الله عليه وسلم فى حادثتين متشابهتين نوردهما معاً لتأكيد السلوك{لمَّا اسْتَوَى رسولُ الله يومَ الجُمُعَةِ على المِنْبَرِ قالَ: اجْلِسُوا فَسَمِعَ ابنُ مسعودٍ فَجَلَسَ على بابِ المسجِدِ فَرَآهُ فقالَ: تَعَالَ يا عبدَ الله بنَ مسعودٍ}[1] وورد {أن النبيَّ جلسَ يوم الجمعة على المِنبر فلما جلس قال: اجْلِسُوا فسمع عبد الله بن رواحة قول رسول الله اجْلِسُوا فجلس في بني غَنْم قيل: يا رسول الله ذاك ابن رواحة جالس في بني غَنْم سمعك وأنت تقول للناس اجْلِسُوا فجلس في مكانه}[2]وروى أنهم ذهبوا لإبن رواحة بعدها وسألوه لما هو جالس مكانه ولم يبرح؟قال متعجباً من سؤالهم :إنى سمعت أمر النبي أن إجلسوا ولم أسمعه يأمر بالقيام فكيف أقوم ولم أسمع الإذن من حضرته إنه حرص شديد بيّن الله به فضل هذه الأمة فى السمع والطاعة لله ورسوله وقد كانت الأمم السابقة على أمة نبينا يحاسبهم الله على الخاطرة التى تخطر على النفس وعلى الهمِّ بالفعل إن كان حسنة أو سيئة فنزل قول الله{وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ}فقال الصحابة المباركون:يا رسول الله كيف يحاسبنا الله على شيء هممنا به ولم نفعله؟فإذا بالحريص علينا "حريصٌ عليكم" و"الرؤوف الرحيم" صلى الله عليه وسلم يقول لهم {لاتَقُولُوا كما قال أهْلُ الكِتَابِ مِنْ قَبْلِكُمْ: سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا بَلْ قُولُوا سَمِعْنَا وَأطَعْنَا}[3] فقالوا كما قال الله عنهم{سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}فأنزل الله خصوصية لهذه الأمة المحمدية ومزية ليست لأى أمة سابقة قال {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} فأصبحت خصوصية لأمة رسول الله فبشَّرهم الحبيب وقال لهم مبيناً لكلام الله{مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، كَتَبْتُ لَهُ حَسَنَةً فَإِنْ عَمِلَهَا كَتَبْتُهَا بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلى سَبْعِمائَةٍ وَإِنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعمَلْهَا كَتَبْتُ لَهُ حَسَنَةً فَإِنْ عَمِلَهَا كَتَبْتُهَا عَلَيْهِ سَيِّئَةً وَاحِدَةً}[4] فانظروا إلى فضل الله على الأمة المحمدية ببركة الطاعة وقد كانت تحاسب الأمم السابقة على الهم بالمعصية وتُكتب عليهم سيئة أما الأمة المحمدية فصارت إلى:وَإِنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعمَلْهَا، كَتَبْتُ لَهُ حَسَنَةً فَإِنْ عَمِلَهَا، كَتَبْتُهَا عَلَيْهِ سَيِّئَةً وَاحدة، وهذا ببركة {أَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} إذاً أدبهم النبي على السمع والطاعة لله ورسوله حتى أن سيدنا عبدالله بن مسعود قال: {كنا إذا سمعنا قول الله{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ} أصغينا بآذاننا وانتبهنا بعقولنا وأذهاننا لأن الله يريد أن يأمرنا بأمر وقلنا لبيك اللهم وسعديك – ولبيك تعنى إجابة لك يا رب – فإذا كان أمر سارعنا إلى تنفيذه وإذا كان نهى سارعنا فى تركه رغبة فى رضاء الله} فإذا مشينا على السمع والطاعة لله ولرسوله حُلَّت جميع المشاكل التى بيننا أو التى عندنا أو التى فى صدورنا أو التى فى بيوتنا أو التى فى مجتمعنا لأن الله لا يطلب منا غير السمع والطاعة لحضرته ولنبيه ثم يفتح الله لنا بعد ذلك باباً أعلى وأرقى وأغلى ليس فيه حلُّ المشاكل وفقط وإنما لمن يريد أن يعيش فى الدنيا وكأنه فى الجنة فمن يريد؟هل يستطيع الإنسان أن يعيش فى الجنة وهو فى دار الهمِّ والغمِّ والنكد والفقر والمرض؟ هل يمكن ذلك؟ نعم كيف؟ نعم المؤمن إذا استجاب لأمر الله جلَّ فى علاه: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} وكلمة سارعوا أى سارعوا وأنتم فى الدنيا وذلك لأن الآخرة ليس فيها مسارعة إلى الجنة ولكن ترتيبٌ رباني وتقديرٌ رحمانى لأهل الجنة فمثلاً منهم من تأتيه الجنة وهو فى مكانه {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ} وأزلفت أى تقربت ومشت وتحركت والجنة فى الآخرة تتحرك وتمشي وتفهم وتعلم ما يدور فى بال الإنسان وخاطره فلا تنتظر حركة اللسان لأنها تأتمر بما يدور فى القلب وفى الجنان بأمر الرحمن وهذا فى الآخرة فكيف بتفسير الآية فى الدنيا كيف بأزلفت ونحن فى الحياة الدنيا؟ وقد قال الحبيب {اشْتَاقَتِ الْجَنَّةُ إِلَى أَرْبَعَةٍ عَلِيَ وَسَلْمَانَ وَأَبِي ذَرَ وَعَمَّارَ بْنِ يَاسِرٍ }[5] وهؤلاء فى زمن النبوة وكذلك فى كل زمان هناك من تشتاق إليهم الجنة {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ} هى أزلفت فى كل زمان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها إذاً فأين الجنة التى أزلفت وإلى أين أسارع إليها؟ إنها جنَّةٌ هنا فى الدنيا نسمعها فى قول الحبيب {إِذَا مَرَرْتُمْ - وأنتم هنا فى الدنيا - بِرِيَاضِ الْجَنَّةِ فَارْتَعُوا –أى اجلسوا وأطيلوا الجلوس واستمتعوا ولا تسارعوا إلى الخروج وإلى الحركة – قَالُوا: وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ ؟ – واسمعوا إلى حديث رسول الله وتدبروه – قَالَ: حِلَقُ الذكْرِ - وفى رواية: قال: مَجَالِسُ الْعِلْمِ، وفى رواية:قال: حلق القرآن }[6] حلقات الذكر – حلقات القرآن – حلقات العلم – كل هذه رياض من رياض الجنة إذاً مجلس العلم هذا فى روضة من رياض الجنة ولسنا فى الدنيا ولذلك فإن هذا المجلس يقول فيه الحبيب {مَا اجَتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ }[7]هذه روضةٌ من رياض الجنَّـــة هنا فى دار الدنيا إن كانت مجلس ذكر وإن كانت مجلس علم فهو روضةٌ من رياض الجنة وإن كان مجلس قرآن فهو روضة من رياض الجنة وإن مجلس صلح أو أياً من هذه المجالس المباركة ولذلك دخل النبي مسجده المبارك فوجد فيه روضتين من رياض الجنة مجلس ذكر ... ومجلس علم أى أن جماعة من أصحابه يجلسون منهم جماعة يذكرون الله ومنهم جماعة يتدارسون العلم فلم يعترض أحدهما على الآخر ولم يُسيئوا إلى بعضهم البعض بالقول أو التلميح ولم يقل أحدهما للآخر نحن أفضل منكم ولم يقل أحدهما للآخر أيضاً ماذا تفعلون؟ ولا سألوهم ما الدليل والبرهان عل فعلكم؟ ولا خرجوا وتحدثوا عنهم بسوء ولا .. ..ولا .. أترون كيف كانوا كانوا كذلك لأنهم كانوا مسلِّمين للنبي العدنان روى سيدنا عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ {خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ بَعْضِ حُجَرِهِ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِحَلْقَتَيْنِ. إِحْدَاهُمَا يَقْرَأُونَ الْقُرْآنَ وَيَدْعُونَ اللَّهَ. وَالأُخْرَى يَتَعَلَّمُونَ وَيُعَلِّمُونَ. فَقَالَ النَّبِيُّ: كُلٌّ عَلَى خَيْرٍ، هؤُلاَءِ يَقْرَأُونَ الْقُرْآنَ وَيَدْعُونَ اللَّهَ، فَإِنْ شَاءَ أَعْطَاهُمْ وَإِنْ شَاءَ مَنَعَهُمْ وَهؤُلاَءِ يَتَعَلَّمُونَ وَيُعَلِّمُونَ وَإِنَّمَا بُعِثْتُ مُعَلِّماً، فَجَلَسَ مَعَهُمْ }[8] دخل النبي فوجد حلقة تذكر الله وحلقة تتدارس العلم الذين يتدارسون العلم فى محاضرة نظرية والذين فى حلقة الذكر فى محاضرة عملية تطبيقاً للعلم الذي سمعوه فى المحاضرة النظرية ولذلك قال حضرة النبي {كلا المجلسين على خير على خيرٍ} أى لا يعترض أحد على الآخر {وإنَّما بُعِثْتُ معلِّماً}[9] وجلس مع من هم فى حلقة العلم وذلك لأنه قال{بالتعليم أرسلت}[10]وهنا أوجِّهُ أنظاركم إلى سرٍّ عظيم من أسرار الراحة فى هذه الحياة وأرجو بكل شدة أن تنتبهوا لما سأقول وأن تفتحوا عيون القلوب فى الزمن القريب لما كانت مجالس العلم فى البلاد قائمة ودائمة ومجالس القرآن فى كل مكان ملازمة كانت الملائكة تتنزل فى كل مكان وزمان لكى تحضر هذه المجالس التى حبَّب فيها الرحمن وأسَّس قواعدها النبي العدنان وكما قلت فإن هؤلاء تغشاهم الرحمة وكانت رحمة الله تعالى تتنزل فى كل الأوقات وبجميع المحلات على أهل هذه الجلسات فكانت البركات تتنزل من السماء على الأرض وكانت أبواب السماء مفتوحة للسائلين وأبواب الإجابة مفتًّحة على مصراعيها للداعين ويرفع الله بهذه المجالس الهمَّ عن المهمومين والغمَّ عن المغمومين والكرب عن المكروبين فكانت مشاكل المسلمين والمؤمنين قليلة لأن الله كان يفرِّج بهذه المجالس عن المسلمين والمؤمنين بل كان المسلم حتى إذا انتابه همٌّ أو غمٌّ تسبب له بضيق فى النفس أو قلق فى الصدر او أزمة فى الجسم عندما يَحْضُر إلى هذه المجالس أو يأخذه إخوانه إليها وكلنا كان يعرف ذلك يُذهب الله عنه كلَّ عناء وكلَّ همٍّ ويجعله فى روح وريحان ورضا ورضوان ويعيش حياته فى أمان لماذا؟ لأن الله حفظه وأهله بحضور هذه المجالس المباركات من كل المشاكل التى نراها الآن من أمراض نفسية أوعصبية أوجسمانية والتى سببها البعد عن هذه المجالس النورانية الإلهية هل وضح هذا السرُّ ياإخوانى أعرفتم سبب الشقاء والبلاء وزيادة الوباء أو كما نقول فى مجالسنا سبب غضب السماء؟ للأسف فقد استبدل أهل هذا الزمان المجالس النورانية التى هى من رياض الجنة الربانية استبدلوها بمجالس السوء بمجالس اللهو واللعب بمجالس الطرب والمغنى ومجالس المخدرات والمسكرات ومجالس الغيبة والنميمة والقيل والقال ومجالس السبِّ والشتم واللعن والمهاترات فهل ينتظرون أن تنزل رحمة الله بعد ذلك على أهل هذه المجالس؟ كيف ياأيها القراء الكرام أتباع النبى عليه الصلاة والسلام إذا كان حبيبكم يحذِّر وينبِّه جميع الأنام إلى يوم الزحام ويقول {مَا اجْتَـمَعَ قَوْمٌ فَتَفَرَّقُوا عَنْ غَيْرِ ذِكْرِ الله؛ إِلاَّ كأَنَّـمَا تَفَرَّقُوا عَنْ جِيفَةِ حِمَارٍ وَكانَ ذ***1648;لِكَ الـمَـجْلِسُ عَلَـيْهِمْ حَسْرَةً}[11]أي أن أحداً فى المجلس لم يذكر حضرة الله – ولا حول ولا قوة إلا بالله- ولم يقرأ أحدٌ فيه آية من كتاب الله ولم ينبه أحدٌ الحاضرين بحديث من أحاديث رسول الله بل إن المجلس كله غيبة ونميمة وقيل وقال أو لهو وسفهٌ وشطط ناهيك عن المحرمات الأخرى المعروفة فهل مثل هذه المجالس تقربها الملائكة؟ أو تتنزل عليها الخيرات والبركات والرحمات كلا إذا كانت الملائكة كما يقول النبي {إنَّ الْعَبْدَ لَيَكْذِبُ الْكِذْبَةَ فَيَتَبَاعَدُ الْمَلَكُ عَنْهُ مَسِيرةَ مِيلٍ مِنْ نَتْنِ مَا جَاءَ بِهِ }[12] وهذا من كذبة واحدة إذاً فالملائكة التى معك ترغب دائماً فى الأماكن الطيبة والرائحة العطرة الطيبة لماذا لا يدخلون أماكن النجاسات؟ لأنهم يريدون دوماً شمَّ الروائح الطيبة بل وعندما ينتقل الإنسان إلى جوار الله فإن الملائكة تقول: اللهم ارحم فلاناً فإنه كان لا يُدخلنا إلا الأماكن الطيبة ولا يُسمعنا إلا الكلمات الطيبة ويشهدون له عند الله وورد {إِنَّ اللَّهَ تَعَالى وَكَّلَ بِعَبْدِهِ المُؤْمِنِ مَلَكَيْنِ يَكْتُبَانِ عَمَلَهُ فَإِذَا مَاتَ قَالَ المَلَكَانِ اللَّذَانِ وُكلاَ بِهِ: قَدْ مَاتَ فَأَذَنْ لَنَا أَنْ نَصْعَدَ إِلى السَّمَاءِ فَيَقُولُ اللَّهُ : سَمَائِي مَمْلُوءَةٌ مِنْ مَلاَئِكَتِي يُسَبحُوني فَيَقُولاَنِ: أَفَنُقِيمُ فِي الأَرْضِ ؟ فَيَقُولُ اللَّهُ: أَرْضِي مَمْلُوءَةٌ مِنْ خَلْقِي يُسَبحُونِي، فَيَقُولاَنِ: فَأَيْنَ ؟فَيَقُولُ: قُومَا عَلى قَبْرِ عَبْدِي فَسَبحَانِي وَاحْمِدَانِي وَكَبرَانِي وَهَللاَنِي وَاكْتُبَا ذلِكَ لِعَبْدِي إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ}[12] وعندها فإن الملائكة هى التى تعمل عندك ولك تُسبح وتذكر وتحمد الله وهى قلوب طاهرة وأعين طاهرة يقول الله عنهم: {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [13] فتسبيحهم لنا أفضل من تسبيحنا آلاف السنين وهم يجلسون عند قبورنا إلى يوم الدين وهو فضل الله لنا أجمعين
    [1] عطاءٍ عن جابرٍ سنن الكبرى للبيهقي[2] رواه الطبراني في الأوسط عن عائشة [3] صحيح مسلم وأحمد وابن حبان عن أبي هريرة.[4] صحيح مسلم وابن حبان عن أبي هريرة.[5] ابن عساكر عن حذيفة[6] رواه أحمد والترمذي والطبراني فى الكبير عن أنس بن مالك.[7] جامع الأحاديث والمراسيل (د) عن أبى هريرة.[8] سنن ابن ماجه وغيرها عن عبدالله بن عمرو [9] سنن الدارمي عن عبدالله بن عمرو.[10] الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادى ومفتاح دار السعادةلإبن القيم الجوزيه.[11] رواه أحمد عن أبي هريرة[12] الخرائطي فى مساوئ الأخلاق عن ابن عمر.[13] عن أنس بن مالك رواه المروزي فِي الْجَنَائز وأَبُو بكر الشَّافعِي فِي الْغَلاَنِيَّات وأَبو الشَّيخ فِي الْعَظَمَةِ وللبيهقي في شعب الإيمان والدَّيلمي، وأَوردهُ ابْنُ الْجُوزِي فِي الموضوعات فَلَمْ يُصِبْ (جامع المسانيد والمراسيل).





  4. #14
    موقوف
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    المشاركات
    109

    افتراضي رد: نوافل المقربين [متجدد]

    تنزُّل الرحمات والبركات
    مجالس الذكر فيها روضات الجنات لذلك تتنزل الرحمات على أهل البلد التى بها هذه المجالس تتنزل عليها فى زراعاتها وضروعها وتجاراتها وكذلك تتنزل عليها فى أقواتها وفى أجسادها وفى أولادها وفى كل شيء تتنزل البركات وتدخل فى قول الله {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} ولذلك رأينا سلفنا الصالح كانوا حريصين على دخول المسجد قبل الفجر بساعة منهم جماعة يقرأون الأوراد القرآنية ومنهم من يتهجد ومنهم من يصلى على حضرة النبي ومنهم من يستغفر الله ليدخل فى قول الله {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ} ومنهم من يذكر باسم من أسماء اللهوكل واحد منهم يشتغل بطاعة الله وهؤلاء يقول فيهم النبي عن الله {إِنَّ اللَّهَ تَعَالَىٰ يَقُولُ:إِني لأَهُمُّ بِأَهْلِ الأَرْضِ عَذَابَاً فَإذَا نَظَرْتُ إِلَى عُمَّارِ بُيُوتِي، وَالْمُتَحَابينَ فِيَّ، وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ صَرَفْتُ عَذَابِي عَنْهُمْ }[1] إذاً بسر طاعة هؤلاء كان الله يرفع ويصرف العذاب {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} هذا لأهل البلدة جميعاً أما الذين يُحيون هذه الأوقات بالطاعات والذين يصرف الله من أجلهم العذاب عن أهل البلدة فهؤلاء يكرمهم الله هم وأولادهم وذرياتهم إلى الطبقة السابعة كما ذُكر فى القرآن والسنة فقد أرسل الله نبياً كليماً وولياً كريماً وذهبوا فى سفر طويل إلى بلدة لأن هذه البلدة كان بها أطفال صغار كان جدهم السابع رجلٌ صالحٌ {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً} فأرسلهما الله لكي يقيما جداراً فوق كنز لهؤلاء الأطفال تحت هذا الجدار حسبة لوجه الله حتى { يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا} وذلك كله لصلاح جدهما السابع كما ورد بالحديث إذاً من يواظب على هذه الروضات الجنانية ياهناه فإنه يعيش فى الجنة وهو على ظهر الدنيا فيأخذ أوصاف أهل الجنة {أكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا} أى يتكفل الله بأرزاقه التى يحتاج إليها إن زادت زادها ولا يحوجه إلى أحد من خلق الله حتى يلقاه وإياك أن تقول من أين؟ {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} ويجعل الله هذا الإنسان فى روح وريحان يقول فيه النبي العدنان {إِنَّ لله ضَنَائِنُ مِنْ خَلْقِهِ يُحْيِيهِمْ فِي عَافِيَةٍ، فإذَا تَوَفـَّاهُمْ تَوَفـَّاهُمْ إِلى جَنَّتِهِ، أُولَئِكَ تَمُرُّ عَلَيْهِمُ الفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ وَهُمْ فِيهَا فِي عَافِيَةٍ}[2] وقوله {طُوبَىٰ لِلْمُخْلِصِينَ أُولَئِكَ مَصَابِيحُ الْهُدَىٰ تَنْجَلِي عَنْهُمْ كُلُّ فِتْنَةٍ ظَلْمَاءَ}[3]والفتن هى أن الناس تشتكي منهم من يبكي ويولول ومنهم من يشكو الخالق إلى الخلق ومنهم من تأتيه شدات عصبية وأمراض نفسية وأحوال جسمانية لا عدَّ لها ويعجز الطب فى شأنها أما المخلصين فلا شأن لهم بكل ذلك لأنهم منها فى عافية لأنه كلما ضاقت عليهم الأمور يتولاهم اللطيف بلطفه فيزيل الشرور ويفرِّج عنهم هذه الأمور لأنهم عملوا بقول حبيب الله ومصطفاه{اِحْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، اِحْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ}[4]{تَعَرَّفْ إِلى الله فِي الرّخاءِ يَعْرِفْكَ في الشّدَّة}[5] فلا يتخلى الله عنه أبداً وهو الربُّ الكريم فى أى شدة أو معضلة بعنايته وولايته لكن إن تكاسلت وتباطأت وقلت إننى مشغول بكل الأمور التى ذكرناها هل هذه حجَّةٌ تنفع عند الله؟لا لأن مثل هؤلاء الغير منضبطين فى الإيمان عندما ذهبوا إلى حضرة النبي وسألهم: لماذا لا تحضرون معنا روضات الجنان هذه التى تشمل حلقات العلم أو حلقات الذكر أو حلق القرآن؟ قالوا: أعذرنا لأنه قد {شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا} فقال الله له: لا لأنهم {يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ} فما الذي يشغلك أفضل من ذكر الله؟ مع أنَّ هذا الذكر هو الذي ينفِّس عنك كل كربات هذه الحياة؟ وما الذي يشغلك عن مجالس العلم التى تتنزل فيها الرحمات من الله جل فى علاه؟هذه المجالس يا إخوانى تجعل الإنسان دائماً فى عناية الرحمن ويظل إلى أن يلقى الله وقلبه شابٌ لا يهرم ولا يشيخ لماذا؟ لأنه أخذ وصف الجنان فإذا كان الجسم سيهرم فإن القلب لن يهرم أبداً لأنه أخذ وصف الجنان وسيظل يشتغل بذكر الله وبالمناجاة وبالأنس بالله وبالدعاء لله وبما لا يعدُّ ولا يحدُّ بالصلاة والصلات مع حضرة الله كيف ولماذا؟ لأنه أخذ أوصاف أهل الجنة وهو فى هذه الحياة الدنيا حتى الذي يحضر لحاجة يطلبها من أحد الحاضرين ولم يأت لمشاركتهم فى هذه الطاعات فإن الملائكة الذين يحضرون معنا بعد أن ينتهوا يذهبون إلى حضرة الله فيسألهم أين كنتم؟ واسمعوا للحديث الشريف عن أبي هريرة عن رسول اللَّه أنه قال {إنَّ لِلَّهِ مَلائِكَةً فُضُلا عَنْ كُتَّابِ النَّاسِ يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ، يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ، فَإذَا وَجَدُوا قَوْماً يَذْكُرُونَ اللَّهَ، تَنَادَوْا: هَلُمُّوا إلى حَاجَتِكُمْ، فَيَحُفُّونَ بِهِمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ - وَهُوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ - فَيَقُولُ: مَا يَقُولُ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: يُكَبِّرُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ وَيُسَبِّحُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ، فَيَقُولُ: هَلْ رَأَوْنِي؟ فَيَقُولونَ: لا، فَيَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي؟ فَيَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْكَ، لَكَانُوا لَكَ أشَدَّ عِبَادَةً وَأَكْثَرَ تَسْبِيحاً وَتَحْمِيداً وَتَمْجِيداً. فَيَقُولُ: وَمَا يَسْأَلُوني؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: يَسْأَلونَكَ الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ: فَهَلْ رَأَوْهَا؟ فَيَقُولُونَ: لا. وَاللَّهِ يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا؟ (فيقولون: لو رأوها) كَانُوا عَلَيْهَا أَشَدَّ حِرْصاً وَأَشَدَّ لَهَا طَلَباً، وَأَعْظَمَ فِيهَا رَغْبَةً، فَيَقُولُ: وَمِمَّ يَتَعوَّذُونَ؟ فَيَقُولُونَ: مِنَ النَّارِ، فَيَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟ فَيَقُولُونَ: لا وَاللَّهِ يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا؟ فَيَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْهَا، لَكَانُوا مِنْهَا أَشَدَّ فِرَاراً وَأَشَدَّ هَرَباً وَأَشَدَّ خَوْفاً، فَيَقُولُ اللَّهُ لِمَلائِكَتِهِ: أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ. قَالَ: فَقَالَ مَلَكٌ مِنَ المَلَائِكَةِ: إنَّ فِيهِمْ فُلانَاً لَيْسَ مِنْهُمْ إنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ، قَالَ: فَهُمُ الْجُلَسَاءُ لا يَشْقَى جَلِيسُهُمْ»}[6] بالله عليكم كيف يترك الإنسان هذه المجالس ويتخلف عنها؟للجرى على الأرزاق كيف ذلك والله عند أمر الرزق قال:إياك أن تجرى {يا ابن آدم تركض كركض الوحوش فى البرية ولا تنال منها إلا ما كتب لك} ماذا نفعل إذاً يا رب كي نحصّل الرزق؟{فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا – أى امشوا برويًّةٍ – وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ} وإياك أن تظن أنك تأكل بمهارتك أو بسعيك وإنما من رزقه ولذلك قال النبي لأصحابه :هل سمعتم الآية؟ قالوا: نعم، قال إذاً {اتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ فَإِنَّ نَفْساً لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا}[7] فلا تحاول يا أخى أن تلف وتدور لكى تُحصِّل الأرزاق كأن ترتشي من هنا أو تخدع من هناك أو تغشُّ هذا أو تكذب على ذاك فالرزق لا يسوقه إليك حرصك ولا يمنعك عنه أحد[8] كل المسجَّل على بطاقة التموين الخاصة بك من الله فلن تموت حتى تحصل عليه من ربِّ البرية فى حياتك الدنيوية وعندما تحين لحظة السفر من الدنيا تأتى الملائكة التى معك الموكلة بالأرزاق وتبحث وتقول {يا عبدالله بحثنا لك عن لقمة واحدة فى السموات والأراضين فلم نجدها} كذلك الملك الموكل بالشراب يقول: {يا عبد الله بحثت لك عن شربة واحدة فى السموات والأراضين فلم أجد} ثم يأتى آخرهم ملك الهواء فيقول {يا عبد الله بحثت لك عن نفس واحد فى السموات والأرضين فلم أجد فاجب داعى الله } إذاً علينا فى الرزق أن نسعى ونمشى فحسب كما أمرنا الله ولا نترك الطريق المستقيم والمنهج القويم ونلف وندور كأهل الكفر وأهل الشرك وأهل المعاصى والخسران لكى نأخذ ما قدَّره لنا الرحمن إذاً فإلى أى أمر نجرى يا رب؟ قال: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ } الشيء الذي به أو فيه مغفرة عليك أن تجرى وتسارع له وفيه ما هو؟ الصلوات الخمس لماذا فرضتها علينا يا رب؟قال{فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم} هذه الطاعة تجرى لها وتسارع وكذلك روضات الجنات إن كانت مجالس الذكر أو مجالس القرآن أو مجالس العلم كل هذه أسارع لها لماذا؟ لكي أعيش فى الدنيا الحياة التى وعد الله بها المؤمنين والصالحين والتى قال فيها {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} أى لا بد وأن تكون الدنيا بالنسبة له طيِّبة أهذا واضحٌ بينٌ أم لا لابد أن يحيا حياة طيبة لابد وكلُّ من يعيش فى الدنيا حياة غير طيِّبة فإنه لم يعمل بهذه الآية هذا للدنيا أما فى الآخرة {وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }

    تم نقل الموضوع من كتاب [نوافل المقربين]
    http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=نوافل
    [1] جامع الأحاديث والمراسيل والبيهقى فى الشعب عن أنس [2] رواه الطبراني فى الكبير والأوسط عن ابن عمر.[3] جامع الأحاديث والمراسيل ولأبى نعيم فى الحلية عن ثوبان.[4] رواه أحمد والترمذي عن ابن عباس.[5] المستدرك للحاكم عن ابن عباس.[6] صحيح ابن حبان.[7]سنن البيهقى الكبرى وابن ماجة عن جابر بن عبدالله.[8] إقرأوا كتاب" علاج الرزَّاق لعلل الأرزاق" فهو شفاءٌ فى هذا المضمار.


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
 

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52