بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



يامعشر الشباب هل من مشمر .
التشميرة السابعة

صيام أيام البيض ويوم عاشوراء ويوم عرفة لمن لم يحج.. أبواب مفتوحة..
ولكن هل من مشمر؟!
صلاة الضحى لا تأخذ من وقته سوى دقائق.. وهو يعلم أن هذا الوقت الطويل من آذان الفجر حتى آذان الظهر وقت عمل ومشاغل.. ويندر فيه ذكر الله.. قرر أن يحافظ على صلاة الضحى وكان له ما أراد.
لا يخرج من بيته إلا متوضئًا، حافظ على أجر عظيم.. ووجد في ذلك إعانة على المحافظة على الصلاة وعدم تأخيرها..
قالت زوجته: منذ أن تزوجته وهو لا يترك الجلوس في المسجد بعد صلاة الفجر أبدًا، كل يوم يتأخر حتى طلوع الشمس ثم يصلي ركعتين ويأتي.

طال تعجبي فهو شاب مثل الكثير منا.. ولكن الموفقين قليل.
رأى أن الأيام والأوقات ضائعة.. لا يستفيد منها شيئًا.. وأشار عليه الناصح المشفق.. اجعل عشر دقائق بعد صلاة العصر في المسجد لقراءة القرآن..
وكان ذلك. إنها أجمل لحظات يومه.
طال تعجبي وهي تذكر أن أخاها يقرأ كل يوم قبل النوم جزءًا كاملاً من القرآن.
طال تعجبي من تفريطي في أيام وليال لم أقرأ فيها القرآن مطلقًا.
قالت: وحتى أيام السفر والتعب أصبحت قراءة هذا الجزء من القرآن ضرورة في حياته، فأصبح لا يتركها مطلقًا.
كلما سمع بمناسبة زواج أو اجتماع عائلي هاتف صاحب المناسبة.. ماذا أعددتم من كتب وأشرطة للحضور؟ يتشاور معه ثم يتولى الأمر!!
تجهيز للكتب والأشرطة ثم وضعها داخل مظروف أنيق لتكون أجمل هدية تقدم في هذه الدعوة.
قال: لدي فائض من الأشرطة ومن المجلات الإسلامية.. أين أذهب بها؟! هل أتلفها أم أحرقها؟! لقد كثرت المجلات حتى أخذت حيزًا في مكتبتي!
قال له الصديق المجرب: كم في حيكم من صالون حلاقة ومستوصف أهلي أو حكومي؟! سيفرحون بالمجلات والكتب ولك أن تطلب من صالونات الحلاقة استبدال المجلات التي لديهم بمجلات إسلامية.. أين أنت من هذا الخير؟!
هل من مشمر؟

ينفق مبالغ طائلة في أمور تافهة ولكنه منذ سنوات طويلة لم يدخل بيته كتابًا نافعًا.
ما يصرفه أسبوعيًّا على شراء الصحف والمجلات مبلغ يستحق أن يتوقف عنده!!
البعض منذ سنوات لم ير صحيفة ولم يقتن مجلة سوى المجلات الإسلامية.. وما نقص من علمه شيء!!
علمه الشرعي لم يزل في نقصان.. ما كان يعرفه بدأ النسيان يدب نحوه. أما التزود من العلم الشرعي فلم يخطر له على بال!
عشر سنوات مرت عليه ما استفاد فائدة.. ولا حفظ نصًا ولا جلس مجلس علم؟!
إنها الهمم والعزائم!
جمعتهم هواية الرحلات البرية.. ولكنهم استفادوا حتى من تلك الرحلات في الوعظ في المساجد وإلقاء الخطب في القرى والهجر، وأما أمهات الكتب فإنَّ حملها معهم من أولى المهمات.
قال رجل الحسبة وهو يتحدث في جمع من الشباب: أوقاتكم ثمينة.. لماذا لا تخصصون ساعة واحدة في الأسبوع تحتسبون فيها الأجر، وتذهبون إلى الأسواق، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر؟
أجاب مدرس العلوم الشرعية.. سترى ذلك إن شاء الله.. ففي كل ليلة جمعة ستجدنا بجوارك ندعو بالحسنى واللين والرفق.
فوالله نحن أهل المحبة الصادقة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.
نذكرهم ما نسوا، وننبههم عما غفلوا.
هل من مشمر؟!