مشاكل في بيت النبي صلى الله علية وسلم


(1)
السلام عليكم
يرسم الرجل والمرأة تصوّر عندهم الحياة الزوجية حياة هانئة بعيدة عن المنغصات وأيام وردية مفروشة بالورود يملئها الصفاء والود فالفتاة الحالمة بفتى أحلامها الذي رسمته في مخليتها الذي سوف يغمرها بالسعادة والشاب الذي رسم فتاة أحلامه بحسب ماكان يريدها ويبحث عنها ويشوب بعض من تصوّر الفتاة والشاب شيء من الخيال والبُعد عن الواقعية ويرتبطون بمن يقتنعون به ومن مواصفاته ومن يقاربهم في الطِباع والسلوك ويكون في قناعة تامة منهم ويجدون فيه ضالتهم التي يبحثون عنها ويعيشون أحلى أيام عمرهم وهو شهر العسل المملوء بالحب والسعادة والبهجة ومع مضي الأيام والشهور وأحياناً السنة الأولى من الزواج قد تعصف بهم رياح مشاكل سواء كبيرة أو صغيرة تكبرولأنها لم تعالج بالبداية ووجود المشاكل هذه شيء طبيعي وامر عادي لأختلاف فكرين ولأحتياج وقت للتأقلم فيما بينهم ولكن يتفاهموا ويعرفوا بعض جيداً يحتاج خمس سنوات - فحتى الأخوان الأشقاء الذين تربّوا مع بعض منذ الصغر وفهموا بعض جيداً ولكن مع هذا تدب بينهم الخلافات لحظوظ نفس أو بسبب زوجاتهم أو أبنائهم أو مطامع دنيا او شراكة مال او قسمة ورث – فتحتاج هذه المشاكل صبر وحل لها حتى لاتتراكم وهي كما يسمونها ملح الهوى رغم ملوحتها إلا له فائدة وهو إيقاظ بعض المشاعر وهزّها وإثارة مقاومة مناعة الحب لها هل الحب سوف يقاومها أم تنهار المناعة وتنخر المشاكل روابطهم وحبهم ويسقطوا أمامها مستسلمين ليعلنوا نهاية علاقتهم وحبهم رغم العِشرة والأبناء ليثبتوا إن قواعد حبهم كانت هشه ولم تكن ضاربه بالأرض ثابتة كالجبال متعمقة الجذور كالنخلة بل كانت كسنابل القمح تميل مع الريح
بيت بلامشاكل
هل يوجد بيت بلا مشاكل ؟؟؟؟
نريد أن ننظر في بيت قدوة ومثالي بيت طُهر وأخلاق عالية إنه بيت النبوة بيت نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وكمالها بشهادة رب العالمين بقولة " وإنك لعلى خلق عظيم " وعدله وإحسانه ورحمته ورأفته وحبه وحنانه لم يخلوا بيته من المشاكل بل وصل إلى مايقارب الطلاق والتخيير بين البقاء أو الطلاق كما في سورة الأحزاب وسورة التحريم ، وكانت المشاكل مع من ؟؟؟ مع أمهات المؤمنين أكمل النساء أخلاقاً وأطهرهن وأزكاهن وكان بينهن خيرة بنات الصحابة عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهم صاحبه وأفضل الصحابة وأول خليفة على المسلمين رضي الله عنهم وحفصة بنت عمر الفاروق رضي الله عنهم ثاني خليفه للمسلمين الذي كان يفر الشيطان عندما يراه في طريق والذي وافق رأيه ثلاث مرات كلام رب العالمين رضي الله عنهم ورضي الله عن باقي زوجات النبي صلى الله عليه وسلم القدوات الآتي اثنى الله عليهن رب الأرض والسموات
لنستعرض بعض مما حصل للنبي صلى الله عليه وسلم من مشاكل مع زوجاته :
1_ هجر النبي صلى الله عليه وسلم زوجاته شهراً في أحد المرات :

فإنه عليه الصلاة والسلام لما سأله نساؤه النفقة الخارجة عن حده ، وأردن التوسع في الدنيا ولذَّاتها ، خلاف ما اختاره لنفسه منها ، هجرهُنَّ وآلى من الدخول عليهن شهراً ، حتى أنزل الله تعالى عليه : ( يأيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن واسرحكن سراحا جميلا * وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الاخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجراً عظيما ) ( الأحزاب : 28 - 29 ) ، فخيَّرهن النبي صلى الله عليه وسلم في البقاء معه على الكفاف ، أوالمفارقة فاخترن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال : " كنا معشر قريش نغلبُ النساء ، فلمَّا قدمنا على الأنصار ، إذا قوم تغلبهم نساؤهم ، فطفق نساؤنا يأخذن من أدب نساء الأنصار ، قال : فصخَبتُ على امرأتي فراجعتني ، فأنكرت أن تراجعني ، قالت : ولم تنكر أن أراجعك ؟ فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه ، وإن إحداهن لتهجره اليوم إلـــى الليل ، قال : فأفزعني ذلك وقلت لها : قد خاب من فعل ذلك منهن ، قال : ثم جمعت عليَّ ثيابي فنزلت فدخلت على حفصة فقلت لها : أي حفصة ، أتغاضب إحداكُنَّ النبي صلى الله عليه وسلم اليوم حتى الليل ؟ قالت : نعم ، قال : فقلت : قد خبتِ وخسرت ، أفتأمنين أن يغضب الله لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم فتهلكي ؟ ... " الحديث - رواه البخاري .
علّق على هذا الحديث صاحب مقال :
فننظر كيف انزعج عمر - رضي الله عنه - من مراجعة بسيطة راجعته بها زوجته ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقبل مراجعة نسائه ، بل ويتحمل غضبهن عليه ، حتى يَهجرنه من الكلام ، وهو النبي الكريم والإمام العظيم ، وما ذلك إلا لعظيم حلمه وبالغ صبره صلى الله عليه وسلم .أنتهى
2_ غيرة شديدة بين الضرائر :
منها إن عائشة رضي الله عنها قالت لصفية بنت حيي ( زوجة النبي صلى الله عليه وسلم وبنت أحد سادات اليهود ، عن صفية رضي الله عنها تقول : «دخلت على النبي (صلى الله عليه وسلم )، وقد بلغني عن عائشة وحفصة كلام، فذكرت ذلك له، فقال: ألا قلتِ: وكيف تكونان خيراً مني، وزوجي محمد (صلى الله عليه وسلم) وأبي هارون وعمي موسى؟ وكان الذي بلغها أنهن قلن: نحن أكرم على رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) وخير منها، نحن أزواجه وبنات عمه. وعن أنس: بلغ صفية أن حفصة، قالت: بنت يهودي! فبكت» الزمخشري، الكشاف 4: 370، هامش 2 المستدرك على الصحيحين 4: 29؛ أسد الغابة 5: 491.
وفي روايه اخرى
عن أنس قال بلغ صفية أن حفصة قالت بنت يهودي فبكت فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي فقال ما يبكيك فقالت قالت لي حفصة إني بنت يهودي فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنك لابنة نبي وإن عمك لنبي وإنك لتحت نبي ففيم تفخر عليك ثم قال اتقي الله يا حفصة قال أبو عيسى الترمذي هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه
فننظر كيف حل هذه الغيرة صلى الله عليه وسلم وأعطاها رد مفحم لاتملك جواب عليه بل هو فخر لصفية جعلها تتميز به ولم يتدخل الرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة بين نسائه لُيشعل النار بينهم بل أطفئها عن بُعد ، وقالت عنها عائشة رضي الله عنها مره إنها قصيرة فنهاها النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا وقال لقد قلتِ كلمة لو مُزجت بماء البحر لمزجته وحوادث الغيرة بين نسائه كثيره صلى الله عليه وسلم كثيرة في السيرة ولاأود ذكر كل ماورد في الغيرة حتى لايطول الموضوع
3_ حادثة الأفك التي وقعت لعائشة رضي الله عنها وبرأها الله من فوق سبع سماوات وهي أبتلاء كبير
4_ حادثة التحريم :
اختلف المفسرون في سبب نزول أوائل سورة التحريم، والوارد في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم :: كان يمكث عند زينب بنت جحش ويشرب عندها عسلاً، فتواصيت أنا وحفصة أن أيتنا دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فلتقل إني أجد منك ريح مغافير.. أكلت مغافير، فدخل على إحداهما فقالت له ذلك، فقال: لا، بل شربت عسلاً عند زينب بنت جحش ، ولن أعود له، فنزلت:يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ [التحريم :1]. إلى: إن تتوبا إلى الله لعائشة وحفصة ، وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثاً لقوله: بل شربت عسلاً.
والمغافير: جمع مغفور، وهو صمغ يخرج من بعض الأشجار له حلاوة.
وقيل إن سبب نزول هذه الآيات أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في بيت حفصة مع مارية ، وكانت حفصة قد ذهبت تزور أباها، فلما رجعت أبصرت مارية في بيتها مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم تدخل حتى خرجت مارية ثم دخلت، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم في وجه حفصة الغيرة والكآبة قال لها: لا تخبري عائشة ولك عليَّ أن لا أمر بها أبداً. فأنزل الله هذه السورة، ذكره الشوكاني في فتح القدير. والصحيح الأول.


5_سؤال نسائه صلى الله عليه وسلم النفقه :
دخل ابو بكر وعمر رضي الله عنهم وغضبوا على بناتهم غضب شديد عندما علِموا إن بناتهم يسألون الرسول صلى الله عليه وسلم النفقه وهو لايوجد عنده شيء كيف يسألون النبي صلى الله عليه وسلم النفقه وهو لايوجد عنده شيء دخل أبو بكر يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،، فوجد الناس جلوسا ببابه فلم يؤذن لأحد منهم قال : فأذن لأبي بكر فدخل ، ثم أقبل عمر فاستأذن له فوجد النبي صلى الله عليه وسلم جالسا حوله نساؤه واجما ساكتا فقال : لأقولن شيئا أُضحك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله لو رأيت بنت خارجة سألتني النفقة فقمت إليها فوجأت عنقها ( أي ضرب عنقها ) ،، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال : هن حولي كما ترى يسألنني النفقة ،، فقام أبو بكر إلى عائشة يجأ عنقها ،، ( وفي رواية ليضربها ) وقام عمر إلى حفصة يجأ عنقها كلاهما ( وفي رواية قام عمر رضي الله عنه لحفصة ) يقول : تسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده فقلن : والله لا نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا أبدا ليس عنده .. ثم اعتزلهن شهرا أو تسع وعشرين ثم نزلت هذه الآية " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأِأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا ،، وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا " ..
قال فبدأ بعائشة فقال : يا عائشة إني أريد أن أعرض عليك أمرا أحب أن لا تعجلي فيه حتى تستشيري أبويك ،، قالت : وما هو يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلا عليها الآية ، قالت : أفيك يا رسول الله أستشير أبوي ؟ بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة ، وأسألك أن لا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت قال : لا تسألني امرأة منهن إلا أخبرتها ،، إن الله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا ، ولكن بعثني معلما ميسرا .. ( رواه الأمام احمد – تفسير ابن كثير 3/489 )


هذه القصه غضب ابو بكر وعمر رضي الله عنهما على بناتهم وتصحيح أخطائهن تبين دور الأب والأهل في الأصلاح بدل تكبير المشاكل ومناصرة البنت ظالمه او مظلومه ، فيه قصه من العصر الحديث عند زعل بنت ( 2012 )( 2012 )( 2012 )( 2012 )( 2012 ) احمد القطان وخروجها إلى أهلها ابوها ( 2012 )( 2012 )( 2012 )( 2012 )( 2012 ) أحمد أحضرها إلى بيت زوجها بنفسه وأصلح بينهم .
هذا التصرف لمن يريد الأصلاح وترميم الشق
مواقف من حياة النبي صلى الله عليه وسلم وكيفية تعامله في حل المشاكل الزوجية :
1_ فعن أنس قال: ( أهدت بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم طعاما في قصعة ، فضربت عائشة القصعة بيدها، فألقت ما فيها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : طعام بطعام ، وإناء بإناء) رواه الترمذي وحسنه ، والحديث في البخاري بلفظ آخر .
2_ والأعجب من ذلك أنه صلى الله عليه وسلم كان مع ذلك الحال يلاطفهن في القول ، وكأنه لم يصدر منهن شيء ذو بال ، فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني لأعلم إذا كنتِ عنِّي راضية ، وإذا كنت علي غضبى " قالت : فقلت : من أين تعرف ذلك ؟ فقال : " أما إذا كنتِ عنِّي راضية فإنك تقولين : لا ورب محمد ، وإذا كنت غضبى قلت : لا ورب إبراهيم " قالت : قلتُ أجل والله يا رســـــول الله ، ما أهجر إلا اسمك " البخاري .
3_ وعن أنس - رضي الله عنه - قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه فأرسلت إحدى أمُّهات المؤمنين بصحفة فيها طعام ، فضربت التي في بيتها يد الخادم ، فسقطت الصحفة ، فانفلقت فجمع النبي صلى الله عليه وسلم فِلق الصحفة ، ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة ، ويقول : " غارت أمُّكم " ثم حبس الخادم حتى أتى بصحفة من عند التي هو في بيتها ، فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كسرت صحفتها ، وأمسك المكسورة في بيت التي كسرت . البخاري .
فننظر إلى مبلغ حلمه صلى الله عليه وسلم على أزواجه ، حيث تظلُّ إحداهن هاجرة له اليوم كله حتى تهجر اسمه الشريف ، وتستطيل إحداهن بيدها بين يديه على ما يخالف الواجب في حقه عليه الصلاة والسلام ، ومع ذلك فهو يُغضي عن ذلك ويحلم ويصبر ويصفح ، وهو القادر على أن يفارقهن ، فيبدله ربه خيرًا منهن مسلمات مؤمنات قانتات عابدات سائحات ثيبات وأبكاراً ، كما وعده ربه سبحانه إن هو طلَّقهن ، ولكنه كان رؤوفًا رحيمًا ، يعفو ويصفح ولا يزيده كثرة الجهل عليه إلا حلمًا .
صور من وفاء النبي صلى الله عليه وسلم لزوجاته :
وأما الوفاء لهن فلعله قد علم مما تقدم عن خلق الوفاء ، وتطبيق النبي صلى الله عليه وسلم له في بابه ، لا سيما مع زوجه خديجة - رضي الله عنها - ، حتى بلغ من وفائه أن غارت منها عائشة - رضي الله عنها - وهي لم تدركها ولم تضارها حتى قالت
" ما غِرت على امرأة لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما غرت على خديجة لكثرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها وثنائه عليها " البخاري