أحيانا يضرب للرجل يسافر سفرا بعيدا فتنقطع أخباره وتعفى أنباؤه, ويترتب على ذلك لوم الناس له وهم ظالمون له لوجود عذر مقبول لديه

عندما انهارت الدوله العثمانية وانكسرت شوكتها وتشتت جندها وجيشها العرمرم تفرقوا في مدن وأمصار كثيرة وكان من ضمن أولئك الجنود المشتتين جندي تركي كان جريحا فوجد نفسه وحيدا مكسورا ذليلا .
صاحبنا قتل جيشه ورفاقه الموقرون فوجد نفسه في خطرا محتوما على حياته فخلع ملابسه العسكرية لينجوا بنفسه والتجأ إلى بيت أرمله شابه مات زوجها السابق بسبب تلك الحروب.
الغريب في الأمر أن هذه المرأة أكرمت هذه الجندي الذليل وداوت جراحه وأحسنت إليه.
راق الجندي لها ومال ميلا لها وأحس إن حياته بخير بعد أن رأى الإحسان منها
مع مرور الزمن أو بالأحرى الأيام تزوجها, وعاش معها مدة من الزمن.

من الطبيعي أن الإنسان مجبول على وطنه الأصلي, ومهما أبتعد عن هذا الوطن فقلبه لن يترك حبه الأول وهو الوطن.
شعر صاحبنا بالحنين لهذا الوطن والشوق لأهله , كان مترددا في طلبه لزوجته الكريمة التي أكرمته واعتنت به إلى ابعد الحدود.
أستأذن منها ووعدها بالرجوع على جناح السرعة فأذنت له بعد الخوف من رده فعلها فربما تكون سلبيه عليه
هذا الجندي كما قلت لكم مغلوبا على أمره ذهب إلى مدينته وصار بين أهله ومعارفه ونسي زوجته اللحنونه التي آوته في محنته وداوت جراحه وكانت له رفيقة طيبة وزوجة وفية فبقي في مدينته لم يعد إليها بعد ذلك وبقيت الزوجة المسكينة تنتظر زوجها الجاحد,حتى مضى على ذلك زمن طويل.
كان الناس وممن يعيش بجانبها يحذرونها من مغبة انتظاره وإضاعة فرص الزواج الكثيرة المتيسرة لها فكانت تقول وتردد عليهم ((لاتلوموا زوجي الغائب ))
حقيقة مرت تلك السنيين وانقضت أملها في عوده هذه الزوج الجاحد وأنفض من حولها الراغبون بها والخاطبون لها فتحدث الناس في مجالسهم بقولها وتعجبوا من صبرها ووفائه له ومع ذلك كان لها جاحد

الغايب عذره وياه .

خلاصه هذه القصة:
معها نتعلم أن مهما حصل بين الزوجيين فالزوجة على وجهه الخصوص وفيه ومقتدرة على زوجها. وهي دائما تعذره على كل مايفعله بها من جحود ونقصان.
وللأسف مجتمعاتنا تهين كرامة الزوجة وتهضم حقوقها والاغلبيه لايعترفون بحقوقها في ديننا الحنيف
هذا والله وأعلم وصلى على نبينا محمد