يحكي أحد الآباء فيقول: عندما بلغ أحمد الخامسة من عمره ذهبنا معًا للتسوق ليلة العيد, وكانت ساحة انتظار السيارات مكتظة جدًا, فطفنا بسيارتنا لبعض الوقت باحثين عن مكان لنوقف فيه سيارتنا, ومن صفاتي أنني صبور في مثل هذه المواقف, وفي النهاية لاحظت سيارة تخرج من مكانها فقمت بتشغيل إشارتي للدخول في هذا المكان الذي سيفرغ، وإذا بسيارة تتسلل وتحتل هذا المكان, وحينها تملكني الغضب الشديد ففتحت شباك سيارتي وصرخت بألفاظ نابية في وجه السائق, وتبادلنا نظرات تنم عن غضب ثم واصلت بحثي عن مكان آخر، لأوقف فيه سيارتي.
وبعد حوالي عشرين دقيقة, كنا داخل المركز التجاري وقد ذهب غضبي, وكنا نناقش بعضنا البعض عن الهدايا التي نريد شرائها، وفجأة نظر إليَّ أحمد متسائلًا:
بالمناسبة يا أبي ماذا تعني الكلمات التي تلفظت بها في الخارج؟؟
وحينها انتابني شعور وكأني ضُرِبت على رأسي بحجر،
ويالها من صدمة غير متوقعة فقد سمع أحمد بوضوح ما استخدمته من ألفاظ نابية في حديثي مع السائق، وقد تذكر تمامًا كل ألفاظي وحينها تملكني الارتباك الشديد!