[align=center]أحياناً يتناقل النّاس فيما بينهم أخباراً تَظنّ أنّها لا تتعدى كونها
دُعابة لا أكثر ولا أقلْ وحينما تبحثُ في حقيقتهـا تَجِدُ أشياءً
يشيبُ لها الرّأس

أحدهم يقول :
قرأتُ عنْ طبيبٍ أجرى عَمليّةً فَنسيَ قِطعةَ قطنٍ أو قماش
أو مِقصّاً أحيانا في جِسم المَريض بعدَ الانْتِهاء من العَمليـة

ردّة الفعـل لخبرٍ كـ هذا :
أحدهم يضحكُ سَاخِراً من قولٍ كهـذا
فعقـله لا يَكادُ يُصدّق أنّ طبيباً تمرّ مثل هذهِ الأخطاء من بين
يديه وآخر يرى يجزِم بوجود أخطاء تفتكُ بحياةِ المريض
بدلاً مِن شفـائه .

إضافـة :
نُدركُ جميعاً أنّ مِهنةَ الطّب هيَ من أنْبلِ المِهنِ وأشرفها
وأكثرها حساسيّةً لأنّ الخطأ فيها لا يُغْتَفر وعواقِبهُ وخيمةٌ
ومأساويّة كـ " وفاتهِ أو إصابتهِ بعاهاتٍ مُستديمة "
وذلكَ نتيجة وصفةٍ خاطئـة أو زيادة نسبة المُخدّر أثناء العملية
فهذا طبيبٌ استأصل العضو السّليم وأبقى على المَعطوب
وآخر شخّص حالةً تشخيصاً خاطئاً فوصَف دواءً أضرّ بالمريض
وزاد حالتهُ سوءاً بدلاً من شفائـه

إحصائيـة :
هُناكَ إحصائيّة تقول بأنّ الدول المُتقدّمة والأكثر تطوراً في المجال
الطّبي تجد الأخطاء الطّبية لديها تُسجّل أرقاماً قياسيّة فمثلاً
في أمريكا بلغ عدد الوفيّات النّاتجة عن الأخطاء الطّبية 44000
حالة وفاة في كلّ عام بأسباب التّشخيص والوصفات الخاطئة

تساؤلٌ يَفرِضُ نفسهُ بعدَ هذهِ الإحصائيّــة :
إذا كانَ هذا هو الحال في الدّول المُتقدّمة فما حال الدّول النّامية ؟
إجابـة :
برأيي أنّ الحالَ أكثرُ سوءاً دونَ أدنى شك !

إضافةٌ أخــرى :
كلمة " آسف " تَجبّ ما قبلها وينتهي معها الألم والمُعاناة
تخيّل أخي أنّ طبيباً جاءكَ مُعتذراً نادِماً بأنّه تسبب في موتِ
قريباً لكْ فهل ينفعُ عُذرُ الطّبيب حينها ويُقبل كما يُقبل لغيره ؟
سأترك الإجابة لكــم !

تجربة ورأي :
صديق تعرّض لحادث سير وحينما أُدخِل المستشفى قُرر
له بأن تُبترَ ذراعة بحجّة أنّه لا جدوى من علاجها وبين أخذٍ ورد
مع الطّبيب والضّغط عليه قرّروا إجراء عدّة عمليات له وتكللت
كلّها بالنّجاح وخرجَ مُعافى بحمدِ الله
تساؤلٌ آخــر :
لو أنّ ذلكَ المَريض بسيطاً لا حولَ له ولا قوّة ألا ترون أنّه
من الظلم أنْ تُبترَ ذراعه والأمرُ يمكن تداركـه !



مَحاورُ النّقـاش :


من المسئول عن تلك الأخطـاء الفادحة
( وزارة الصحة أم الأطباء أنفسهم أم من ) ؟


هل ترى التعويض المادي كافيا لخطأ الطبيب ؟


ما رأيك فيمن يقول أن ( جناية القتل أرحم بكثير من خطأ طبيب )


خـاتِمـة :
الحوادث المأساوية للأخطاء الطّبية كثيرة ولا يمكنُ حصرها لذلك
لم أشأ أن أُكدّرَ وأُعكّرَ أجواءكم الجميلة بذكرها ولكنّها مآسي تنصب
في مسارٍ واحد ألا و هو خطأ طبّي فَادح سَارَ بالمريض نحو الموت
بدلاً مِن الشّفــاء .. [/align]