
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوسيف
فكرة زواج الجن بالإنس والإنس بالجن فكرة أدخلها اليهود إلى جزيرة العرب، واستقرت في الثقافة الشفوية التي كانت سائدة في الجاهلية قبل الإسلام ولذلك كانت بيئة المدينة المنورة قبل الإسلام ملأى بهذه التصورات وقد بقيت هذه الأفكار تحيا في بعض البيئات الإسلامية حتى تكلم فيها بعض الفقهاء – سامحهم الله – وقالوا إن حد الزنى يدرأ عن الحامل العزباء التي لا زوج لها إذا ادعت أنها حملت من جني فأدى ذلك إلى رسوخ هذه الفكرة لدى بعض المسلمين وفي بعض المناطق.
والله تبارك وتعالى قد أوضح لنا ما يجب أن نؤمن به وما يجب أن نرفضه في هذه القضية ولذلك فأنه قد أخبرنا أننا قد خلقنا من طين وأن الجان خلقوا من نار، فطبيعة تكوين كل من الإنس والجن طبيعة متغايرة تماما لا تسمح بقيام أي اتصال جنسي بينهما أو تزاوج أو تلبس.
ولكن أنعم الله تبارك وتعالى على الجن بما أنعم به على البشر من إرسال رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا للعالمين الإنس والجن ومع ذلك فإن الأمر لا يعني أبدا أن العلاقات صارت طبيعية بين الإنس والجن "فأنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونه".
ومسألة التلبس مسألة موروثة عن الجاهلية وعن التراث الإسرائيلي وحتى كلمة الجنون وهي من الاجتنان أي الاختفاء وفيها معنى اختفاء العقل ربطها بعض الاشتقاقيين بإصابة الإنسان بمس من الجن – وهذا خطأ فالمس الذي أشار القرآن إليه هو الإغراء الذي يتعرض إليه من الشيطان: "إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون".
وقول رسول الله "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم" إنما يعني دوام إغرائه وإغوائه واستغلاله المستمر لاستعدادات الإنسان الطبيعية وتحويل مجاريها باتجاه العمل السيئ ووضعها في غير ما أمر الله بوضعه.
فهذه شيء وتلبس الجن بخروجه من حياته الخاصة باعتباره جنا مخلوقا من نار وتجاوزه لطبيعته النارية واختراقه للإنسان بدنا ونفسا مع اختلاف طبيعته الترابية أمر مستحيل عقلا غير مقبول شرعا وما هو إلا ميراث ثقافي ممتزج فيه خرافة وشعوذة وتخيلات.
.......................
يقول الله تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم:21)
والله يقول (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا)(الأعراف: من الآية189)
وما يقال عن زواج الإنس من الجن فليس بثابت...
مواقع النشر (المفضلة)