[align=center]



لكل منطقة عاداتها وتقاليدها العريقة التي يحافظون عليها ويتمسكون بها ويتناقلونها

من جيل إلى آخر، فيتعارفون ويتمايزون بها، ومن تلك العادات طقوس الزواج ومراسيمه التي تتم بدءا بالخطوبة

(المصاهرة) وانتهاء بليلة الدخلة (يوم الزفاف). ومع اختلاف عادات الزواج إلا أن الفرح يبقى هو السائد بين أهل العروسين.

وعن زواج الماضي يتذكر العم صالح غرم الزهراني، أنه كان ميسرا وسهلا للغاية بعكس ما نراه الآن من تكاليف

باهظة وإسراف، فالزواج كان عبارة عن مشاركة بسيطة من الاقارب وأهل القرية، وكان الفرح أكبر من كل

شيء، حيث نؤدي العرضة واستقبال الضيوف على مدى أيام ابتهاجا بالزواج.

ومن العادات المتوارثة عند أهالي منطقة الباحة أن الزواج ينتهي بعد العشاء مباشرة سواء للرجال أو النساء،

ويبدأ من بعد صلاة العصر. وهذه الميزة مازال الكثير من أبناء المنطقة يحافظون عليها ماضيا وحاضرا، حيث تتميز

عادات الزواج في المنطقة بالبساطة والعفوية بالرغم من التطور السريع الذي تشهده مناحي الحياة المختلفة.

فالزواج يبدأ من بعد صلاة العصر ويتجهز أهل العريس وأقاربه وجماعته في استقبال الضيوف وأهل العروس،

ويختلف استقبالهم حسب جو العرضة الجنوبية، فقد يكون هناك استقبال بأداء العرضة وطوابير تمشي من

الرجال ورفع القصائد بالتراحيب للضيوف، وقد يكون الاستقبال مقتصرا على إقامة صف طويل ويكون في مقدمة

الصف العريس واعيان القرية ومن ثم يتوجه الضيوف الى مجلس الضيافة ثم يتناولون وجبه خفيفة

تسمى “اللطف” مكونة من سمن وموز وعسل وخبز بلدي وتمر، وتشرب القهوة.

يقول صالح الغامدي: كان الزواج في الماضي مشقة وتعبا وبذل جهد وذلك بإقامة الصيوان والمخيم ومد الزل،

أما الآن فقصور الأفراح والقاعات اصبحت مهيأة لإقامة الزواج، ورغم ذلك ينتهي في تمام الساعة السابعة

مساء، بينما في مدن الغربية مثلا فالزواج قد ينتهي مع بزوغ الفجر. ولكن يعتبر الزواج من المناسبات المميزة

في هذه المنطقة حيث يحضره جميع المدعوين تلبية لدعوات أصحاب الزواج، بالإضافة إلى توافد الكثير ممن لهم

علاقة أو قرابة بالعريس من خارج المنطقة. ويتم الزواج وفق خطط يضعها العريس وأسرة العروس، حيث توجد

هناك خطوات تسبق عملية الزواج.

وعن الشق النسائي في الأعراس تقول مسفرة الزهراني ان عادات وطقوس الزواج بمنطقة الباحة تبدأ

باستقبال أهل العريس لأهل العروس وذلك بإحدى القصور التي انتشرت في الآونة الاخيرة بعد ان كانت

مقصورة على بعض الاسر والاقارب في منزل العريس، وتتم مراسم الاستقبال من بعد صلاة العصر، ويتقدم

الكبار من النساء باستقبال العروس وذلك بإطلاق الزغاريد وضرب الدفوف إعلانا بقدوم العروس باتجاه موقع

الحفل ثم يصطف الجميع من النساء في صف واحد لضرب الدف ويتخلل ذلك إلقاء بعض القصائد الترحيبية من

الطرفين، ثم يدعى الجميع إلى سفرة الضيافة (اللطف)، وهي عبارة عن تقديم الحلوى مع الأكلات الشعبية

والقهوة والرطب والمعجنات والعصائر، وعندما يحل المساء تزف العروس في أبهى حلتها أمام الحاضرات،

وتصاحب بعض مراسم الزفة موضات وتقليعات جديدة انتشرت بين النساء من باب المباهاة والتنافس في زفة

العروس، كما تقوم العروس في ليلة زفافها بتقديم الهدايا لأقاربها واقارب العريس وذلك تعبيرا عن فرحتها بالزواج.
وتقول أم مرام بعد أن كان فرح النساء مقصورا على الدفوف والزغاريد أصبح للطقاقات حضور في الآونة الاخيرة،

حيث يقوم العريس أو العروس بالاستعانة بطقاقات لأحياء حفل الزواج.

وتضيف أم مرام أنه يسبق الحفل العديد من الترتيبات والتجهيزات التي يعتبرها الكثيرون من الضروريات كفرق

الطقاقات التي تحيي المناسبة لساعات متأخرة من الليل، حيث تراها الكثير من الأسر من أهم ضروريات الفرح،

بل وتتباهى الفتيات فيما بينهن باسم الطقاقة التي سوف تحيي فرحها، بالرغم من ارتفاع أسعار الطقاقات

والتي تتراوح ما بين 5 آلاف ريال للمبتدئة، وتصل إلى عشرات الآلاف للفنانة أو الطقاقة المعروفة التي تتقاضى

50 ألف ريال في الحفلة الواحدة كحد أدنى.. وعامة فأعراس أهالي الباحة تتميز بعدم السهر الى فترات طويلة

حيث يقتصر إلى بعد العشاء بقليل.
[/align]