الموضوع: استقل عن الخارج وحقق الأرباح

[العقيلي السعودي يضع شركة "نماء" للكيماويات في مواجهة مع الكبار

عندما لجأت شركة (نماء للكيماويات) السعودية قبل 4 سنوات إلى تصنيع المواد الأولية التي تحتاج إليها، كانت تسعى إلى تجنّب مخاطر نقص الإمدادات.اليوم، نجحت في تحقيق الإكتفاء الذاتي، وبدأت تتطلع للّعب مع الكبار.

وحسب تحقيق للزميلة خلود العميان نشر في مجلة "فوربس" العربية في عددها الصادر لهذا الشهر ، في منتصف ليل الأول من يوليو/ تموز، تلقّى عبد المحسن العقيلي (50 عامًا) المدير التنفيذي لشركة (نماء للكيماويات) التي تتخذُ من مدينة الجبيل الصناعية في السعودية مقرًّا لها، إتصالاً هاتفيًّا من مدير مصنع الشركة، أليكس دينزلر، يخبره فيه بأنّه تمّ إنتاج المواد الكيماوية حسب المواصفات المطلوبة.


وداعا للتجربة

كان العقيلي ينتظر هذه اللحظة لأكثر من 3 أسابيع. في صباح اليوم التالي، جمعَ كلَّ العاملين في الشركة والبالغ عددهم 340 موظفًا، وعرض عليهم العيّنات المصنّعة من الصودا الكاوية السائلة وحبيبات الصودا الكاوية وهايبوكلوريت الصوديم وحامض الهيدروكلوريك والكلور والإيبكلوروهيدرين لقد كان الاجتماع بمثابة الاحتفال بانتهاء مرحلة الانتاج التجريبي والدخول في الانتاج التجاري، وهو المشروع الذي أطلقت عليه الشركة اسم (حصاد 1).

خلال الاحتفال، بدا العقيلي فرحًا للغاية. فهذه الخطوة يعتبرها ضروريةً بالنسبة إلى شركة (نماء للكيماويات) المدرجة في سوق السعودية للأوراق المالية، والتي تمتلك 4 مصانع و3 شركات تابعة هي (الجبيل للصناعات الكيماوية - "جنا") و(العربية للقلويات - "صودا") و(نماء للاستثمار الصناعي).


..ومرحبا بالنتائج

لقد بلغت أرباح الشركة الصافية في العام الماضي، 9 ملايين دولار من إجمالي عائدات بقيمة 137 ملايين دولار، مقابل 6 ملايين دولار أرباحًا صافية في 2006 من إيرادات بقيمة 106 ملايين دولار. ويتوقع العقيلي ارتفاع الأرباح في 2008 إلى 13 مليون دولار من إجمالي إيرادات متوقعة بقيمة 170 مليون دولار، علمًا أنه يبدو أكثر تفاؤلا في توقعاته لأرباح العام 2009 التي ستصل إلى 24 ملايين دولار من إجمالي مبيعات يصل إلى 181 ملايين دولار، حسب تقديراته. إنّه يعيد أسبابَ هذا النمو إلى إضافةِ المواد الأوليّة الجديدة إلى إنتاج المصانع، ما سيساعد على الاستغناء عن استيرادها بأسعار مرتفعة، وهذا بالتالي سيقلل من التكلفة الإجمالية. "سنُخفّض تكلفة إنتاج الطن الواحد بمعدل 400 دولار".

لقد بدأ التخطيط لبلوغ هذه المرحلة في 2004 . في تلك الفترة، وكان قد التحق لتوّه بالعمل في الشركة، فكّر العقيلي في أنّه إذا ما أرادَ للشركة أن تنمو وتنافس الشركات العالمية، فسيكون عليها أن تتخطّى كل المعوّقات، والتي من بينها نقص الإمدادات في بعض الأحيان، وتجنّب التقلبات الحادّة في أسعار المواد الخام. أدرك العقيلي أنّه لا بد من تصنيع المواد الخام داخل مصانع الشركة نفسها، وعدم الاعتماد على المصادر الخارجية. أوّل ما فعله، كان تأسيس هيكل أداريّ قويّ وقادر على تنفيذ المشاريع المستقبلية، ثم قام باستقدام أيادٍ عاملةٍ متخصصةٍ من جميع أنحاء العالم ومن دون أن يتخلّى عن الكفاءات الموجودة في الشركة.


الأنتاج يتعاظم

اليوم، ومع بدء تشغيل خطوط الإنتاج الجديدة التي تبلغ طاقتها السنوية 250,000 طن، يضمن العقيلي تلبية احتياجات الشركة من المواد الأولية وعدم تعرّضها لنقص في الإمدادات من الأسواق العالمية، إذ ستقوم شركة (نماء) بتزويد الشركة الشقيقة (جنا)، والمنتجة لمادة الإيبوكسي ، بمادة الإيبكلوروهيدرين بما يساعدها على مضاعفة إنتاجها من هذه المادة بكل أنواعها (السائله والصلبة والمذابة)، علمًا أنّ هذه هي المادة الأساسية التي تنتجها الشركة وتدخل في صناعة الأصباع والمواد اللاصقة، حيث تعتبر شركة (نماء) الوحيدة المنتجه لها في منطقة الشرق الأوسط، وقد وصل إنتاجها اليوم إلى 60,000 طن متري في السنة. يقول العقيلي إن هذه الكمية مازالت غير كافية، وهي "غير مرضية مقارنة مع الأسواق العالمية. ولذلك سيتضاعف إنتاجنا إلى 120,000 طن متري في 2010" . إنه يطمح لمنافسة الشركات العالمية من أمثال (Hexion Specialty Chemicals) و(DOW Chemicals) و(Huntsman). يقول العقيلي "نطمح لأن نصبح الشركة رقم 4 في العالم".

بالإضافة إلى ذلك، فإن (حصاد 1) سيزود شركة (صودا) بمادتي الصودا الكاوية السائلة وحبيبات الصودا الكاوية ، وهما المادتان اللتان تدخلان في صناعة مواد المنظفات الكيماوية والمواد التجميلية. ويبلغ حجم إنتاج الشركة اليوم 50,000 طن متري سنويًّا، يقول العقيلي إنه سيرتفع إلى 100,000 طن متري بحلول 2010". أمّا مبيعات الشركة فيذهب 49% منها إلى أسواق الشرق الأوسط، مقابل 26% يتم تسويقها في دول مجلس التعاون الخليجي، والباقي يذهب إلى الأسواق العالمية.

بعد نجاح مشروع (حصاد1) تستعد الشركة لتنفيذ (حصاد2). ولكن "لتحقيق ذلك، لا بد من زيادة رأسمال الشركة" كما يقول العقيلي. إنه يرى أنّ أيَّ شركة كيماويات لن تعيش في عالم اليوم ما لم يكن رأسمالها كبيرًا، وهذا بالفعل ما أقنع المساهمين به، حيث وافق مجلس الإدارة على رفع رأس المال من 213 ملايين دولار إلى 344 ملايين دولار من خلال زيادة أسهم الشركة كحقوق أولية للمساهمين بواقع 4 دولارات للسهم الواحد تم الانتهاء منها في منتصف شهر أغسطس/ آب. وستستخدم هذه الزيادة في مشاريع البحوث والتطوير حيث سيتم بناء مركز بحثي متخصص، وإطلاق برامج تدريبة لتأهيل الأيدي العاملة الجديدة من الطلاب. لكن ومع ذلك، فإن هذه الزيادة لا ترضي العقيلي الذي يقول "لا يزال رأس المال صغيرًا مقارنة مع طموحنا ومقارنة مع شركات البتركيماويات العالمية".


توظيف رأس المال

لشركة كانت أجرت في العام 2004 أول زيادة على رأسمالها من 67 مليون دولار إلى 174 مليون دولار، وذلك في أعقاب تسلم العقيلي إدارة الشركة، حيث استخدم مبلغ الزيادة لتنفيذ المرحلة الأولى من الاستراتجية التي تمثلت في إعادة الهيلكة الإدراية في الشركة ودمج الشركات التابعة لـ(نماء) بمجلس إدارة واحد. يصف العقيلي تلك الفترة بـ"الحرجة" كونها كانت من أصعب المراحل التي مرّت بها الشركة خصوصًا أنها شهدت تغيير اسم الشركة من (العربية للتنمية الصناعية "نماء") إلى(نماء للكيماويات).

العقيلي، الحاصل على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة تكساس في الولايات المتحدة، والذي عمل سابقًا مديرًا عامًا للشؤون الإدارية والتخطيط في شركة (ساب تانك) إحدى شركات (الشركة السعودية للصناعات الأساسية – سابك)، لا يمتلك أسهمًا في الشركة التي تشغل باله على مدار الساعة، وهو يقول "لم أحقق بعد كل ما أطمح إليه". إنّه مقبلٌ على مرحلةٍ هامة، حيث يقول إنه ينتظر اليوم مع شركة (بتروناس) الماليزية، المنافسة على رخصة مشروع مصفاة لتكرير النفط في جيزان في السعودية، والذي من المتوقع إعلان متطلباته من قبل وزارة النفط السعودية خلال العام الحالي. "حصولنا على الترخيص سيساعدنا كثيرًا على بناء أساس قويّ لتنويع منتجات الشركة من المواد البترولية والبتروكيماوية. وهذا ما نسعى إلى تحقيقه"، يقول العقيلي.

حتى الآن، نجح العقيلي في زيادة إنتاج المشاريع القائمة في الشركة، وفي وضع مشروع (حصاد1) على الأرض، حيث يحمي الشركة من مخاطر نقص الإمدادت في الأسواق، ويغنيها عن استيراد المواد الأولية من الخارج. لكنّه يقول "إن الاحتفال بالنجاح الحقيقي ليس الآن، ولكن بعد 5 سنوات". لأنه وكما يتوقع، سيكون قد نجح في إكمال "منظومة منتجات الشركة وتنويعها". وهو يشير بذلك إلى هدفه في الوصول إلى إنتاج 200,000 طن متري من مادة الإيبوكسي، وذلك بعد تمكن الشركة أنتاج مادة (Bisphenol A).وهي المادة الرئيسية الثانية في إنتاج الإيبوكسي.


المصدر العربية

يعطيك العاااااااااااافيه ابو حازم على النقل تقبل مرورري

بارك الله فيك

نقل جميل الله يحفظك

يعطيك العافيه نتظر جديدك