وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
(الله خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير) سورة الروم: اية 54.
فالانسان يبدا من ضعف ثم ينمو ويشتد عوده ويقوى ثم يعود الى اصله بعد ان يبلغ ارذل العمر الى حالة من الضعف وبعد ان يصل الى نهاية ايامه على هذه الارض.
(والاسلام ولاشك دين انساني، يحترم الانسان ويصون كرامته كبيرا وصغيرا. ولقد كرم الله بني ادم وجعله خليفته في الارض لعمارتها. وحرص الاسلام على تنظيم العلاقات الاسرية والاجتماعية على اساس من العدل والمساواة والتعاون والاخاء والحرمة والمحبة والمودة والسكينة والعطف والتضامن والتساند والتكافل والوحدة والاتحاد.
واذا كان الاسلام قد حرص على صون كرامة الانسان في كل مراحل عمره، فقد عني عناية خاصة بتوقير الكبار واحترامهم والعطف عليهم والاحسان اليهم وخاصة الوالدين) (1).

فقد حث الاسلام الانسان على بر الوالدين والاحسان اليهما في كل مراحل العمر وضرورة رعايتهم خاصة عندما يكبرون،
حيث يصبحون اكثر حاجة للرعاية والعناية والشعور بالطمانينة والامن بعد ان ادوا الرسالة تجاه ابنائهم واوطانهم.
يقول سبحانه وتعالى: (ووصينا الانسان بوالديه احسانا)
سورة العنكبوت: اية 8.
ويقول جل جلاله في اية اخرى: (وقضى ربك ان لا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا* اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا) سورة الاسراء: اية 23.
(ولم تنه الاية الكريمة الانسان عن ان ينهر والديه او يؤذي شعورهما بالقول الخشن او التعبير عن التبرم من باب الاحترام والتوقير فحسب، فذلك مطلوب سواء كان الوالدان في حال قوتهما او ضعفهما،
ولكنه نهي يحمل في جوهره تقديرا الحياة لطبيعة الحالة النفسية التي يكون عليها المرء حين يكبر وتهن قوته ويضعف).
(وللمسن نفسه دور في التهيؤ لمرحلة الشيخوخة وتخفيف حدة الاعراض المصاحبة لها قال صلى الله عليه وسلم: (خذ من شبابك لهرمك ومن صحتك لمرضك). وهذا يعني ان يعد المرء العدة المناسبة ليعيش صحيحا معافى في الكبر
بان يحافظ على صحته في شبابه ويرعاها ويجنبها ما يضرها من عادات مذمومة
كالتدخين وتعاطي الخمر وسائر اشكال الادمان، وان يحافظ على نشاطه بمداومة الحركة المفيدة- كالمداومة على الصلاة في المساجد- وممارسة الرياضة، واحداث التوازن المنشود بين اوقات العمل والراحة، بحيث لا يركن الى الكسل والاسترخاء اغلب الوقت، ولا يهلك جسده في عمل متواصل واجهاد دائم، وان يتحرى التغذية الجيدة التي تمد جسمه بما يحتاج دون افراط او نقصان)4.

وعندما يصبح الشيخ ضعيفا عاجزا فان زوجته اولى الناس برعايته فهي السكن وهي التي جعل الله في قلبها وفي قلبه المودة والرحمن المتبادلة وانى لها ان تتركه في شيخوخته هي نعم القرين عليها واجب نظافته واطعامه وعليها واجب الصبر ان بدا منه ما تكره فللشيخوخة في الاسلام حرمتها. وكلما طال امد رعايتها ازداد رصيدها في الاخرة وعلت منزلتها باذن الله
أسأل اللهالعظيم أن يجزل لكم الأجر والمثوبة.... موضوع رائع بالفعل .أنتم أهل الإبداع دائما ..
جهد موفق