من آن إلى آخر يحتاج الانسان الى التقاط انفاسه بعد طول لهاث ، والى الحصول على قسط من الراحة بعد طول عناء ، والى لحظة هدوء وصفاء يرطب بها أتعاب جسده وانطفاء روحه ..
يقرر الخروج الى نزهة على شاطئ البحر أو في حديقة غناء أو في مكان عام أشجاره وارفة الظلال ، وتصطدم أعينه بمشاهد لا ترتاح لرؤيتها العين ومناظر لا يستحسنها الطرف ، وتصك أذنيه أصوات نشاز هو في غنى عن الاستماع اليها ..
أحواض الزهور والورود مملوءة بأعقاب السجائر ، وقشور البرتقال واللوز والموز والفصفص والفستق متناثرة هنا وهناك تغطي الأرضيات التي تعبت الأيدي لرصفها .. الأزهار مقطوفة بأسلوب همجي ومبعثرة تحتضر في مشهد حزين ..
وأعمدة النور مكسرة ، واللمبات محطمة ، وأرضيات الطرق والممرات متسخة بفعل تناثر المأكولات والمشروبات .. والمقاعد تتناثر عليها أعقاب السجائر وأكواب الشاي والقهوة وعلب العصائر والمرطبات وحافظات الماء وغيرها من بقايا المأكولات والمشروبات والمكسرات ..
والأغاني النشاز والموسيقى الصاخبة تملأ المكان وتصم الآذان .. أبواق السيارات لا تترك مجالاً للاستمتاع بهديل حمام ولا بزقزقة عصافير .. ولا حتى بنقيق ضفادع ..
أرضيات الأرصفة يحتلها المتنزهون بشكل لا يترك معه فرصة لمرور متنزه ولا لسير متريض أو راغب في تخفيف وزن .. وكثير من النساء يفترشن الأرصفة سافرات عن وجوههن وربما أجزاء أخرى من أجسادهن فيعرضن أنفسهن وبعض المارة الى فتنة يتمنى المرء لو ظلت نائمة ومشاعر يراد لها طول رقاد ..
العادات الرديئة ، مثل شرب الدخان أو الشيشة او لعب البلوت تمارس من قبل البعض دونما اكتراث لمشاعر طفل صغير يأمل أهله تنشئته تنشئة صالحة خالية من ممارسة هذه العادات الضارة ، أو أنثى حامل يؤذيها ويؤذي جنينها هذا الدخان ، او مريض يحتاج الى الهواء العليل وليس الى هواء ملوث بروائح السم والقطران ..
والتلصص على العوائل ومطاردة الفتيان للفتيات او العكس أمر تقشعر لبشاعته الأبدان ، عيني عينك يتبادل الأغرار الرسائل وأرقام الجوالات والهواتف وأرقام البريد الالكتروني ، وعلى مرأى ومسمع الجميع ودون استحياء تجهر الأفواه بأفحش القول وبذئ الكلام ..
وفي البيت العتيق ، وتحديدا حول الكعبة ، وفي أطهر البقاع ، وبينما أنت مشغول عن نفسك بمناجاة ربك والضراعة اليه أن يقبل ذنبك ويمن عليك بتوبة لا تشقى بعدها أبدا تمتد يد غدر تستأهل القطع الى جيبك لتنتشل محفظتك أو جوالك .. وبينما أنت ساجد لله وبين يديه خاضع تمتد يد سوء أخرى تحمل مسواك أحد أطرافه يستخدمه الفاجر للايهام بأنه مستقيما الى درجة المحافظة على السنن ، وبطرفه الآخر تنغرس سكين صغيرة يستخدمها قليل الخوف من الله في شق جيوب الركع السجود أو قطع الحاملات الجلدية لحقائبهم الصغيرة ومحافظهم ..
وفي منى ، وبينما انت تحاول جاهدا ارضاء ربك وفي نفس الوقت تداري الأمواج البشرية حرصا على أمن نفسك تمتد يد أخرى آثمة فتسرق مؤنتك ومؤنة أهلك لأداء الحج ، ولا يأبه ظالم نفسه بما سيكون عليه حالك عندما يكون جيبك خلوا من النقود الورقية والبلاستيكية وبطاقات هويتك وهوية أهلك في زمن يسهل فيه وسمك بالارهاب عندما تعجز عن اثبات هويتك ويندر فيه أن تجد من يصدق قصة فقدك لأوراقك الثبوتية ونقودك وتعجز عن أن تجد نفسا أريحية تهب لمساعدتك وانتشالك مما أنت في براثنه واقع ..
الامام يستلم الراتب وينيب عنه مستخدما لأداء المهمة ، وكذا المؤذن ، وحتى ما يطلق عليه الفراش ، لا يؤدي المهمة التي أؤتمن على أدائها بل يستمتع بالراتب ويترك العمل الى من قد لا يحسن أدائه أو يؤديه وهو ليس أهلا له .. وتؤدي التحية أحيانا على من لا يرد وهو قاعد في روضة المسجد .. ويصم أذنك ويذهب بخشوعك أصوات نغمات الهاتف الجوال لا تكف عن الرنين في أقدس بقاع الأرض ، في بيوت الله ، ولا تسلم من الاستماع الى أنغام موزارت او بيتهوفن حتى وأنت في هذه الأماكن المقدسة ..
وتذهب اينما شئت لابسا حذاءك الجديد دونما خوف عليه من السرقة ، ثم تفقده بعد دخولك لأداء صلاة .. تحاول أن تحسن الى من يبدو به اعاقة أو عاهة أو أنه صاحب حاجة ، ثم تتكشف لك حقيقة من أحسنت اليه مكشرة عن أنياب الكذب والغش والغدر والخداع .. تكتشف ان الماثل امامك طماع لا صاحب حاجة ، وشحاذ ممتهن للشحاذة وليس فقير يحتاج منك الى العون والمساعدة ..
في الطريق تعجب من هؤلاء الذين يقودون سياراتهم بشكل ماراثوني ، فبينما هو أحدهم في أقصى اليمين انتقل بسرعة الصوت أو الضوء الى أقصى اليسار ، أو العكس ، وبينما أنت تستجيب للعلامة الحمراء وتوقف سيارتك ، يفاجئك من يحسب نفسه مواطنا فوق العادة فيخرق النظام ويقطع الاشارة ، غير عابئ بما قد ينجم عنه تصرفه الأهوج من أضرار فادحة قد تروح معها الروح ، روحه او روح الآخرين مما ليس لهم ذنب ..
ويأخذك العجب أي مأخذ عندما تكون على قوس دوار فيضطرك من هو خارجه الى التوقف بداخله بينما تعلن اللوحات الارشادية انه " هو " لا " أنت " مطالب بالتوقف ريثما تجتاز الطريق ، ولا وقت لك لتحزن ، المهم أن تجوز الطريق سالما .. تقف دقائق على ناصية الطريق ولا يسمح لك أحد بالمرور ، وان بدى عليك ما بدى من سيماء العجز او الوقار أو ما يدفع الى التقدير والاحترام ..
تشك أنك في بلد مسلم يفترض أن يتحلى أهله بحب النظام ، والحب للآخر ما يحب للنفس ..
تتساءل : لماذا لا يحاول ان يكون الانسان مثلا حيا لحسن الخلق ، والحرص على استتباب الأمن والطمانينة بين الناس ؟!!!
وفي المدرسة يزدان الحائط ببيت الشعر الشهير : كاد المعلم أن يكون رسولا .. لكن يمثل أمامك من لا هم له ولا غاية الا استلام الراتب في نهاية الشهر، تربى الأولاد أم لم يتربوا .. تعلموا أم لم يتعلموا .. تحلوا باخلاق فاضلة أم بها لم يتحلوا ..
شكوى من كثرة الأعباء وتذمر من كثرة المسئوليات ، ورغبة عارمة في التنصل من كل واجب لقضاء الوقت بين حديث بالجوال الى حديث مع زميل الى استمتاع بشرب سيجارة الى نوم في فصل أو الى خروج مبكر وتسلل مهين من المدرسة عن بكرة أبيها وأمها .. يتم بيع الأسئلة مقابل جهاز فيديو او تلفزيون أو ما شابه مما يدفعه المشتري نقدا أو عينا ..
نفس الجدار يزدان بالحديث الشريف : " من غش فليس منا " ثم في فترة الامتحانات لا يألوا كثير من الطلبة والطالبات في اعداد البراشيم وفي أحيان كثيرة ياتي الغش عن طريق المعلم الذي يستحيل بهذه الطريقة أن يكون رسولا ، يطلب من التلميذ او التلميذة اعداد لوحة أو عمل فني أو ابداعي ، وبمعاونة أهل التلميذ او التلميذة يتم الاستعانة بخدمات عامل باكستاني أو هندي او مصري أو سوداني أو غيرهم ممن يعملوا في مركز الطلاب هذا أو ذاك ويتم تذييل العمل باسم التلميذ أو التلميذة ليبدو وكأنه من اعدادهما بينما الأستاذ أو الأستاذة يعلمان علم يقين ان العمل ليس من اعداده أو اعدادها ..
يترك التلميذ أو التلميذة ، الطالب أو الطالبة كتبه او دفاتره أو أدواته المدرسية أو حاجاته الخاصة في الفصل ليخرج لقضاء حاجة أو للاستمتاع بفسحة ثم لما يرجع لا يجد حاجياته ولا أغراضه ، مما يضطره الى استعارة البديل ريثما يعيد تعويض أو شراء ما فقد .. يحل الضرر به ، وأحيانا لا يتمكن من تعويض ما فقد ..
وفي الوظيفة يتم تمضية الأوقات المستأجرة كيفما اتفق ، في شرب الشاي والقهوة والدخان ، في الأحاديث التافهة والنكات الرخيصة ، في النوم ، وفي الأكل ، وفي القيل والقال ، والشتم والسب والغيبة والنميمة .. في قراءة الجرائد والمجلات ، في تحليل المباريات الرياضية والأحداث السياسية ، في الشكوى من الزوجات والأولاد ، والحديث عما يدور في الأسفار والسهرات في المجالس والاستراحات ، في تبادل الخبرات حول مهارات شراء الأراضي والعقارات او الاستثمار في الأسهم وبناء المساكن الخاصة ..
غائب ضمير من يرمي عقب سيجاره او علبه دخان او ولاعه فيلتقطها طفل او شاب او على الاقل تهفو نفسه الى ان يجربها ذات يوم ، وغائب ضمير من يرمي علبه مشروب او ماكول او ما شابه على قارعه الطريق ليحمل غيره مسؤليه وضعها في سله المهملات ..
غائب ضمير من يفحط بسيارته او يسير بها بسرعه جنونيه او غير جنونيه فيعرض بتصرفه الارعن نفسه والاخرين الى شر محقق ، وغائب ضمير من يبيع في محله الدخان والكتب والنشرات والاشرطه والصور والافلام او الشيشه وادواتها او ادوات الطرب والمعازف او الجرائد والمجلات التى تنشر الرذيله ،اما من يتاجر بالمخدرات والمسكرات والخمور والسلع والمنتجات الفاسدة ومنتهية الصلاحية فمعدوم الضمير ممحوق الفطره لانه بذلك يسئ اساءة لا تغتفر الى الله عز وجل والى عياله واحبائه .
ميت ضمير من يفتح قلبه وبيته ظلما وعدوانا لاغرار لا يدركون معنى الحياة فهربوا من بيوت أهليهم الناصحين لهم بحجة أن ذلك قسوة من أولئك عليهم ، أو آخرين عاشوا ظروفا صعبه بين ظهراني اسرهم او يتوهمون انهم كذلك فيؤمنون لهم المأكل والمشرب والمأوى والردئ من الكساء مقابل استخدامهم في بث سموم المخدرات في المجتمع ، او في الاعتداء على الأنفس والبيوتات والحرمات وسرقة الممتلكات ، أو استغلالهم بممارسة الفاحشة معهم ، فاحشة الزنا او اللواط ، او تسخيرهم طعما لنتن الدعارة وسوءة الرذيلة وظلمة الجريمة وبؤسها ..
وليس أقسى من ان يرى الانسان مريضا بقربه ثم لا يؤدي الواجب تجاه اسعافه ، ولكن بكل أسف هذا هو حالنا الآن فقد استثقلنا واجب القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأكثر من ذلك شنع كثير من الناس بمن تصدى لهذا الدور الجليل وألصقوا بهم غير قليل من التهم الزائفة والأقاويل المرجفة حتى صار البعض ينظر الى من يقوم بهذه المهمة وكانه بعبعا بينما هي في واقع الأمر أساس من أسس التمكين في الأرض ، واذن ينبغي علينا أن نتناصح بالكلمة الطيبة وبالأسلوب الحسن ، وبالهدية أكانت كتابا او شريطا مرئيا أو مسموعا او كتيبا أو بالارشاد الى ندوة تقام او محاضرة تعقد او بالدلالة على مصدر الخير في موقع بالانترنت أو في مقال بجريدة او مجلة او نشره ، الخ ما هنالك من وسائل يسرها الله لنا حتى نؤدي واجبتنا بابسط الجهود ..
الاب يقسو على ابنه ويقصر في رعايته ، والابن يعق اباه ويقصر في حق والديه والزوجه تشق عصا الطاعه على زوجها وتكلفه بطلباتها التافهه وغير الضروريه ما لا يطيق وتهمل بيتها وذويها سعيا وراء التنقل من جاره الى اخرى ومن مكان عام الى اخر للترفيه على الذات وممارسة عادة طق الحنك او حتى في السير الى وظيفه لا تحصل منها الأسرة عائد مجز ، ماديا كان او معنويا .
الموظف يقصر في حق صاحب الوظيفه ولا يؤديها كما تنص عليه الاتفاقيات المبرمه بين الطرفين ، وصاحب الوظيفه يهضم حقوق موظفيه ما كان منها ماديا او ما كان معنويا ، فمن تاخير في تسليم الاجور الى تخفيضها بين آن وآخر ، الى زياده عدد ساعات العمل ، الى الاستغناء عن الجزئي أو الكلي غير المشروعين ، الى التجميد الوظيفي وعدم فتح فرص الارتقاء امام الموظف ، وهذا غير حرمانه من العلاوات والمكافات والانتدابات والمميزات الاخرى التي تتاح لآخرين اقل شانا في كثير من الاحيان ..
الزوج يسرق تعب زوجته والاب يسرق تعب ابنته والاخ يسرق تعب اخته وكل منهم يقف حجر عثرة في وجه نماء حميلته سواء ذلك بحجب فرصتها التعليمية او العملية او بمنعها وحرمانها من الزاوج بقصد الاستيلاء على الراتب الذي يمكن ان تتقاضاه نتيجة التحاقها بوظيفة تلقت في سبيل الفوز بها كل الصعاب سنين عديدة ، ثم لما يحصل وقت القطاف تعاني الأمرين من التصرفات الظالمة ..
وفي مشهد آخر هناك من يحرمها من ميراث أبيها أو أمها في تقليد لا يمت للدين بصلة ولا للخلق الرفيع الذي عليه المسلم وبموجبه يؤثر حتى الأبعدين فضلا عن الأقربين ولو كان به خصاصة ..
هناك تقصير على المستوى الفردي ، لكن هناك أيضا تقصير أكثر شناعة على المستوى الجماعي ، وبالمثل هناك تقصير في المستويات العليا كما في المستويات الدنيا ، في رأس الهرم كما في قاعدته .. عند الراعي والرعية على حد سواء ، وهذا الاقرار هو أول ما ينبغي علينا الاعتراف به في طريقنا لحل ما نحن فيه من مآسي ، وكل جوانب التقصير تلك لها آثار وخيمة ونتائج مدمرة ، فرب الأسرة المقصر يضيع أسرته وصاحبة البيت الغافلة تجني على زوجها واولادها وعلى نفسها بتصرفاتها الحمقاء ، والرئيس في دائرته يجني على موظفيه ان هو لم يتمكن من ادارتهم بشكل فعال ،
وبكل تأكيد ان العالم ملئ بالخيرين، وليس بعد الليل البهيم الا الفجر الصادق فلنتامل في الله خيرا ، ولنغرق انفسنا في أداء ما علينا من واجبات عل الله يغير ما بنا انه ولي ذلك وقادر عليه ..
للتو ولما يغادر الانسان صاله المطار واحيانا بعد وضع اول خطوه في الطائره المقله له الى الخارج يبدأ بفسخ جلباب الحياء ، المرأة تتخلص من الحجاب الساتر لوجهها ولشعرها وباقي جسمها فتلبس الملابس الضيقة والقصيرة التي تصف الجسم وما حوى وتضع الطرحة والعباية في الشنطة ، والرجل يعاقر الخمر ان كان مسموحا بمعاقرتها على متن الطائرة ثم يبدأ رحلته لصيد الأعراض ان اتيح له ذلك .
وبعدما يصل الى وجهته يسكن في الاماكن المشبوهه والمشهوره يتوفر المتع الرخيصه فيها يقترف الانسان كل المحرمات من زنا ولواط وشرب للمسكرات وتعاط للمخدرات ، ويتصرف وكأنه كان مسجونا ، يسهر ليله في البارات والمراقص بدلا من السهر في المكتبات ودور العلم ، يشاهد الافلام الخليعة والقنوات الفضائية الساقطة التي لا تلتزم بحدود ولا تنضبط بضوابط ، يتصفح المجلات الممتلئة بالصور العارية والمناظر التي تخدش الحياء ، لا يزور المتاحف المملوءة بالتراث الانساني وخبرات السنين وعطاء الأجيال ، ولا الحدائق الغناء ولا ميادين الخضرة التي تبث في النفس راحة واطمئنانا وقدرة حادة للتفكر في خلق الله ، لا يزور المدارس والجامعات ودور العلم والمكتبات حتى تهفو نفسه الى تعلم العلم النافع المفيد ليرقى بامته ، ولا المصانع المتنوعة بهدف الحصول على الخبرة المرتجاة لمساعدة بلاده وأمته في النهوض من ربقة الذلة والمهانة التي تحل بها لتخلفها في ميدان العلوم والصناعة ومضامير التقدم المادي ..
كل هزة رمش أو اغماضة طرف من انثى يحسبها له نداء ، وبجرأه يقتحم خصوصيات الناس ويتتبع عوراتهم ، يستخدم شبكة الانترنت ان هو استخدمها لزيارة المواقع المحجوبة في بلاده خاصه تلك الممتلئة بالصور الماجنة والمناظر المقززة ، ولا يهتم من قريب ولا من بعيد بتلك التي تنشر العلوم والتنظيمات والفنون والقيم والادب ..
لا يتعلم مهارة من تلك المهارات التي تجعل لاقتناء هذه الآلات التقنية قيمة ومعنى ..
لا يحرص على اداء الجمع والجماعات ، ولا على حضور المنتديات التي تقام عاده في المساجد والمراكز الاسلامية التي لا يخلو منها بلد ولله الحمد .. لم يحمل هم الدعوه الى الله ولا حمل الرسالة المحمدية الى البشر ، ولا يكلف نفسه عناء تعليم انسان مما علمه الله تعالى آيه من كتاب أو مقطع من حديث أو حكم شرعي ما علمه الله ، لا يحرص ان يكون قدوة ومثالا فيتحلي بأخلاق الاسلام وفضائلة ويتلبس بمكارمه السامقة ..
يفهم الحرية على انها قول ما يريد وفعل ما يريد وفق ما يريد غير عابئ بالاخرين .. يتعلم من الاخرين القصات المختلفة واللبس الذي لا يليق . فيعلق السلاسل في رقبته ويضع الاساور في يديه والحلق في اذنيه ويلبس الملابس التي مرسوم عليها ملابس الفنانين والفنانات ، والصائعين والصائعات ..
لا يقرأ بينما الناس ، خاصة في بلدان الغرب والشرق الأقصى التي يزورها البعض ، لا تخلوا ايديهم من مجلة او جريده او كتاب في اوقات جدهم وفراغهم ، ولا يتعلم منهم كيف ينظمون اوقاتهم ولا كيف يشغلونها بالنافع والمفيد .. لا يتعلم منهم كيف يحافظون على صحتهم ولياقة ابدانهم من خلال ممارسة الرياضة بأنواعها واشكالها المختلفة من مشي وجري وسباحه وركوب دراجات ورفع أثقال ولعب للكرة .. ولا يتعلم كيف يقضون اوقاتهم في نهايه كل اسبوع ، خاصة في زياره المدن والتعرف على المعالم والآثار واقتحام الصعاب من صعود للجبال وسياحة في بطون الاودية والشعاب والحقول وبطون الشعاب وعلى سيف الشواطئ والانهار والبحار والبحيرات ..
طبقا لعلماء النفس فان الضمير جهاز نفسي يتعلق بجهاز الأنا ، فالمرء يهتم بتقييم نفسه بنفسه ، كما انه يتلقى تقييمات الآخرين له ، ولما يصدر عنه من أفعال ولما يتخذه من مواقف .
اذن جهاز الضمير يقوم بمعاتبة المرء عن التقصير الذي يبدر منه أو عن الانزلاق في الأخطاء اذا تبدت منه ، وهو يقيم ويقوم سلوك صاحبه .
ومن المهم جدا أن يحاسب الانسان نفسه على ما أتت من أعمال فيستمر في فعل الأمور الجيدة وينتهي عن ممارسة الأفعال السيئة وغير المقبولة دينا وعرفا ، ومن الحكمة ان يكون هذا ديدن الانسان كل يوم فقبل ان يخلد الى النوم يتذكر ما قام به من أفعال وما قال من أقوال ويتعلم من اخطائه ويستثمر ايجابياته ..
كونوا بحفظ الله ورعايته .. كونوا بخير .
مواقع النشر (المفضلة)