نشهد معا موقفا مهيبا....موقف نودع في رمضان...هاهو الشهر أزمع الرحيل ..ودنى انتقاله عنا..بعد أن شغفنا بأنس لياليه..وصيام ضحاه..تعلمنا منه الزهد والعزوف عن الدنيا..وعرّفنا كيف نتفهّم كلام الله وآياته..حتى انهمرت عيوننا عند زواجره وعظاته...رمضان كان كالنهر الموار الذي اجتاح دنس الذنوب فأزاحها..وتسلط هلى ران قلوبنا فطهرها وزكاها..
لله كم في لياليه من خشوع هزنا..وانسكبت في إثره العبرات..نرى محيا الصالحين فيه قد شع بالنور..صدورهم تجاذبها الحبور..فكانو كالجذل المسرور..فسعدا لمن أدرك الركب..وبؤسا لمن رضي بالدون وتنحى عن السبيل وتنكب...
فكونوا ربانيين طيلة عامكم..لا رمضانيين...




أنيس الســــاري