- الإهدائات >> emad fayed الي المنتدي : برنامج لإدارة الجمعيات الخيرية ( أبواب الخير الإصدار الأول ) محمد 1981 الي للاحبةفي الله : السلام عليكم ارجو ان يكون جميع اعضاء منتدى حزنة الاسلامي بخير الزعـــــ20ـــــيم الي الجميع : أقوى أمطار وسيول مرت على بلجرشي في القسم العام ..مشاهدة ممتعة اتمناها لكم .. الامير الي الى الجميع : فترات التسجيل عبر نظام نور فى (( المنتدى التعليمي )) فتى الدار الي الأهالي : فديو لسيل الجلة في قسم الاهالي وصور للمطر يوم الاثنين 17/5 نحمد الله ونشكره على هذه النعمة الزعـــــ20ـــــيم الي الجميع : حصرياً على منتديات حزنة نت صور لإنآرة جبل حزنة المرحلة الثآنية للمشآهدة >> في القسم العآم .. مشآهــــدة ممتعة الزعـــــ20ـــــيم الي :: الجميــــــــــــع :: : تم تنزيل صور مميزة في موضوع حزنة اليومـ >> في القسم العآمـ .. مشآهدة ممتعة .. الشاطئ الي لاعا دة حلقة حزنة : لاعا دة حلقة حزنة الكتا بة على شات قنا ة السيوف على الرقم835222 او الفا كس رقم026984414 خالد الحزنوي الي الاهالي : حلقة خاصة عن قرية حزنة عبر برنامج ربوع الجنوب على قناة السيوف بعد مغرب اليوم السبت الشاطئ الي دعوة اها لي حزنة : شا هدوا حزنة على قنا ة السيوف بعد مغرب اليوم السبت ونا مل الدخول بالشا ت على رقم 835222

صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 15

الموضوع: الحمـــــــــــــــــــــ ــــــــــاط

  1. #1

    عضو شرف

    الصورة الرمزية جبل حزنة
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    الدولة
    الشرقية
    المشاركات
    5,227

    معرض الاوسمة

    افتراضي الزراعة بغامد للدكتور احمد سعيد قشاش

    الدكتور/ أحمد سعيد قشاش

    قال أبو حنيفة: ( أخبرني أعرابيُّ من أهل السراة وهم أهل تين، قال: التين بالسراة كثير جدا مباح، قال: ونأكله رطباً ونزببه فندخره، وشجر التين الجبلي يقال له: الحماط.

    وأخبرني بعض الأعراب: أنه في مثل نبات التين غير أنه أصغر ورقاً، وله تين كثير من كل لون أسود وأملح وأصفر، وهو شديد الحلاوة يحرق الفم، إذا كان رطباً ويعقره، فإذا جفَّ ذهب ذلك عنه، وهو يُدخر، وله إذا جفَّ متانة وعلوكة، والإبل والغنم ترعاه وتأكل تينه).

    وقال: (من الشَّجر الحماط، ومن العشب حماط، فأما الحماط من الشجر: فشجر التين الجبلي.

    قال أبو زياد: هو شبيه بالتين، خشبه وجناه وريحه، إلا أن جناته هي أشد صفرة وحمرة من التين، ومنابته من الجبال، وقد يستوقد بحطبه، ويُتخذ خشبه لما ينتفع به الناس، يبنون عليه البيوت والخيام، ومن احتاج إلى زنده اتخذ منه زندة، وتأكل منه الماشية ورقهُ رطباً ويابساً، وليس من شجرة أحب إلى الحيَّات من الحماط، ولما وصف أبو زياد من إلف الحيَّات الحماط.

    قيل: شيطان الحماطة، فجرى مثلاً.

    قال الراجز:

    ثُمَّتَ لا أدري لعلي أُرجَمُ بمثل شيطان الحماطِ الأعرمِ

    الشيطان: الحيَّة.

    والأعرم: الأرقط ، كذلك الشاة العرماء.

    وقال آخر:

    ثُمَّتَ لا أدري لعلي أقذفُ بمثل شيطان الحماطِ الأعرفِ

    والأعرف: الذي له عُرف، وهو أيضاً الأقرن، له من جلده شبيه بالقرن.

    وقال حميد بن ثور في تشبيه الزِّمام بالحية: وفي نسب الحية إلى الحماط:

    فلمَّا أتته أنشبت في خشاشه زماما كثعبان الحماطة مُحكما

    ومن أمثال العرب قولهم: ذئب الخمر، وشيطان الحماطة).

    الحماط: هي شجرة التين البري، منابتها بطون الأودية، وشطآنها وشعاف الجبال بين شقوق الصخور، وأطراف الثمائل، وأفواه الآبار، على ارتفاع1300-2300م.

    تقوم الحماطة على ساق أغبر، يميل إلى البياض، يرتفع قدر3-10م، وهو بخلاف ما ذكر أبو حنيفة: ضعيف لا يصلح للوقود ولا تُسقف به البيوت، وربما اتخذ منه أعمدة لبيوت الشعر، أوراقها خشنة مفصصة بعمق أو رمحية مفردة، وحوافها مسننة، سطحها أخضر غامق، وخلفها شديد التعريق، تكسوه خضرة فاتحة، وحجمها أصغر من ورق التين المزروع، تنحَت شتاء، وتورق أوائل الربيع، أزهارها صغيرة لا طائلة غير واضحة، وتتكون الزهرة من ثلاثة إلى أربعة تويجات قصيرة، تحتوي على ثلاثة أو خمسة مآبر للقاح، وتظهر الثمار خضراء محمولة على أعناق طويلة، وتنضج في منتصف الصيف، وحينئذ يتحول لونها إلى الأحمر فالأسود، وهذا النوع يسميه أهل السراة ( الحماط السوادي)، وهناك نوع آخر يسمونه ( الحماط البياضي) وهو قليل الانتشار، تبقى ثماره عند النضج خضراء يعلوها صفرة يسيرة، وثمار الحماط أحجام صغيرة ومتوسطة وكبيرة، وإذا نضجت فإنها تؤكل، ومنها ما هو غاية في الحلاوة، وإذا كسر أحد أغصانها ولا سيما حديث النمو سال منه لبن أبيض غزير، فكان الرعاة يضعون منه قطرات على حليب الغنم فيروب في الحال، وربما استعمل في المنازل لترويب اللبن، ولا سيما إذا كان الجو بارداً، لأن في ترويبه بالطريقة المعتادة إبطاء، وتدهن به الأثاليل فيقتلعها من أصولها، وتُمرخ به الشوكة في القدم فيسكن ألمها ويسهل خروجها، وفي نواح من ديار ثمالة يعالجون جروح حيواناتهم بتجفيف أوراق الحماط ثم دقها وذرها على الموضع المصاب.

    ومن أهل السراة دباغون يهرسون أوراق الحماط مع أغصانها الغضة، ثم يضعونها قبل الدباغة على الجلود، أو في أجوافها، ويتركونها بعد دعكها نحو يوم وليلة فيمرطون منها الشعر بأيسر الجهد، ويسمون ذلك الفعل( الحمط)، وكذلك يفعل أهل الجبال من جهينة وحرب ويسمونه( العطن).

    روى أبو حنيفة: أن الأفاعي ومنها المقرنة وكذلك أنواع الثعابين تألف الحماط من بين سائر الشجر، حيث تطلب الظل والغذاء، وكثيراً من الحشرات والطيور تقع على الحماط تبتغي ثماره فتكون صيداً سهلاً لتلك الأفاعي.

    ومن الحماط فحل له ثمر لا ينضج، يسميه أهل السراة ( السُدَاء والصدَاء) وهي تسمية لأهل السراة قديمة، وربما سموه ( السيَاب)، ويسمى في ثمالة والعيالة وبني سعد إلى بلحارث جنوب الطائف ( الذُكار) ويخرج من ثمره إذا فلقته شيء كغبار الطلح أزرق، كانوا في السراة يقطعونه فيعلقونه بين أغصان الحماط المثمر، في أعشاش خاصة يصنعونها من العرفج ( الجثجاث) فيكون لقاحاً لها بإذن الله، وتوجد شجرة الحماط في أعالي جبال الحجاز بأعداد قليلة في الشعاب وضفاف الأودية، كما كانت شجرة الحماط مأوى يألفه الثعبان الأصفر ( الكوبرا العربية) .

    * وفي جبل ورقان: سفح جبلي كبير يُسمى ب(جبل الحماط) سمي بذلك لكثرة ما كان ينبت فيه من تلك الشجرة.

    * وفي جبل رضوى: ينبت في الغالب شكعاً متداخل الأغصان، وأوراقه أصغر حجماً وأكثر خشونة من حماط السراة، وخضرتها شديدة تميل إلى السواد، كما أن عوده أصلب وأكثر بياضاً من عوده.

    والبلس: اسم للحماط البري في جبال فيفا، وأقاليم أخرى كثيرة من منطقة جازان وعسير، وهي لغة قديمة معززة لأهل اليمن، وسمعت أهل جبل صبر يسمونه الشجرة الكبيرة منه (البلس) والصغيرة (الحماط)، وآخرون يطلقون (البلس) على المزروع، (والحماط) على البري، وبعض اليمنيين يطلقون البلس أيضاً على التين الشوكي، ويميزونه بقولهم ( بلس تركي) لكونه دخيلاً على بلادهم، ويعتقدون أن الترك هم من أدخله إلى اليمن.

    * وفي جبال ظفار: حيث ينطقونه في جبال ظفار ( بولس) أو ( إيلوس).

    * وفي جبال رضوى: يطلقون عليه (الحماط المثمر).

    * وفي سراة خثعم: يسمونه ( الحماط الوحشي) تميزاً له عن الحماط المزروع، فقد روى أبو حنيفة عن أعرابي من أهل السراة أن من أنواع التين عندهم نوعاً يسمونه الوحشي، قال: ( وهو ما تباعدت منابته، فنبت في الجبال وشواحط الأودية، ويكون من كل لون أسود وأحمر وأبيض، وهو أصغر التين، وإذا أكل جنياً أحرق الفم، وهو صادق الحلاوة ويُزبب).

    * وفي سراة خثعم: أيضاً يعرف (بالبلس).

    * وفي الجبل الأخضر شمال عمان: يسمونه ( السقم) بالميم، وربما ( السقب) بالباء، ويظهر أن السوَقم في قول أبي حنيفة: (السوقم شجر عظام مثل الأثاب سواء، غير أنه أطول من الأثأب وأقل عرضاً، وله ثمر مثل التين، وإذا كان أخضر فإنما هو حجر صلابة، فإذا أدرك أصفر شيئاً قليلاً ولان، وحلا حلاوة شديدة، وهو طيب الريح، وهو أغرب من ثمر الأثأب يتهادى) (والسوقم): لغة يمانية قديمة وفي الضالع ونواحي أخرى من جنوب اليمن يطلقون ( السقم) على الجُمَيز (الإبري) أحد أنواع هذه الفصيلة.

    - وفسر أبو الحسن الهنائي وغيره (الحماط بأنه الجُمَيز) والأمر خلاف ذلك، وعذرهم أنهم لم يشاهدوا هاتين الشجرتين في منابتهما الطبيعية، وذلك أن الحماط –وإن كان من جنس الجميز – فإنه يختلف عنه في الحجم والثمر والطعم والمنبت.

    ويُعتقد أن الموطن الأصلي للتين المزروع هو جبال السراة من جنوب غرب الجزيرة العربية، إذ ينمو هنالك وينتشر بحالته البرية، ثم انتشرت زراعته إلى سائر أنحاء العالم.

    وأما الحماط من العشب فهو اليابس من عشبة الأفاني.

    * وفي وادي تنومة: هناك حماط ساقه يظهر متفرعاً على قمة جذع الرقعة، وكأنه أحد فروعها الباسقة.

    ومن الأنواع ذات الصلة: شجيرة صغيرة يعزوها علماء النبات إلى الفصيلة التوتية ( التينية ) برغم اختلافها البين عن أنواع تلك الفصيلة: وهي شجيرة أو عشبة صغيرة معمرة منابتها الأغوار الدافئة الرطبة، على ارتفاع 900-1500م تنبت منحشرة بين شقوق الصخور وأكنافها، وتقوم على ساق لحمي مجعد، لونه بني مغبر، يعلوه نتواءت متبقية من أصول الأوراق المتساقطة، ترتفع نحو 10- 20سم، أوراقها بيضاوية مسننة، وأحياناً مفصصة بعمق، تخرج مجتمعة على قمة الساق، أزهارها صفراء مخضرة، ثخينة، نجمية الشكل، ليس لها بتلات بل زوائد طرفية كهيئة قنديل البحر، تفرز هذه النبتة كالحماطة عصارة بيضاء يعالج بها في كثير من جبال السراة الأبدة ( اللشمانيا) وذلك بوضع شيء من تلك العصارة على الموضع المصاب، فيجد المريض من أثرها حرقة شديدة يبرأ بعدها بإذن الله، وهي أمضَ من عصارة الحرملة أو الحريملة وأبلغ أثرا.

    * وفي سراة خثعم: تسمى ( البداة) وذلك لشهرتها في علاج الأبدة التي يسمونها أيضاً ( البداة ).

    * وفي حزنة من سراة بني عمر: تسمى ( أم لقْف) والقف: جانب البناء من حائط ونحوه، وذلك لأن حوائط الحقول من منابتها .

    * وفي تهامة عسير: يسمونها ( عضة العقير)، والعقير عندهم: الحيوان الجريح، وأضيفت إليه، لأنهم يضمدون بها جرحه، فيبرأ على عجل.

    * وسمعت أهل جبال العبادل: يسمونها ( فاشق القمع) أي فالق الصخور.

    * ويسميها أهل جبال فيفا فيقولون: ( فلع بعر) وربما أخذوه من الرائحة الكريهة التي تنبعث من هذه النبتة عند قطعها، وهؤلاء يأكلونها لدفع الحموضة الزائدة وانتفاخ البطن، وطعمها حار كالفلفل.

    * وفي اليمن في جبل صبر يسمونها: ( الُسر) وهي عندهم من الأعشاب المهمة أيضاً في علاج الأبدة.

    * وفي جبال ظفار يسمونها: ( كرثب) وهي طعام مفضل عند أهل تلك الجبال، يأكلونها مسلوقة أو مشوية للتخفيف من حرارتها الزائدة.

    * وفي جزيرة سقطرى: هناك نوعاً متضخماً جداً من هذه النبتة، ينبت على حافات الجروف الصخرية الشديدة الانحدار، فيصعب الوصول إليه، يقوم على جذع شحمي منتفخ يشبه كثيراً جذع الجرازة ( العدنة) وربما وصل ارتفاعه إلى مترين، وهو نوع غريب نادر ليس له وجود خارج جزيرة سقطرى، وأهل هذه الجزيرة يسمونه ( كرثب) أيضاً.
    التعديل الأخير تم بواسطة جبل حزنة ; 03-27-2008 الساعة 01:21 AM

  2. #2

    عضو شرف

    الصورة الرمزية جبل حزنة
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    الدولة
    الشرقية
    المشاركات
    5,227

    معرض الاوسمة

    افتراضي رد: الحمـــــــــــــــــــــ ــــــــــاط

    السذاب .....


    الدكتور/ أحمد سعيد قشاش

    قال أبو حنيفة: ( السَّذاب: الفيْجن، فارسي قد جرى في كلام العرب.

    وفي الخبر أن الحجَّاج قال لطبَّاخه: اعمل لنا صعْصفة وأكثر فيْجَنها.

    والصعْصفة: لغة ثقيفية فيما ذكر) .

    وقال ابن دريد: ( فأما هذه البقلة المعروفة بالسَّذاب فمعربة، ولا أعلم للسَّذاب اسما بالعربية، إلا أن أهل اليمن يسمونه الخُتْف).

    وقال في موضع آخر: ( والفيْجن الذي يسمى السَّذاب لغة شامية.

    قال أبو بكر: لا أعرف للسَّذاب اسماً في لغة أهل نجد إلا أن أهل اليمن يسمونه الحُفْت).

    وقال الصَّغاني: ( السَّذاب هذا البقل المعروف فارسي مُعرَّب، وعربيه الصحيح: الفيْجل والفيْجن).

    السذاب: شجيرة معمرة، دائمة الخضرة، من أشهر النباتات العطرية في شعاف جبال السراة، تنبت قرب المنازل، وعلى جوانب الطرق، وحول جذوع الأشجار، ولاسيما الحماط والطلح والعرعر، وذلك على ارتفاع 1700- 2600م.

    تقوم السذابة على ساق اسطواني نحيل، كثير التفرع، بارتفاع 40-70سم، أوراقها خضراء مغبرة، تميل إلى الزرقة قليلاً إذا تقادم عليها العهد، وهي مركبة، طويلة الأعناق، مكونة من وريقات ثلاثية التقطيع أو أكثر، متطاولة بيضاوية الشكل، تزهر في الربيع وتظهر أزهارها على هيئة عناقيد فوق رؤوس الأغصان، متوجة بأربع بتلات صفراء اللون، وربما صفراء مخضرة، مقعرة الشكل، مسننة أو مهدبة الأطراف، وثمارها صلبة، مسامية السطح، مقسمة إلى أربعة فصوص، مستدقة الأطراف، تنفلق عند نضجها إلى أربعة مصابيح تتناثر من بينها البذور.

    لأوراق السذاب رائحة عطرية قوية جداً، يستحسنها بعض الناس، وينفر منها آخرون.

    وتستعمل في كثير من جبال السراة: بعد هرسها (ضماداً لعلاج لدغات الأفاعي والعقارب، وكذلك لعلاج الصداع والتهابات المفاصل)، ويستعمل ماؤها أو بخورها (لعلاج الآذان والعيون الملتهبة)، وتجفف وتوضع في خرقة، ويستنشقها المصاب بالصداع، فتعجل بشفائه بإذن الله، وتستنشق كذلك لعلاج (الصرع) ونحوه من الأمراض العقلية، ويبخرون بها المنازل.

    وذكروا أن ابن عرس: يأكل السذاب إذا قاتل الحية، فلا يضره سمها.

    وفي اليمن: ذكرت امرأة تبيع السذاب على قارعة الطريق أنهم يستعملونه في الأعراس.

    ومن أهل السراة: من يجمع السذاب ويبعه مع النباتات العطرية كالبعيثران والريحان، وهو يسود بشرة جامعيه، وربما أورث لهم آلاماً في العضلات والمفاصل تزول بعد ساعات قليلة، وقد يزرعونه في الحقول وأفنية البيوت.

    وفي تهامة بني عمر يقولون: ( خوط شذاب خير من مئة كتاب) مبالغة لمنافعه الطبية الكثيرة.

    وفي ديار بني ناشر من سراة بني عمر: كانوا يطبخون أوراقه من الدُجر( اللوبيا) فتضفي عليه نكهة طيبة.

    وذكر رجل من أهل جبل صبر باليمن: أنهم يطبخونها كذلك من اللبن، فيكون منه وجبة ذات نكهة لذيذة، وآخرون لا يطبخونها إلا مع لبأ البقرة بعد ولادتها، ويسمون ذلك اللبأ( الفَصْعة).

    وله استعمالات كثيرة في طب الأعشاب: القديم والمعاصر من أهمها: (استعماله في علاج بعض أنواع الشلل، وتخليص الجهاز الهضمي من الديدان، وإدرار الطمث، والحث على الإجهاض، ويستعمل مانعاً قوياً للحمل)، إذ يؤخذ مقدار ملعقة صغيرة من مسحوق الأوراق المجففة، تضاف إلى كوب من الماء سبق غليه، ويترك نحو خمس عشر دقيقة، ثم يصفى ويشرب بمعدل مرتين في اليوم الواحد، والجرعات الكبيرة منه تسبب أعراض تسمم شديدة الخطر، وما زال السذاب معروفاً بهذا الاسم في كثير من جبال اليمن.

    في معظم جبال السراة، وفي سراة بني عمر إلى حوالة: سمع من ينطقه (الشذاب) باشين أيضاً.

    وبالشهم جنوباً منطقة جازان: ينطقونه ( الشُّزَّاب) بضم الشين وقلب الذال زاياً.

    وسمع أهل الجبال شرق هذه المنطقة: يسمونه ( الخَزَام).

    والخُتْف كما رواه ابن دريد: هو الاسم القديم للسذاب بلغة أهل اليمن، والخُفت لغة فيه.

    وفي الجبل الأخضر شمال عمان: ما زالت هذه اللغة مستعملة، وينطقونها ( الخطْف) أو( الخِضْف) بكسر الخاء، وتفخيم التاء وقلبها طاء، أو ضادا، وربما نطقوه (الخذْف) بالذال، وبعضهم ينطقه ( الذَّاب) بحذف السين من السذاب، ويستعملونه (لعلاج المغص ونحوه من أمراض المعدة).

    ومن أنواع هذه الفصيلة: شُجيرة بأعداد كبيرة في بواط والكويرة من جبال جهينة، ورأيتها بأعداد أكبر في سفوح جبل رضوى، على ارتفاع 1100- 1300م، وسمعت أهل هذا الجبل يسمونها العُفينة، سموها برائحتها الكريهة التي تفوح عند أدنى ملامسة لها، وهي تقوم على سيقان نحيلة متعددة، تخرج من أصل واحد، وترتفع نحو 30-50سم، أوراقها خضراء مغبرة، متطاولة عريضة الوسط، مستدقة الطرفين، تامة أو متموجة الأطراف، وتظهر بأشكال أخرى، يظهر على الورقة من خلفها غدد بارزة صغيرة، ولا يرعاها شيء من الحيوان، أزهارها صفراء مخضرة كأزهار السذاب، لكنها أصغر حجماً، تخرج مثله في مجموعات على رؤوس الأغصان، وثمارها كروية الشكل، مقعرة السطح، يعلوها بثور بارزة كثيفة، تنفلق عند نضجها إلى خمسة مصابيح، تتناثر من بينها البذور، وهي التي تسمى في جبال ظفار وسهول صلالة جنوب عمان ( شجرة العوض) لأنهم يعتقدون بقوة أنها طاردة للبعوض، وغيره من الحشرات الضارة، ولم يذكر القدماء أنها العُفينة.

    وربما كانت ( أم كَلْب) هي التي وصفها أبو حنيفة بقوله: ( أم كلب: شُجيرة جبلية وجلدية، لها نور أصفر، وورق في خلقة ورق الخلاف، يستحسنها الناظر إليها، فإذا حركها فاحت بأنتن رائحة وأخبثها، أخبرني أعرابي قال: ربما تخللتها الغنم فحاكتها فأنتنت حتى يجنبها الحلاب فتباعد عن البيوت، وليست بمرعي).

    وسمعت أهل ورقان: يطلقون العُفينة على شُجيرة أخرى من الفصيلة الحمحمية، لها أيضاً رائحة كريهة.

    وإلى هذه الفصيلة أيضاً تنتمي أنواع الحمضيات: كاليمون والبرتقال والأترج.

    وينتمي إليها أيضاً (الضِّرْم): وهو نوع بري واسع الانتشار في السفوح الغربية من جبال السراة، لم تذكره المعاجم، ولعله المراد بقول صاحب كتاب الروحة في الضاد والظاء: ( الضَرْم مكسورٌ على وزن قدْر: ضربٌ من الشجر تمرض الإبل من أكله، وضَرِمَتِ الإبل).

    وذكر ابن سيدة: ولم يحله وهو يشبه في نظامه الزهري والثمري أنواع ( الفصيلة البُطْمية) التي تنتمي إليها الضرو والتألب.

    يسمى في سراة عسير: ( الضِّرْم) بكسر الضاد، وإسكان الراء، وكذلك يسمى في جبلي شدا وجبال فيفا والريث والعزين، ولكن هؤلاء من غير أهل شدا وعسير، يخرجون الضاد بصوت نحو الثاء أو الفاء.

    وأهل العبادل: يسمونه( الضِّرْْيَم) بزيادة الياء، وينطقون الضاد بصوت لا تميز أهو صوت الشين أو الفاء.

    وأهل العدين من محافظة إب: ينطقونه ( الضِّرْئم) بالهمز.

    وفي نواح أخرى من جبال اليمن: ( الضِّرِم) بفتح الأول وكسر الثاني، وحذف الهمز.

    وفي تهامة خثعم وأهل العطوة من غامد الزناد: يسمونه ( الهُطَيْلاء) لعلهم أخذوه من تهدل أوراقه، وهو طولها وميلها نحو الأرض، وتكون الطاء قد قلبت من الدال.

    منابت هذه الشجرة: الأصدار على ارتفاع 1500م وهي ترتفع نحو 2- 5م، ولها أوراق ثخينة ثلاثية كأوراق التألب غير أنها أكبر، ورائحتها تشبه إلى حد ما رائحة أوراق الليمون، أزهارها صفراء تخرج على هنيئة عناقيد في نهايات الأغصان، لها رائحة عطرية خفيفة، والنحل يثمرها، ويعقبها ثمار بيضاوية تبدو صفراء مخضرة ثم صفراء محمرة إلى حمرة خالصة، في حجم الزيتونة الصغيرة، يتغذى عليها أجناس من الطيور.

    وفي جبال فيفا: يضمدون بأوراقها بعد تسخينها، الكمدات والرضوض التي تقع في المفاصل والعضلات.

  3. #3

    عضو شرف

    الصورة الرمزية جبل حزنة
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    الدولة
    الشرقية
    المشاركات
    5,227

    معرض الاوسمة

    افتراضي رد: الحمـــــــــــــــــــــ ــــــــــاط

    الشَّثُّ



    الدكتور/ أحمد سعيد قشاش

    قال أبو حنيفة: ( الشَّثُّ شجرة كبيرة كشجرة الرمان، وقيل كشجرة التفاح الصغار في القدر، وورقه شبيه بورق الخلاف، ولاشوك له، وله برمة موَّردة وسنفة مدوَّرة صغيرة، فيها ثلاث حبات أو أربع، سودٌ، الشيِّنِيز، ترعاه الحمام إذا انتثر، وتخصب عليه الإبل، وتعالج بفروعه الرطبة من الريح تأخذ في الجسد، ويضمد به الكسر فيُجبر، وهو ينبت في السهول والجبال).

    وقال في باب الروائح: ( ومن الشجر الطيب الريح الشَّثُّ، وهو مع ذلك ، مرٌّ الطعم، ولذلك قال بعض الشعراء في وصف النساء، أنشده أبو الدُّقيش الأعرابي:

    فمنهنَّ مثل الشِّثِّ يُعجب ريحه وفي غيبه سُوءُ المذاقةِ والطعمِ

    وقال في باب المساويك: ( وأخبرني بعض الأعراب أن الشّث مما تؤخذ منه المساويك).

    وقال في باب الدباغ: ( وأخبرني بعض الأعراب قال: يُدبغ بورق الشَّث فيقوم مقام القرظ غير أنه لا يُحمَّر، ولكنه ألين من القرظ، قال: ولذلك يخلط بالقرظ يُبتغى ليْنَه، فيُليِّنه الشَّثُّ، ويحر القرظ).

    الشَّثُّ والمفرد شَثَّة: شُجيرة جميلة، دائمة الخضرة، كثيفة الأوراق ولا فروع، سريعة النمو، تتحمل الجفاف وقسوة المناخ، وهي واسعة الانتشار في سفوح جبال السراة سواء الشرقية منها أو الغربية، تنبت على ارتفاعات مختلفة بدءا من علو 1300م حتى 2700م، وتجود على ارتفاع 1500م- 1700م، وهنا تنبت في مجموعات كبيرة، فتكلل منابتها صيفاً وشتاء بخضرة زاهية جميلة، وتقع هذه النابت ضمن منطقة الأصدار في السفوح الغربية من جبال السراة.

    وقد ذكرها يعلى الأحول الأزدي من بني شكر من أهل السراة في قوله:

    فليت القلاصَ الأدم قد وخدتْ بنا بوادٍ يمانٍ ذي رُبى ومجاني

    بوادٍ يمـانٍ ينبتُ الشَّثَّ صـدرهُ وأسفله بالمرخ والشبـهانِ

    ترتفع هذه الشجرة نحو 2- 3م على ساق يكسوه لحاء خشن، لونه رمادي أو بني داكن يميل إلى السواد قليلاً، ثم تتفرع بكثافة بالقرب من القاعدة ، والأفرع الحديثة لونها بني إلى حمرة يسيرة، والأوراق كثيفة مستطيلة رمحية، عريضة من الوسط، ضيقة الرأس والقاعدة، لونها أخضر زاه لماع، لهذا من أهم أشجار السياجات والتزيين في الحدائق، وللأوراق رائحة عطرية مميزة تشتم بوضوح عند الاحتكاك بها أو فرمها، وقد ذقتها فلم تكن بتلك المرارة التي ذكر أبو حنيفة، أما الأزهار فتظهر على هيئة عناقيد صغيرة في رؤوس الأفرع الحديثة غالباً، لونها أصهب إلى البُني في الشجرة الذكر، وأخضر في الأنثى، وللأزهار المذكرة لقاح أصفر مخضر، يتناثر كغبار الطلح، يثمره النحل، وأما الثمار فلونها أصفر مخضر، أو أحمر أو أصفر يشوبه حمرة من الأطراف، وللثمرة ثلاثة أجنحة يحتضن كل جناح منها بذرة سوداء مثل حبة البركة ( الحبة السوداء).

    وسمعت بعض بني عمر: يسمي ثمر الشَّث ( الحُثُبرُ) .

    وكانوا يضمدون بأوراقها المهروسة الجروح المزمنة أو المنتنة فتبرأ بإذن الله دون أن تترك أثرا لذلك الجرح، وربما استعملت أيضاً لعلاج الحروق، وعلاج الأبدة والعين المصابة بالرمد.

    وفي بني عمر في تهامة: يستعملونها بعد تجفيفها وسحقها ومزجها بالماء والعسل أو الحليب، لعلاج قرحة المعدة، وذلك بشرب ذلك المزيج على الريق لمدة سبعة أيام، فتشفى القرحة تماماً بإذن الله تعالى.

    وقل أن ترعى الأغنام، إلا في أزمنة القطة، أو في أشهر الشتاء حين يدوم داجي الضباب وديمة السماء، فلا يستطيع الرعاة إخراجها للمراعى أياما، فيجزمون أغصانها الصغيرة، ويقدمونها علاً لأغنامهم وهي في مراحها.

    أما الأزهار والثمار الغضة فتأكلها في جميع الأزمنة، وكذلك يتخذون من سيقانها وقوداً جيداً، ينبعث من دخانه رائحة طيبة.

    وفي سراة زهران: حيث يصنع أكبر رغيف من الخبز، يوقدون النار في أغصان الشِّثِّ فيُلوِّحون بها وجه ذلك الرغيف حتى يحمر، ثم يضعون فوقه الجمر والرماد حتى ينج، ويسمونه( الملوَّح أو المشوَّط).

    وكانت هي والطُّبَّاق ذات أهمية كبيرة في تشييد المنازل العتيقة المبنية بالحجارة والخشب، فكانوا بعد تسقيفها بالخشب يضعون فوقه الجريد، وهي قضبان صغيرة يتخذونها من شجر المظ وغيره، ثمَّ يصرمون الشَّث فيغمرون به هذه الأعواد فتسد الثغرات المتبقية، ثم يضعون فوقه الطين، فلا ينفذ منه شيء إلى باطن الدار.

    ويدبغون الجلود بالشَّث والقراظ والكثا وغيرها، والشَّث أفضلها، وذلك بعد تجفيف أوراقه وسحقها، وخلطها بالماء، ثمَّ يدبغ بها الجلد كل يوم مرة أو مرتين مدة لا تزيد في الغالب عن أسبوع، فيضفي عليه لوناً جميلاً أشهب يميل إلى الحمرة، ويكسبه ليونة ورائحة طيبة،.

    رووي ( أنه- صلى الله عليه وسلم- مر بشاة ميتة فقال عن جلدها: أليس في الشَّثِّ والقرظ ما يطهره) أي بالدباغة.

    وفي جبال الحجاز: رأيت الشَّثَّ بأعداد قليلة في معظم تلك الجبال.

    وفي الهضبة من جبال الفقرة: ورأيته يبدأ ظهوره من على ارتفاع 1100م، وعلى ارتفاع 950م، في جبل رضوى.

    وهكذا تنخفض منابته كلما اتجهنا شمالاً على اعتبار أن الاتجاه نحو خطوط العرض شمالاً يضاهي نسبة الارتفاع في السماء جنوباً.

    وفي جبال الفقرة: كان ينبت بكثافة على سفوح جبالهم حتى أن أغنامهم كانت تحتفي عن أنظار الرعاة بين أشجاره، فتقتنصها الذئاب وهم لا يشعرون، ورأيت بعض تلك السفوح فإذا هي جرداء لا حياة فيها لشيء من هذه الشجرة سوى بعض بقاياها الميتة التي ما زالت جاثمة على الأرض، شاهدة على تلك الأيام الخالية حين كانت تكسو هذه السفوح بخضرتها الزاهية الخلابة، ورأيت منها بقايا قليلة ما زالت تعيش في بطون الشعاب، حيث مجاري السيول المنحدرة من سفوح الجبال، ولكنها مع الأسف في تدهور وتناقص مستمر بسبب الجفاف الشديد الذي تعيشه المنطقة، حيث أن أهل هذه الجبال يتخذون من أعوادها الصغيرة مساويك، يرون أنها من خير الأسوكة.

    وجاء في الأثر عن محمد بن الحنفية –رحمه الله-: أنه ذكر رجلاً يلي الأمر بعد السفياني، فقال: ( حَمِش الذَّراعين والسَّاقين مصفح الرأس، غائر العينين، يكون بين شثِّ وطُبَّاق).

    في جزيرة سقطرى: (الشمسُّ): بإبدال الثاء سينا، لغة قديمة في الشَّثَّ مازالت مستعملة إلى اليوم ، وينطقونها (شُصَ) بضم الشين، وبإبدال السين صاداً.

    وكذلك سمعت في الجبل الأخضر شمال عُمان: وينطقونها ( الشَّصُّ) بفتح الشين، وأكثرهم ينطقون الزاء مفخمة نحو الصاد.

    وفي جبل صبر وغيره من جبال اليمن: يسمونه( الَّهْث) أبدلوا الهاء من الحرف المضعف، وربما ( الشَّهْد) بإبدال الذال من الثاء.

  4. #4

    عضو شرف

    الصورة الرمزية جبل حزنة
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    الدولة
    الشرقية
    المشاركات
    5,227

    معرض الاوسمة

    افتراضي رد: الحمـــــــــــــــــــــ ــــــــــاط

    النشاط الزراعي

    في الباحة


    الباحة بطبيعتها منطقة زراعية، وكان أهلها إلى عهد قريب يعتمدون على الزراعة بشكل أساسي، ولذلك فإن الزراعة تعد الحرفة الأساسية لسكان منطقة الباحة والتي كانت تمارس بالطرق التقليدية ، أما في الآونة الأخيرة فيعتري الوضع الزراعي تراجع ملحوظ لإهمال المدرجات الزراعية واندثار الكثير منها بالرغم من استخدام المزارعين للتقنيات العصرية والآلات الحديثة والوسائل العلمية الجديدة لاستنبات الفواكه والخضراوات ، ويمكن حصر العوامل المسببة لتدني مستوى الزراعة وتراجع الحالة الزراعية في العوامل التالية:
    1- تذبذب كمية الأمطار من عام إلى آخر.
    2- قلة الأيدي العاملة في مجال الزراعة.
    3- إهمال المدرجات الزراعية واندثار الكثير منها.
    4- عدم تحقق الجدوى المالية من عوائد الإنتاج مقارنة ًمع الجهود المبذولة.
    5- تناقص الغطاء النباتي وانجراف التربة وضعف خصوبتها.
    6- زحف العمران الجائر على الأراضي الزراعية.
    7- اشتغال أغلب أبناء المناطق بالعمل الحكومي.
    8- هجرة الكثير من سكان الأرياف إلى المدن سعياً وراء إكمال التعليم والالتحاق بالوظائف.
    وتعتمد الزراعة عموماً على مياه الأمطار الموسمية وما تختزنه التربة من مياه، لذلك تكثر الزراعة وتنتشر في بطون الأودية وعلى المدرجات في سفوح الجبال، وقد كانت المنطقة تنتج من المحاصيل القدر الذي يكفي المنطقة ويصدر الفائض الزراعي للمناطق للمجاورة خصوصاً الطائف ومنها لبقية المدن الأخرى.

    ويمكن تقسيم المحاصيل والمنتجات الزراعية في المنطقة إلى ثلاث أقسام:
    1- الحبوب.
    2- الفواكه.
    3- الخضراوات.

    أولاً: الحبوب :
    تعد الحبوب بجميع أنواعها في طليعة المنتجات الزراعية في المنطقة حيث تنتج الأنواع التالية:
    1- القمح: وهو من الغلال الصيفية، ويعد أكثر المنتجات إنتاجاً واستهلاكاً، وله خمسة أنواع رئيسية:
    أ / المابية: أفضل أنواع القمح وتمتاز بطول حبتها، ودورتها الزراعية تستغرق خمسة أشهر.
    ب/ العسيرية: تلي المابية في الجودة ولها نفس الدورة الزراعية.
    ج / الخولانية: ذات حبه قصيرة وهي أسرع نضجاً.
    د / السمراء: وهي سمراء وحبتها كبيرة نسبياً.
    هـ / النخلية: لونها أبيض وتشبه القمح المستورد.
    2- الشعير : ويأتي بعد القمح من حيث الإنتاج، وهو من المحاصيل الصيفية كذلك ، وله ثلاثة أنواع :
    أ / الشعير العربي: ذو سنبلة كبيرة وحبة طويلة، ودورته الزراعية خمسة أشهر.
    ب/ العجلانة: وهي سريعة النضج، ولذلك سميت، ودورتها الزراعية ثلاثة اشهر.
    ج/ الشعير المصري: وهو ذو سنبلة طويلة ذات شكل رباعي وأحياناً سداسي.
    3- الذرة: تأتي في المرتبة الثالثة، وهي منتج شتوي، ولها خمسة أصناف:
    أ / الذرة البيضاء: تمتاز ببياض لونها وطول عودها الذي قد يصل إلى ثلاثة أمتار أحياناً.
    ب/ الذرة الحمراء: لها قسمان : القذافة: ذات العود القصير، والبلس: ذات العود الطويل.
    ج/ الذرة الصفراء: لونها أصفر وحبتها طويلة.
    د / القشاشة: حبتها صفراء كبيرة صلبة.
    هـ/ البسيسة: وهي أصغر وأسرع أنواع الذرة في النضج.
    4- الدُّق : وهو غلة شتوية ذات نوعين :
    أ / المجدولة: وحبتها صغيرة جداً وتبقى في الأرض من ثلاثة إلى أربعة أشهر.
    ب/ السيال ويطلق عليه البعض ( ): تشبه المجدولة لكن لونها يميل إلى الاحمرار.
    5- الدُّخن: يزرع في تهامة خاصة لأنه يحتاج إلى رطوبة عالية وحرارة شديدة وهو المحصول الأول في تهامة.

    6- حبوب أخرى متنوعة مثل العدس واللوبيا(الدِّجْر) والحبَش ( حب الحاج ).

    ثانياً: الخضراوات :
    لم تكن المنطقة تعرف زراعة الخضراوات بشكل واسع لولا الدور التوعوي الذي تلعبه المكاتب الزراعية في إرشاد المزارعين، ولولا خصوبة الأرض وتقبلها لزراعة الخضراوات. وساعد توفر التقنيات الحديثة والوسائل العصرية على استنبات الخضراوات في الفصول المختلفة والبيئات المتباينة، حيث تنتشر البيوت المحمية المخصصة لزراعة الخضراوات. وأشهر الأنواع التي تنتجها المنطقة هي: البطاطس والبامية والفاصوليا والطماطم والباذنجان الأسود والقرع والجرجير والفجل والخس والبصل والكرات وغيرها من الخضراوات المعروفة والتي تنبت في أغلب البيئات، وتقدر المساحة الكلية لجميع المحاصيل الزراعية بحوالي 2188 هكتاراً.

    ثالثاً: الفواكه :
    تنتج منطقة الباحة عدداً من أنواع الفواكه المختلفة التي يُصدَّر بعضها إلى المدن المجاورة ويمكن حصرها في الأنواع التالية:
    1- الرمـان: تنتشر مزارعه في بطحان وتربة زهران ، ويمتاز بحجمه الكبير و مذاقه الحلو، ويدر
    أرباحاً جيدة على المزارعين.
    2- اللـوز: تنتشر أشجاره في معظم أجزاء المنطقة في المدرجات الزراعية ، وعادةً تسقى لمدة عامين
    ثم تعتمد على مياه الأمطار. ولوز المنطقة معروف ومشتهر بجودته ، وهو ذو ثمن
    غال ، ويفتقر المزارعون لمعرفة بعض الطرق العلمية لمكافحة آفات اللوز الزراعية.
    3- الخـوخ: ويلي الرمان واللوز من حيث غزارة الإنتاج، وسعره رخيص، وتصدر المنطقة كميات
    منه للمناطق المجاورة.
    4- الفواكه الأخرى: وهي كثيرة، وأهمها العنب والمشمش والبطيخ والسفرجل والتين والبرشومي
    والتفاح الحجازي والبرتقال والموز الذي يكثر في أجزاء تهامة خصوصاً جبل شدا.

  5. #5

    عضو شرف

    الصورة الرمزية جبل حزنة
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    الدولة
    الشرقية
    المشاركات
    5,227

    معرض الاوسمة

    افتراضي رد: الحمـــــــــــــــــــــ ــــــــــاط

    السـدر



    الدكتور/ أحمد سعيد قشاش

    قال أبو حنيفة: ( السدر شجر النبق، واحده سدرة، وجمعها سدر وسدور، الأخيرة نادرة.

    قال أبو زياد: السدر من العضاه، وهو لونان: فمنه عُبريُّ، ومنه ضالٌ.

    فأما العُبري: فما لا شوك فيه إلا ما لا يضير.

    وأما الضَّال: فهو ذو شوك، وللسدر ورقة عريضة مدورة في عُبريِّة وضالة، وشوكة الضال حجناء حديدة.

    قال: ونبق الضال صغار وتسميه بعض العرب الدَّوم، وشجره دانٍ من الأرض).

    * السدرة: شجرة عظيمة معمرة، من أهم أشجار جبال السراة والحجاز، وأوسعها انتشاراً، تنبت على ارتفاع قريب من مستوى سطح البحر، وتعلو في السهول والجبال حتى ارتفاع 2500م.

    وهي كما ذكر المتقدمون نوعان:

    * الأول: (العُبري) وأكثر منابت هذا النوع بطون الأودية الرطبة حول المياه الجارية، أو الجوفية القريبة من السطح، وربما نبت في سفوح الجبال وفروعها العالية، وهو في الأغوار وبطون الأودية المنخفضة شرقي جبال السراة أضخم وأكثر ارتفاعاً منه في السفوح أو الفروع العالية.

    يقوم هذا النوع على جذع ضخم، غاية في الصلابة، ذو لحاء بُني اللون ضارب إلى السواد، معلَم بأخاديد خشنة طويلة، بارتفاع قدره 5-10م. ويتفرع إلى أغصان كثيفة على هيئة القبة الكبيرة، وعنها يتفرع أفنان صغيرة تتدلى بكثافة نحو الأرض، والأغصان العتيقة بُنية اللون مغبرة، أو بنية ضاربة إلى السواد، والحديثة بنية مصفرة، والأحدث خضراء مغبرة يكسوها أشواك زوجية قصيرة، قليلة الضرر، تخرج مع قاعدة معلاق الورقة، وربما تجردت تماماً من أشواكها إن نبتت على ماء، والأوراق بيضاوية متطاولة، قاعدتها متغيرة من مدورة إلى شبه قلبية، تامة الحواف، وربما مسننة على نحو دقيق يميزها ثلاثة عروق صُفر، تبرز بوضوح على ظهر الورقة، وبنحو أقل على وجهها، أزهارها صفراء اللون مخضرة، صغيرة الحجم، تخرج على أفنانها الصغيرة، على هيئة عناقيد إبطية، ولها عند إزهارها رائحة عطرية تفوح في الأرجاء الواسعة، ويختلف موعد إزهار هذا النوع بحسب منباته، فما نبت منه في أودية السفوح الشرقية، فأزهاره تظهر أواخر فصل الصيف إلى منتصف الخريف، ويتأخر ظهورها إلى أوائل فصل الشتاء في سدر تهامة، ويعقبها ثمار لحمية كروية الشكل، تظهر خضراء ثم صفراء، وعند نضجها تتحول إلى اللون البُني المصفر، ثم إلى البُني الغامق عند تناهي النضج، وهي حلوة الطعم، ذات رائحة طيبة، وقد يكون من ثمر العبري ما طعمه عفص مزز أو حامض الطعم، وتحتوي الثمرة على بذرة واحدة شبه صلبة، بُنية اللون.

    * النوع الثاني: فهو (الضَال): وأكثر منابت هذا النوع السفوح الصخرية، وأطراف الحقول الزراعية، وجوانب الطرق، وبطون الشعاب، وربما نبت إلى جوار العُبري في بطون الأودية الكبيرة، على ارتفاع 600-2500م.

    يرتفع الضَال عن الأرض قدر 2-5م، وذلك على ساق يتفرع عنه أغصان شائكة كثيفة دقيقة، شديدة التعرج، تغطي الساق في الغالب من أسفله إلى أعلاه، فيصعب التعامل معها، أو الولوج من تحتها، يظهر الساق القديم بلون أسود مغبر، وأما الأغصان الفتية فتظهر بلون أبيض مخضر، ثم أبيض مصفر، ومن هنا سُمي هذا النوع من السدر (بالأشْكَل) أيضاَ، لما كان عوده على لونين.

    * والأشكل عند العرب: كل لونين مختلطين، ومنه أشكل عليه الأمر إذا اختلط.

    * وقد وصفه أبو حنيفة بقوله: ( أخبرني بعض الأعراب أن الأشكل شجر (العُنَاب في شوكه) وعقف أغصانه، غير أنه أصغر ورقاً، وأكثر أفناناً، قال: وهو صلب جداً، وله نُبيقة حامضة شديدة الحموضة، ومنابته شواهق الجبال، وتتخذ منه القسي، وإذا لم تكن شجرته عتيقة متقادمة كان عودها أصفر شديد الصفرة، وإذا تقادمت شجرته واستحكمت، جاء عودها نصفين: نصفاً أصفر شديد الصفرة، ونصفاً أسود شديد السواد).

    * وقال ابن دريد: ( الأشكل : السدر الجبلي، فأهل الحجاز ومن حولهم يسمونه الضال، وأهل الرمل من بني سعد ومن جاورهم يسمونه الأشكل) وهذا دليل على أن (الضَال والأشكل) شيء واحد.

    وعود الضَالة أو الأشكلة قوي رزين، ولاسيما النبات منها في الشواهق الباردة، وأشواكها حادة كثيفة غالبة على أوراقها، إذا علق بها شيء صعب تخليصه، تخرج أزواجاً متقابلة، شوكة معكوفة نحو الأسفل، يقابلها في الغالب شوكة مستقيمة على نحو أفقي، ورأيت أنواعاً من الطيور تبني أعشاشها بين هذه الشجرة، فتوفر لها ملاذاً آمنا، والأوراق بيضاوية شبه مستديرة، أصغر كثيراً من أوراق العُبْري، والأزهار بيضاء صغيرة مخضرة، ثم بيضاء مصفرة، وتظهر الثمار خضراء مشوبة بحمرة من الجهة المقابلة للشمس، ثم تصفر إلى حمرة قليلة، وعند الإدراك يتحول لونها إلى البُني الغامق، وهذه الثمار أصغر من ثمر السدر العُبري، وطعمها حامض إلى مُر.

    ومن (الضَال) ما له ثمر حلو، أو شديد الحلاوة، وأراه (العُبري) نفسه ينبت شكعاً متعرجا، كثيف الأشواك، إن نبت في السفوح بعيداً عن المياه فهو العُبري، فأراه الضال أو الأشكل نفسه، يعظم كالعُبري إن نبت على المياه في بطون الأودية.

    * يؤيد ذلك قول الأصمعي: ( ومن شجر الحجاز ..السدر، فما كان برياً فهو ضال، وما كان ينبت في الأنهار فهو عُبري) وعود الضال أو الأشكل قوي رزين، ولا سيما النابت منها في الشواهق الباردة، يتخذون منه العصي والهراوي الجيدة، وحطبه وقود جيد، وربما استعملوه كالعبري فسقفوا به المنازل، واتخذوا منه الأبواب والنوافذ، وصنعوا منه الصحاف والرحال، وخلايا النحل، ومهاريس يدقون فيها الحبوب ونحوها، وربما دقوا فيها البارود، ولكنه معها خطر سريع الاشتعال، وربما أحدث وفاة أو عاهات مستديمة.

    * وكان أهل الخبرة من أهل السراة: يحذرون من استعمال مها ريس السدر في صناعة البارود، ويتخذون من أعواد الضال خاصة زرائب للأغنام، وسياجات للمزارع يصعب اقتحامها، وفي ديار بني عمر يستخرجون من أجواف جذوعها المعمرة الخالعة جذاذاً، تطبخ فيتحلل منها صبغ أحمر تصبغ به الثياب، يسمونها الثياب المصبغة، ويعلق منها بالثياب رائحة طيبة تدوم طويلاً.

    * وفي تهامة خثعم: يشرب النساء مغلي الجذور لمنع الحمل، وأوراق السدر من المراعي الجيدة للإبل والغنم، تسمن عليه وتصح، وتهرس أوراق العُبري خاصة، وتستعمل في كثير من جبال السراة والحجاز لتنظيف الجسد، وغسل الشعر وتنعينه، وتنظيف فروة الرأس، والنساء على ذلك أحرص.

    * وتطبخ في جبال الفقرة: ويشرب صفوها لعلاج أمراض البطن، كالمغص ونحوه، ويُغتسل بها في بواط والكويرة، ونواح أخرى من ديار جهينة لعلاج بعض أنواع الحساسية الجلدية.

    وإذا أزهرت السدرة بنوعيها فإن النحل يجني من رحيقها عسلاً وافر لذيذا، هو أشهر أنواع العسل الذي تنتجه مناحل السراة، ومن أغلاها ثمناً، يستعمله الناس علاجاً لكثير من أمراضهم، ولا سيما أمراض الجهاز الهضمي كالقرحة والتهاب المعدة ونحوها، يشربونه على الريق مذاباً في ماء فاتر، وكذلك يشربه بعض الرجال لزيادة مقدرتهم الجنسية، وعسل سدرة الأغوار أرق قواما، وأشد حلاوة من عسل السفوح الشرقية، لونه أصفر محمر، فإذا تقادم عليه العهد ثقل وزنه، وتغير لونه إلى الأحمر المسود، ولثمر هذه الشجرة أهمية غذائية كبيرة، وقد كان الناس في أزمنة الجوع الخالية يعيشون الأيام الطوال تحت أشجار السدر وليس لهم طعام آخر سوى ذلك الثمر، وقد ترحل أسر بجميع أفرادها من مسافات بعيدة إلى حيث الأودية التي تنبت السدر المثمر بكميات كافية، ومن أشهر تلك الأودية:

    وادي الخيطان من تهامة خثعم، ووادي خاط من تهامة بني شهر، ووادي صبيا وهروب وبيش من مطقة جازان.

    * وفي معظم جبال السراة: يسمون ثمر السدر، أياً كان نوعه، النبق بفتح الأول وكسر الثاني.

    * وفي جبال الحجاز: ( النبْق) بكسر الأول وإسكان الثاني، وهما لغتان.

    وسمع من بعض العوامر من تهامة خثعم يسمونه ( اليَنَى) بإبدال الياء من الجيم.

    * وفي جبال الحيمة اليمنية ونواح أخرى من جنوب اليمن: يسمونه ( الدَوْم) وربما سموا السدرة نفسها دوماً باسم الثمر.

    * وفي نواح من منطقة جازان وشمال اليمن: يسمونه ( الكيْن) وكل ذلك استعمال عربي فصيح.

    والدوم أيضاً: اسم لشجرة من الفصيلة النخلية، سبق الحديث عنها، وشاهدت الناس بدءا من تهامة خثعم إلى تهائم اليمن وسرواته يتعاهدون هذه الشجرة بالتشذيب والتهذيب، فتعود أكثف أغصانا وأغزر ثمارا.

    * وفي سروات اليمن: يفعلون ذلك بنوعي السدر ضاله وعُبريه، ولم يوجد أحداً من أهل السراة والحجاز يفرقون في التسمية بين النوعين، بل يسمونهما جميعا السدر، مع إدراكهم الفرق الواضح بين النوعين، وسمع أنهم يجمعون السدر على ( سُدور) وتقدم في كلام أبي حنيفة أنها نادرة، وفي الجُنش من أغوار بني عمر يسمون السدرة الصغيرة من الضال ( الشَعَكة ) قلبوه من الشَكعة، وأهل غامد الزناد يسمونها ( الشَقحة) كأنهم أرادوا الشكعة فأبدلوا لقرب المخرجين.

    * وفي جبل شدا الأسفل: تسمى ( الشبحة) محرفة فيما يظهر من السابقة.

    * وفي جبال الحجاز: يسمونها ( السيْدُور).

    * وفي جبال مدين: يسمونها ( العُليق) أخذوه من فعل أشواكها كما تقدم.

    * وفي جبال الريث: يسمونه ( اللَّز) وهو في لغة لزوم الشيء بالشيء وشدة التصاقه به.

    * وفي نواح من تهامة عسير: يسمونها ( العُرمض) أي اسماً لكل شجرة صغيرة شكعة شائكة.

    * قال أبو حنيفة: ( العرمض: شجر من السدر صغار لا يكبر، ولا يسمو، وشوكه أمثال مناقير الطير، وهو أصلبها عيدانًا، وأعتقها قوساً. وقد وسمعت ذلك أيضاً من بعض أعراب السراة، قال: وهو سدر قمئ جعد، يريد بالجعد الكز غير السبط) .

    * وفي جزيرة سقطرى: يسمون هذا النوع من السدر( الآكش) فيكون أصله (العكش) وهي صفة العربية تطلق على النبات الكثير الملتف، أو الكثير الشوك كالشكعة، ويسميه آخرون (العُبري) ويسمون الثمر (جرْهم).

    وهناك نوع آخر من السدر يسمونه (حَيْضيت) ونطقه آخرون ( حَيبض) وثماره غاية في الحلاوة، يحرص الناس على أكلها.

    * وفي الجبل الأخضر شمال عمان: نوعاً آخر من السدر البري: يسمونه (القصم) وهو قليل الأشواك.

    * وفي جبال الريث وأعالي جبال فيفا: نوعاً آخر يسمونه ( الشدان) وهي لغة قديمة في السدر عزاها أبو عمر الشيباني لأهل تهامة وكذلك في بعض أقاليم جنوب اليمن.

    * وفي جبال الريث: يسمونه ( عرج قاني) .

    * ( العرج): وهو واحد من ثلاثة أسماء مروية عن السلف يعرف بها السدر في جنوب المملكة واليمن وهي: (العَرج، والدوم، والعلب)، ينبت هذا النوع على ارتفاع 1500م، ويرتفع نحو7م، ولهذه الشجرة أوراق ناعمة تشبه أوراق الشبارق حجماً وهيئة، وأزهارها صفراء مخضرة تشبه أزهار السدر، وثمارها في حجم النبق أو أصغر قليلاً، تظهر خضراء مشوبة بحمرة على هيئة عناقيد العنب ثم تصفر، وعند النضج تؤول إلى الأحمر ثم الأرجواني القاتم أو اللون البُني المسود، وطعمها مر عفص.

    * وكذلك في تهامة عسير وأهل شرق منطقة جازان: يسمون شجرة أخرى من الفصيلة السدرية أيضاً ( النُكُر) وهي شجرة ورقة، كثيفة التفرع، ترتفع نحو5م، أوراقها واضحة التعريق، تشبه أوراق الضال، لكنها أكثر استطالة واستدارة منها، أزهارها صفراء مخضرة تشبه أزهار السدر، تظهر خضراء مغبرة، ثم تصفر عند النضج وتؤكل، وفي داخلها لب لزج شبه شفاف يغلف الثمرة وطعمها لذيذ لا يشبه طعم ثمر السدر، وعود النكر أحمر ضارب إلى السواد، وهو صلب جدا، كان أرباب النحل من جبال فيفا يتخذون منه الخلايا التي يشيدون عليها جدران المنازل، فتدوم آماداً طويلة.

  6. #6

    عضو شرف

    الصورة الرمزية جبل حزنة
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    الدولة
    الشرقية
    المشاركات
    5,227

    معرض الاوسمة

    افتراضي رد: الحمـــــــــــــــــــــ ــــــــــاط

    الشَّوحط

    الدكتور/ أحمد سعيد قشاش

    قال المبرد: ( النَّبع والشوحط والشريان) شجرة واحدة، ولكنها تختلف أسماؤها وتكرم بمنابتها، فما كان في قُلَّة الجبل منها فهو النَّبْع، وما كان في سفحه فهو الشَّوحط، وما كان في الحضيض فهو الشِّريان).

    وقال أبو حنيفة: ( الشوحط: ضرب من النَّبع، تتخذ منه القياس، وهي من شجر الجبال، جبال السراة.

    قال الأعشى:

    وجياداً كأنها قُضُب الشَّو حط يحملن شِكَّة الأبطالِ

    قال: أخبرني العالم بالشوحط أن نباته نبات الأرْزَن، قضبان تسمو كثيرة من أصل واحد.

    قال: وورقه فيما ذكر، دقاق طوال مثل ورق الطَّرخون، وله ثمر مثل العنبة الطويلة إلا أن طرفها أدق، وهي لينة تؤكل، وهو من عُتُق العيدان التي تتخذ منه القسي.

    وقال مرة: الشوحط والنبع أصفر العود، رزيناه ثقيلان في اليد، وإذا تقادما أحمرا).

    الشوحط: والمفرد شوحطة، شجرة واسعة الانتشار في جبال السراة والحجاز.

    منابتها: سفوح الجبال، وضفاف الأودية على ارتفاع 700-1500م.

    وشاهدتها إلى جوار النبع في وادي الجنابين من أودية السفوح الشرقية، على ارتفاع 1700م. ترتفع هذه الشجرة: نحو 3-5م، وهي تسمو أعواداً كثيرة مستقيمة، تخرج من أصلٍ واحد، ربما وصل عددها في الشجرة الواحدة إلى نحو من 30-50عوداً، وأعوادها نحيلة رشيقة، لا يزيد حجم العود الواحد منها في الغالب على قبضة اليد، يكسوها لحاء وسط بين النعومة والخشونة، ذو لون أغبر يميل قليلاً إلى السواد، وربما كانت أغصانها العلوية الحديثة بُنية اللون مغبرة أو مصفرة، وإذا قطع عودها ونزع عنه لحاؤه تكشف عن لون أبيض مصفر، يؤول مع التقادم إلى اللون البُني المحمر، والأوراق خضراء غامقة، مسننة الأطراف، رمحية الشكل، خشنة على نحو يسير، تشبه أوراق التفاح السوري أو أصغر قليلاً.

    وقد أبعد رواية أبي حنيفة: حين ذكر أنها دقاق طوال، وشبهها بأوراق الطرخون، وهي غذاء جيد للأغنام والإبل والوبارة والوعول، وربما أكل الناس أوراقها الطرية الغضة، وطعمها مقبول يشبه طعم ملوخية البر أحد أنواع الفصيلة الزيزفونيَّة أيضاً، وهي تنمو بوفرة في أصدار وأغوار جبال السراة.

    وأهل شدا الأسفل: يسمونها (الشديدة).

    وأزهارها بيضاء البتلات تشبه أزهار السَّراء والنَّبْع، وتمتاز بخويطات لقاحيَّة طويلة ورديَّة اللون أو حمراء، تعلوها مآبر صفراء، تظهر كل زهرتين أو ثلاث محمولة معاً على سويق واحد، ولها رائحة خفيفة طيبة، والنحل يثمرها، ويتلوها ثمار ليست كالعنبة الطويلة كما ذكر راوية أبي حنيفة، بل هي في حجم الحُمصة الصغيرة، شبه بيضاوية، تظهر على شكل ثمار السراء في عناقيد صغيرة، يحتوي كل عنقود منها على نحو 3-6 ثمرات ملتصق بعضها ببعض، تظهر خضراء، فإذا ناهزت النضج أصفر لونها إلى البرتقالي، فإذا تم نضجها أحمرت حمرة قانئة، وهي حلوة المذاق، كان الرعاة يأكلونها وهي لا تزال خضراء، ثم تؤكل بعد أن تنضج، وتأكلها كذلك القرود وأنواع من الطيور: كالقهبي والحجل، واليمام( الجمام)، والبلبل العربي( القُرع) وغيرها.

    وسمعت بعض أهل ورقان وقدس الأبيض: يسمونه ( البُرعم) وكذلك يسمون ثمر السراء.

    وعود الشوحطة: طويل مستقيم أكثر استقامة من عود النَّبع والسراء وأخف منهما، وهو مع ذلك قوي متين، كان السَّرويون ولاسيما سكان الأغوار يتخذون منه العصي التي يتوكأَّ عليها كبار السن، وربما اتخذها الشباب كذلك عند رقيهم ققم الجبال أو الهبوط منها، وكان الرعاة يحملون زادهم فوق أكتافهم معلقاً بعصا يحرصون على أن تكون من الشوجط لخفتها وقوة تحملها، ويتخذون منه الهراوي القصيرة التي يجعلونها للفؤوس والمساحي والمقاصب، وربما اتخذوا منه إذا عظم لُوْمَة الحرث، ويُتخذ منه في كثير من بوادي الحجاز أعمدة للخيام، وأوتاد لشد أطنابها، وكذلك عيدان المغازل والمخابط التي يستعملها الرعاة لإسقاط السُّنْف والحُبْلة، وهي ثمار الطلح والسَّيَال والسمر، وربما وضعوه مع أعواد المظ أو بديل عنها فوق أخشاب السقف عند البناء، ووضعوا فوقه الغمى ثم التراب أو الطين.

    وسمعت بعض أهل جبالي ورقان وقدس من حرب: يسمونه: ( الشَّاحط) يقلبون الواو ألفاً.

    وأهل جبال شمنصير من بني سُليم: يسمونه: ( الشَّيْحط) بقلب الواو ياء، وهو كعود السراء ينشرخ إذا جف من الطرف إلى طرفه الآخر، ولكن ذلك لا يؤثر في قوته، ويمنع تشققه بقاء اللحاء عليه حتى يجف.

    وأخبرني رجل من أهل الفقرة: بأن عود الشوحط لا يتشظى إذا قطع من أول الصيف، وهو وقود جيد دُخانه قليل، ووريه متوهج طويل.

    وأهل فيفا: يمضغون أوراقه لعلاج التهاب اللثة، وآلام الأسنان أو لتطهير الفم وتعطيره.

    وفي رجال ألمع من تهامة عسير: يغسلون بورقه المهروس رؤوسهم، فيكون منه رغوة تنظف الشعر وتطرّيه، وربما غسلوا به أجسادهم.

    وفي ناحية من جبل ورقان: رأيت أعداداً كبيرة من هذه النبتة يابسة قد ودعت الحياة، وسيقانها من اللحاء عارية، فسألت عن ذلك، فذُكر أن الحُمير السائبة تعمد عند الجفاف وقلة المراعي إلى التحاء تلك السيقان فتموت من ذلك الشوحطة، وكذلك تفعل الوبارة ولكنها تترك أجزاء من اللحاء سليمة، فتبقى النبتة في الغالب حيَّة.

    ومن الشوحط نوع آخر قليل الانتشار: وهذا أزهاره بيضاء خالصة كأزهار النبع والسراء، وأما الثمار فلا فرق، وقليل من يدرك الفرق بينهما.

    البعض من أهل جبال حيدان اليمنية: يميزه (بالشوحط الزراقي): أي الأكثر طولاً واستقامة. وليس (الشوحط والنبع والشريان) شجرة واحدة تختلف باختلاف منابتها كما ذهب إلى ذلك المبرد وغيره من العلماء، بل هي أنواع معروفة بأعيانها، وإن كانت جميعا تنتمي إلى جنس واحد أو فصيلة واحدة، إلا أن بينها فروقاً واضحة أو دقيقة تميز كل شجرة عن الأخرى، وعلى خلاف ما قيل فإن الغالب على منابت الشريان والشوحط: أعالي الجبال.

    وأجود منابتها: الأصدار.

    وأما النبع فالغالب على منابته: سهول تهامة وحضيض الجبال.

    وربما رأيت النبع والشوحط والشريان متجاوراً في منبت واحد.

    وفي نواح من جنوب اليمن: يطلقون لفظ الشوحط على النبع والسراء والحثيل لا يفرقون. والخلط بين أشجار هذه الفصيلة وارد قديماً وحديثاً عند العلماء وغيرهم، وعذرهم أنها متشابهة إلى حدٍ كبير، فلا يستطيع التميز بينها حقيقة إلا من نشأ في منابتها الطبيعية، وكان على صلةٍ دائمةٍ بها.

    وسمعت أهل وادي قصب من جبل رضوى: يطلقون ( الشَّيْحُوط) ليميزوه عن الشوحط على شجرة أو شُجيرة من الفصيلة الصابية: وهي التي تسمى في السراة حناء الجمال أو القرود، وربما الحِمْرار كما سبق في رسم الأثب والحُمَر.

  7. #7

    عضو شرف

    الصورة الرمزية جبل حزنة
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    الدولة
    الشرقية
    المشاركات
    5,227

    معرض الاوسمة

    افتراضي رد: الحمـــــــــــــــــــــ ــــــــــاط

    الشُّبَارق

    الدكتور/ أحمد سعيد قشاش

    قال أبو حنيفة: ( فأما الشُّبَارق: فشجر عالٍ له ورق أحرش مثل ورق التوت، وعود صلب يكلُّ الحديد.

    قال: ونحن نتخذ منه كالعُوَذ فنُقلُّدها الخيل والبقر والغنم، وكل ما خيف عليه العين.

    قال: وربما أُهدي للرجل القطعة منه فأثاب عليه البَكْر.

    قال: وإذا قُدر عليه اتخذت منه الأرعوّة، وهي نِير البقر لصلبته).

    الشُّبَارق: والمفرد شُبَارقة، شجرة ضخمة الساق، فارعة الطول، وارفة الظلال، أكثر منابتها الشعاب على شطوط الأودية، وحول المدرجات الزراعية، وبين الصدوع الصخرية، وذلك على علو 1500-2500م.

    ترتفع الشُّبَارقة عن الأرض قدر 10-30متراً على ساق أغبر أملس يميل إلى السواد قليلاً، وهو صلب كما روى أبو حنيفة، ولكن عود العرعر والعتم أصلب منه، ولم يكن أهل السراة يسقفون به بيوتهم، إذ سرعان ما يصيبه النخر والإهتراء، ولكنهم قد يتخذون منه لومة الحراثة، ونحوها من أدوات الحرث والزراعة، وهو يتفرع بكثافة، وتنتهي الفروع الكبيرة منه بخويطات كثيفة متدلية، تظهر عليها الأزهار والثمار، ويكسو أعوادها الفتية الغضة زغب أبيض خفيف، وأوراقها حرشاء مسننة الحواف، أصغر من ورق التوت، تظهر بلون أخضر محمر، ثم تصير إلى الأخضر الفاتح، ثم خضراء غامقة، وتنحت غالباً في نهاية الخريف، فتتعرى الشجرة من أوراقها القديمة، وتورق بكثافة أوائل الشتاء، وهي من أول الشجر المنحت إيراقاً، فإذا أورقت صُرمت الأغصان ذات الأوراق الغضة، وقدمت علفاً للجمال والأبقار، يفعلون ذلك في فصل الشتاء بعد أن تندر المراعي الأخرى، وقد يعلفها الرعاة أغنامهم، ويحاذرون عليها الأوراق غير الغضة، فإن أكلتها أصابها الحَبَط، لأنها لا تستطيع اجترارها، ويسارعون إلى تذكيتها قبل أن تموت محتشرة بها، وللشبارقة أزهار صغيرة صفراء مخضرة، لها تويج ثنائي أزغب، يشوبه من أعلاه أحياناً لون بنفسجي، تخرج في شبه عناقيد صغيرة، تحملها معاليق طولها نحو 2.5سم، والثمار مدورة أو بيضاوية في حجم الحُمُّصة الصغيرة، تظهر خضراء، يكسوها زغب أبيض خفيف، ثم تصفر مخضرة، ثم تصير إلى اللون البرتقالي المصفر، وعند تمام النضج تتجعد وتتحول إلى اللون البُني، وفي داخل الثمرة ببذرة واحدة صلبة، وهي تدوم على الشجرة طويلاً، وربما بقي بعضها حتى ظهور الثمار الحديثة، والناس يأكلون هذه الثمار بعد أن تنضج، وهي حلوة لذيذة الطعم.

    بعض أهل السراة يسميها: ( القُضْم) لعله من القضم، والراء زائدة.

    وآخرون يسمونها: ( حبُّ غاغة) ولعل الغين مبدلة من الهمزة.

    والآء في العربية: اسم شجرة غير معينة في أصول اللغة.

    وقيل: ثمر السَّرح.

    والشَّبارق: الاسم الشائع لهذه الشجرة في معظم جبال السراة، ويُطق بضم الأول وفتحه.

    وفي أعالي الجنش من ديار بني عمر: ينطقونه( الشُّبيْرق) بقلب الألف ياء.

    وفي جبال العبادل شرق منطقة جازان: يسمونها: ( الشْرُّقُب).

    وفي جبل ثَمران من ديار آل تليد من خولان: هو الاسم نفسه نطقوه مقلوباً بعد حذف الألف.

    وفي أعالي جبل صبر: يسمنها ( الحَبق) فربما كانت القاف مبدلة من الطاء، فيكون من الحَبَط الذي يصيب المواشي حين ترعى أوراقه غير الغضة.

    وفي أسافل ذلك الجبل سمعت الناس: يسمونها ( النَّشَم) وهذا الاسم عندهم يشترك فيه أيضاً، الشْرِّيان والنَّشم نفسه.

    وفي بلاد الشام وعُمان هي: ( المَيْس) .

    * ومن الشبارق نوع آخر: وهو نادر جداً، رأيته في قرية ذي عين من ديار بني عمر بالقرب من منبع العين، على ارتفاع 800م .

    ثم رأيته في جبال فيفا على ارتفاع 1600م ، وهذه أقل ارتفاعاً من النوع السابق، فلا يزيد ارتفاعها في الغالب على 8م، وعودها أفتح وأقل خشونة، أزهارها بيضاء صغيرة جداً، لاطئة، نجمية الشكل، تخرج من آباط الأوراق، وثمارها تشبه ثمار النوع السابق.

    وأهل قرية ذي عين: يسمون هذا النوع ( الشِّبْرق) حذفوا الألف، فأسكنوا الباء، وأبدلوا الضمة كسرة، ولم يعرفها أحد ممن سألت في جبال فيفا.

  8. #8

    عضو شرف

    الصورة الرمزية جبل حزنة
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    الدولة
    الشرقية
    المشاركات
    5,227

    معرض الاوسمة

    افتراضي رد: الحمـــــــــــــــــــــ ــــــــــاط

    الشَّيْعَة

    الدكتور/ أحمد سعيد قشاش

    قال أبو حنيفة: ( الشَّيعة بالفتح: شجرة دون المقامة، لها قضبان فيها عُقد ونور أحمر مظلم صغير أصغر من الياسمينة، تجرسها النحل، ويأكل الناس قدَّاحها يتححون به، وله حرارة في الفم والحلق، وهي طيبة الريح، يعبق بها الثياب فتطيب، ونورتها مشربة صغيرة، وعسلها شديد الصَّفار طيب معروف، وهي مرعى ومنابتها القيعان وقرب الزرع).

    وقال في باب الروائح: (والشيَّعة شجرة لها نَوْر أصغر من الياسمين أحمر طيَّب تُعبق به الثَّياب).

    وفي باب العسل والنَّحل قال عن أعرابي من أهل السراة: ( وأخبرني أن أصفى العسل عسل الشيَّعة، وهي شجيرة لها نَوْر مشرَّب ذكيّ).

    قلت الشيَّعة: نبتة معمرة ذات رائحة عطرية مميزة تشبه رائحة الصَّعتر، وكذلك تشبهه مذاقاً.

    منابها: بطون الأودية، وسفوح الجبال الصخرية الرطبة الضاحية للشمس، على ارتفاع 700- 1800م.

    ترتفع: نحو 40- 60سم.

    وهي تقوم على جذمور خشبي بعرض 2-3 سم، يتفرع منه أغصان أو سويق مربعة كثيرة، يكسوها زغب أبيض قليل، أوراقها ريشية رمحية متباعدة، وتظهر الأوراق أسفل الساق كثيفة كبيرة، ثم تصغر صاعدة حتى تختفي تماماً بأعلى الساق أو الغصن، والأزهار صغيرة تظهر على شكل بوق معكوف على نهايات الأغصان من أكمام خضراء على هيئة السنابل، وليست حمراء كما ذكر أبو حنيفة، بل زرقاء اللون أو أرجوانية، والنحل ينتابها كثيرا، فيجني منها عسلاً أبيض اللون، لذيذ الطعم، شديد الصفاء، يشبه عسل الشَّرم، وتجتذب كذلك أنواعاً من الحشرات، منها الفراشات ذات الألوان الزاهية، والبذور صغيرة ذات لون بني داكن، تنتج إذا ابتلت مادةً رغوية كبذور الثفاء.

    ولا يزال الناس في بعض مناطق السراة يطيبون بها الثياب والفرش كالعُبيثران تماماً.

    الجانب الصحي لهذه الشجرة: ويمضغون الأوراق والأزهار لتطهير الفم واللثة، والاستشفاء من أمراض الحلق والصدر والبطن كالمغص ونحوه، وتترك في الفم والحلق حرارة محتملة ورائحة عطرية طيبة، وربما ضمدوا بها المفاصل المؤلمة.

    وفي بني كليب من جهينة: يشربون منقوعها ترياقا قوياً لسموم الثعابين.

    وفي السراة: النساء يجمعنها حزماً صغيرة يضعنها في الشكاء قبل وضع الحقينة (اللبن الرائب) فتكسبها نكهة طيبة، ومذاقاً لذيذاً، ويغسلن بها ثياب أطفالهن فتطهرها، ويبقى من أثرها رائحة مستحبة تدوم طويلاً، ويضيفها بعض الناس إلى ( الشَّاهي) فتكون بديلاً جيداً عن النعناع، وتكسبه نكهة طيبة.

    في جبال فيفا: تُحرق ثم توضع في مراح الأغنام وحظائرها فتقتل البراغيث وغيرها من الحشرات الضارة، ويستعملونها عصابة على رؤوسهم مع أنواع أخرى من الرياحين.

    وفي وادي ثَراد جنوب عقيق غامد: تعد من المراعي الجيدة، ويرعاها الحُمر بنهمٍ شديد على ضفاف.

    وما زالت الشَّيعة تعرف بهذا الاسم: في سراة غامد وزهران وبني عمر وخثعم وثقيف وبجيلة ( بني مالك) وبني سفيان، وكذلك في شمنصير وقدس وورقان والفقرة من جبال الحجاز.

    ومن الشَّيعة نوعٌ آخر: وهي عشبة تظهر في حجم الشَّيعة وصورتها، لكنها تتميز عند النظر والتأمل برائحة عطرية تباين تماماً رائحة أوراق النوع السابق، ثم بقوامها المنتصب، وأزهارها التي تظهر على الساق منفردة متقابلة متباعدة، ورحيقها أكثر جذباً لأنواع من الفراش، كما أن سيقانها لا يظهر عليها زغب أبيض كما هو الحال في النوع الأول، وهي أوسع انتشارا منه في جبال الحجاز.

    في متصف عقبة ذي منعا من أصدار زهران: هناك أعداداً كبيرة جداً، وعليها ما لا يحصى من حشرة تسمى الذٍَرَحْرح تتغذى على أزهارها بنهم بالغ.

    وسمعت أهل ورقان يسمونها: ( الأشْيُوعة) وبعضهم ( الأشْييعة) تمييزاً لها عن النوع الأول.

    وأكثر أهل السراة يسمونها: ( الشَّيْعة) أيضاً ولا يفرقون.

    وفي تهامة هذيل يفرقون بين النوعين: فيسمون النوع الأول ( الشَّيْع) بلفظ واحد للمفرد والجمع، والثاني يسمونه: ( النُّحيْلي) ولم أعرف علة لهذه التسمية.

    وفي جبل رضوى من ديار جهينة: يسمون الشَّعة بنوعيها ( الزَّيتة).

    وكذلك تسمى في ديار بلي وبني عطية والحويطات: ( الزَّيتة)، وهناك من يفرق بين النوعين: فيسمي النوع الأول: ( زيْتَة الحضر).

    وأهل الكويرة والأجرد من بني كلب من جهينة: يسمونها بنوعيها أيضاً: (الزَّيْتُونة) ولا يفرقون، ولم أجد عندهم تعليلاً لهذه التسمية التي تخالف الاستعمال الشائع لهذا الفظ في العربية.

    وفي اليمن: فإنهم يطلقون لفظ الزيتون على الجوافة وثمرها.

    وسمعت رجلاً من غربي رضوى: يسمي الشَّيعة أيضاً (عطر النبات) .

    وسمعت أهل جبل صبر: يسمونها بنوعيها: ( الوَذَحة ) .

    وفي جبال العبادل وبعض جبال اليمن المجاورة: تسمى (الخَوْعة)، وربما سميت (الذَّفار).

    وسمعت رجلاً من أهل وادي دفا من ديار آل تليد من خولان: يسمي النوع الأول: ( الذُّفيراء ) والنوع الثاني: ( الوَذَحة).

    والذُّفْرة في اللغة: الرائحة القوية، سواءً كانت خبيثة أو طيبة.

    في جبال الريث بن خولان: تسمى ( القَرْمَل).

    في جبال حجة اليمنية: ذكرت لهم أن القَرْمَل في العربية اسم لنبت آخر مشهور من الفصيلة القدِّيسيَّة فلم يعرفوه، وهي ( الفَحْيَة).

    وأهل سراة عسير: يسمونها ( القَضْمَة).

    وفي تهامتهم: ( الزِّعْق) .

    وفي سراة عسير: أما الشيعة عندهم: فهي نبتة عطرية أخرى من الفصيلة ( الشفوية) نفسها، ترتفع نحو 50سم.

    ومنابتها: المرتفعات المعتدلة على علو 1700-3500م.

    في جبال ورقان: تسمى (السَّيْمران).

    وفي جبل قدس: ( الزَّقُّوم).

    وفي ديار بني عمر: ( شيعة اللَّبن) .

    وفي بعض ديار بجيلة: ( أم مصباح).

    وفي بالشهم من غامد، وديار بني سفيان من ثقيف، وديار هذيل: يسمونها ( شيعة البقر).

    ورأيت هؤلاء يبيعونها في الهَدَة على قارعة الطريق، فسألت عن استعمالها: فذكروا أنها توضع على( الشاهي) فتضفي عليه رائحة طيبة، ومذاقاً لذيذاً.

    وفي جبل صبر: هي ( الِرْوَق) .

    وتنطق في جبل النبي شعيب: (الفورق).

    وفي جبل شدا الأسفل: يطلقون ( الشيعة) أيضاً على شُجيرة صغيرة من فصيلة الأرثديات.

    وفي سراة بني عمر: يطلق عليها اللفظ نفسه ولكن مضافاً إلى النحل، فيقولون: ( شيعة نَحْل) أضافوها إلى النحل، لتمييزها عن الشيعة المعروفة.

    وفي نواح من جبال تعز: يسمونها ( المُتَّان)، وهي نبتة عطرية تفوح أوراقها بعبق فوَّاح عند أدنى ملامسة لها، أزهارها ملونة جذابة، وثمارها عنبية في حجم حبات الذرة، تظهر خضراء فسوداء عند النضج، تفرز إذا فضخت عصارة بنفسجية قاتمة.

    تنبت: بأعالي الأصدار في السفوح وبطون الشعاب، ورأيتها على ضفاف وادي الجنابين من أودية السفوح الشرقية لجبال السراة على ارتفاع 1700م، ورأيتها في عدد من جبال الحجاز في بطون الشعاب وعلى ضفاف الأودية، وسألت عنها أهل تلك الجبال فلم يذكوا لها اسما.

    وفي وادي قصب من جبل رضوى: النساء عندهم يتخذن من عصارة ثمرها زينة كالخضاب.

    ومنها نوع يوجد بوفرة على سفوح جبل فيفا، وبأعداد قليلة في نواح من تهامة عسير، ويزرع هذا في الحدائق لحسن أزهاره، وطيب ريحه، ولعله دخيل.

  9. #9

    عضو شرف

    الصورة الرمزية جبل حزنة
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    الدولة
    الشرقية
    المشاركات
    5,227

    معرض الاوسمة

    افتراضي رد: الحمـــــــــــــــــــــ ــــــــــاط

    الدكتور/ أحمد سعيد قشاش

    الضرم

    قال أبو حنيفة: (الضُّرم): شجرة نحو القامة، أغبر اللون، ورقة شبيه بورق الشَّيْح أو أجلُّ قليلاً، وله ثمر أشباه البلوط حمر إلى سواد، تأكله الغنم والحمر ولا تأكله الإبل، وله وُرَيد أبيض صغير كثير العسل تجرسه النحل، ولعسله فضل في الجودة والصفاء والعذوبة، وله حطب لا جمر له، هو ضِرام وهو طيب الرائحة يُتشمُّ وكذلك دُخانه، وتدلك بورقه أجواف الخلايا فتألفها النحل لعجبها به، ويتصحح بدخانه كما يتصحح بدخان الطرفاء، ونباته قضبان كقضبان الطرفاء.

    والضُّرم: غالب على السروات جبالها وحزونها، وقد ينبت في بعض السهول، وواحدته ضُرْمة).

    قال: ( وقال أعرابيٌّ من السراة): عسل الضُّرم لونه كلون الماء وهو أجود عسلهم، والضُّرم أبيض النور، ونباته شبيه بنبات النَّدْغ).

    وقال: ( حداب بني شَبَابة أكثر السراة عسلاً وأجوده، والغالب على عسلهم عسل الضُّرْم.

    وكذلك أخبرني بعض الأزد: أن العسل قِرى أضيافهم لكثرته عندهم.

    والسراة: أكثر أرض العرب عسلاً وتيناً وزبيباً ورُباًّ، واليمن كلُّها عسل، وأنشدني في عسل الضُّرم والنَّدْغ في وصف امرأة:

    كأن فاها بعد نوم الهادي ما تجمع النَّحلُ من الشِّهادِ

    من ثمرِ الضَّهياءِ والقَتَادِ والضُّرُمِ النَّضْر وندغ ثاد

    وذكر أبو علي الهجري: أنه يسمى (الخوشع)، قال: ( وزُعم أن بورِقان وقُدس ضُرماً).

    وقال الزبيدي: ( والضُِّرْم بالضم والكسر، الأخير هو المعروف: شجر طيب الريح يكون بجبال الطائف واليمن...ترعاه النحل، ولعسله فضل يسمى عسل الضُِّرمة).

    الضرم: نبات عطري معمر، ينبت في قمم السراة والحجاز على ارتفاع 1700-2500م.

    وأكثر منابته: الأسناد والحداب الباردة التي ترتوي برطوبة الضباب أياماً كثيرة من شهور السنة.

    في ديار بني سعد وميسان من ديار بلحارث: في السفوح بين السَّحن رأيته بأعدادٍ كبيرة جداً.

    وفي وادي ولْف من ديار خثعم: يتواجد في سفوحه، وفي مواسم إزهاره ينزل النَّحَّالة بهذا الوادي فيغلون منه عسلاً كثيراً.

    يقوم الضُّرْم في الغالب على قضبان كثيفة دقيقة بطول 60-70سم، وربما جاوز طوله المتر، له ورق صغير أغبر ناعم مجعَّد، طول الورقة نحو 3سم، وعرضها نحو 2مم، يزين رواء وخضرة في الشتاء والربيع، ويذوي في الصيف، والأزهار صغيرة بيضاء وربما بنفسجية، تخرج من أطراف سنابل أو عناقيد بنفسجية تكون في أعالي الساق، تختزن رحيقاً حلوا، يجرسه النحل، ويحرص الرعاة على امتصاصه.

    ينبت الضُّرم عادة قريباً من أشجار العرعر، أو في خصاص ظلاله، وليس بينه وبين نبات الندغ شبه، كما روى أبو حنيفة إلا أنهما قد ينبتان معاً.

    يتميزُ الضُّرم: برائحة عطرية ذكية، وتنتج أزهاره عسلاً أبيض أو أبيض مصفر شديد الصفاء يشف عما وراءه، وربما كان لونه أصفر إلى البنفسجي على لون أصول الزهر، وهو رقيق القوام لذيذ الطعم جداً، ومن أجود أنواع العسل في جبال السراة، يتنافس الناس على شرائه بأثمان عالية، ويسمونه ( عسل الضُّرُمة) وله رائحة عطرية تشبه رائحة الأوراق تميزه بسهولة عن سائر أنواع العسل، وهو نادر قلما يُباع في الأسواق، ولا يزال أصحاب النحل هنالك يدعكون بورقه منفرداً أو مع الذفراء أجواف الخلايا ليألفها النحل ويتخذها بيوتاً.

    وليس بزاعم من قال: إن جبلي قدس وورقان: ينبتان الضرم، فقد رأيته على ققم هذين الجبلين بين أشجار العرعر بأعداد لا بأس بها.

    وفي جبال الفقرة إلى الشمال من جبل ورقان: يوجد الضرم ولكن بأعداد قليلة أو شكت على الانقراض، ورأيت الباقي منه في بطون الشعاب حيث مسايل الماء، أو حول ضفافها، ولم أشاهده قط في السفوح البعيدة عن بطون الشعاب والأودية.

    ورأيت أهل قُدس: يطبخون ورقه مع ( الشاهي) فتكسبه مذاقاً مميزاً، ونكهة عطرية طيبة.

    أهل ورقان: يضعونه تحت شكاء اللبن ( الحقين) فتنتقل رائحته النفاذة إلى اللبن، فتكسبه نكهة طيبة وطعماً لذيذا، ومنهم من يضعه على اللبن نفسه.

    وفي ديار بني كبير من غامد: يضعونه على الحليب واللبن الرائب مباشرة.

    في جبال الفقرة: تحشى به الوسائد لطيب رائحته كالجعدة والإذخر والرَّاء (الطِّرْف).

    وفي ديار بالشهم وخثعم: يضعونه مع شيعة البقر داخل كيس من القطن أو نحوه، فيجعلونه مهداً ينام عليه الطفل الرضيع ليلاً، فيمتص بوله ويهنأ نومه، ويفوح من فراشه وجسده رائحة طيبة.

    وفي نواح من ديار زهران: تستعمل الأوراق لنعومتها لتنظيف الأطفال الرضع بعد انقضاء حاجتهم، فتنظف الموضع وتطهره.

    وفي بني مُغيد من عسيري: أنهم كانوا يعالجون بأوراقه المهروسة آلام العضلات والمفاصل.

    وبني حُرير من سراة زهران: أنهم كانوا يمضغون الأوراق فيضمدون بها الجروح الحديثة فتوقف النزف وتعقم الجرح.

    وفي ديار هذيل: يطبخون الأوراق فيشربون مغليها لعلاج أمراض البرد كالزكام والتهاب الحلق والصدر.

    وفي سراة خثعم: يمضغونه أو يشربون مغليه لعلاج آلام البطن من مغص ونحوه.

    وفي سراة بني عمر: يشربونه لإزالة الحصى من المثانة أو الحالب، وربما استعملوه لعلاج الصداع وآلام المفاصل، وذلك بربط بعض أعضائه المورقة على الموضع المصاب، وربما عالجوا بدخان أزهاره المجففة الأذن الملتهبة.

    وفي ديار بني سعد: ينطقونه ( الضُّرْم) بضم الأول وسكون الثاني، كما ضبطته خطاً المعاجم العربية.

    وأهل السراة من غامد وزهران وبني عمر وغيرهم: ينطقونه ( الضُّرُم) بضم الأول والثاني، تحقيقاً للانسجام الصوتي بين الحرفين، وبه يستقيم وزن البيت الذي أنشده أبو حنيفة عن السروي، والحق أنها لغة قديمة وإن لم تذكرها المصادر التي لم تنص مطلقاً على ضبط الراء.

    وأما كسر الضاد كما ذكر الزُبيدي: فلم اسمعه قط.

    وفي سراة خثعم: يسمونه ( الخَوْشَع) كما سماه أبو علي الهجري.

    وأهل الفقرة وورقان: يسمونه ( الضَّيْمَران).

    وأهل قدس يسمونه: ( العُبيْثران) أو ( البُعيْثران) على القلب، وذكرت لهم أن الضيَّمرانِ والعُبيْثران غير هذا فلم يعرفوهما.

    وفي سراة عسير: يسمونه ( الجَثْجَث) وربما سماه بعضهم ( اليَاعَة)، ويطلقون هم وغيرهم لفظ ( الضِّرْم) بكسر الضاد وإسكان الراء على شجرة أو شجيرة من الفصيلة السَّذابيَّة.

  10. #10

    عضو شرف

    الصورة الرمزية جبل حزنة
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    الدولة
    الشرقية
    المشاركات
    5,227

    معرض الاوسمة

    افتراضي رد: الحمـــــــــــــــــــــ ــــــــــاط

    الدكتور/ أحمد سعيد قشاش


    الكَتَم


    الفصيلة الكَتَميَّة

    قال الخليل: ( الكتم: نبات يخلط مع الوسمة، للخضاب الأسود).

    قال أبو حنيفة: ( الكتم هو شجر الجبال، وهو يعد شباباً للحناء، يُجفف ورقه ويُدق ويخلط بالحناء، ويخضب به الشَّعر، فيسود لونه ويقويه.

    وقال بعض أعراب السراة: الكتم لا يسمو صُعداً، وينبت في أصعب ما يكون من الصخور وأمنعه، فيتدلى تدلياً خيطاناً لطافاً، وهو أخضر، وورقه الآس، وأصغر، ومجتناه صعب).

    وقال أيضاً: ( ويشبَّب الحناء بالكتم ليشدَّ لونه ويقنئه، فالكتم للحناء شِباب.

    وأخبرني بعض الأعراب قال: لا ينبت الكتم إلا في الشواهق ولذلك يقل .

    وقول الهذلي: شاهد لما قال، فإنه وصف وعلاً عاقلاً في شاهقة فقال:

    يـأوي إلى مُشْمَخِرَّاتٍ مُصَعَّدة شُمٍّ بهنَّ فُرُوع القانِ والنَّشَم

    ثم ينـوشُ إذا آدَ النَّهار لـه بعد الترقَّبِ من نِيْمٍ ومن كتمِ

    قلتُ: الكتم: والمفرد كتمة، شجيرة قليلة الانتشار، جميلة المنظر، دائمة الخضرة، ترتفع نحو مترين على سيقان نحيلة غبراء كثيفة التفرع، أوراقها ناعمة، تظهر بلون أخضر فاتح يؤول إلى الخضرة القاتمة، بيضاوية الشكل، مسننة الأطراف على نحو يسير، مستدقة الطرف، شديدة الشبه بورق الآس، مع صغر قليل وثخانة زائدة.

    أزهارها: صغيرة حمراء اللون بنفسجية، تخرج على هيئة كتل محيطة برؤوس الأغصان، ليس لها رائحة، والثمار كروية في حجم الحمصة الصغيرة، تخرج بيضاء فبيضاء إلى بنفسجي فاتح، وعند تمام نضجها يستحيل لونها إلى الأزرق البنفسجي القاتم، يسيل منها عند فضخها عصارة زرقاء مسودة، أو بنفسجية قاتمة .

    ( والكتم ): نبات نادر حقاً، وجدته بعد استقراء وبحث يطول تفصيله.

    في الثلث الأعلى من جبل البتراء ( جبل إبراهيم ) من ديار بجيلة ( بني مالك): على علو 2300م، وذلك في التاسع عشر من ربيع الأول سنة 1421هـ والذي رأيته لم يكن متدلياً كما وصف السرَّوي، بل نابتاً باستقامة بين صخورٍ ضخمة، وأمج كثيفة يصعب اختراقها إلا زحفاً.

    ثم رأيته حول قمم جبل شدا الأعلى: في السابع عشر من شهر صفر من عام 1422هـ بين رجم ضخمة، وغطاء نباتي كثيف، على ارتفاع 2100م رأيته إلى جوار شجيرة من فصيلة المركَّبات، تنبت في الغالب حيث نبت الكتم، في الشواهق الشديدة الانحدار.

    وتسمى في جبل شدا الأعلى: ( البيضاء).

    في جبال السُّوْدة غرب أبها: ( والغَبْرُور)، ويعترشه بكثافة شُجيرة أخرى نادرة من (جنس الجرجار)، أحد أنواع المركبات أيضاً .

    وفي جبل إبراهيم: الذي سماه أهل ذلك الجبل ( بُنَ القرود): وذكرت بعض المصادر أن ثماره تسمى ( فُلفُل القرود): لأكلها إياه كثيراً.

    ولم يذكر أنهم كانوا يستعملونه في شيء سوى أن مواشيهم كانت ترعاه بنهم شديد .

    أما أهل شدا الأعلى: فقد يسمونه (الغُرَاب)، وأخبر أنه كان كثير الانتشار في قمم ذلك الجبل، لكنه تناقص بشكل كبير، حتى أصبح من النادر ورؤية شجرته.

    وذكر أنهم كانوا يظللون به لكثافة أوراقه شُجيرات (البُن) الصغيرة لتقيها من الحر والقر وعتو الريح، ولم يذكر أنهم كانوا يختضبون به.

    وقد تكون تسميتهم له (بالغراب) قرينة تدل على أنهم كانوا في زمن مضى يستعملونه للخضاب، فكأنهم شبهوا الشعر المسوَّد بالكتم بلون الغراب، ثم تركوا استعماله أو نسوه وبقي الاسم قرينة تدل على ذلك الفعل .

    رأيته حول القمم العالية من جبل صَبر قرب مدينة تعز: وفي خريف عام 1423هـ، وهي قمم باردة جداً، يزيد ارتفاعها على 3000م، شاهدته هنالك بأعداد كبيرة.

    لكنه في جبلي إبراهيم وشدا الأعلى: مقارنة بما رأيت متقزم الحجم صغير الأوراق بسبب منابته الباردة.

    حول قمم جبل النبي شعيب: على ارتفاع 3500م، شاهدته على هذه الصفة.

    وسألت عنه أهل جبل صبر: فسموه( الكتم) وربما نطقوه ( القتم) بالقاف، ولم يذكروا أنهم يستعملونه في الخضاب، ولكنهم يأكلون ثماره الناضجة مع مرارة يسيرة، ويتخذون من أعواده وقوداً جيداً، قليل الدخان.

    وفي جبال حَيْدان إلى الشمال الغربي من صعدة: هو (الكتم) كذلك، ويأكلون ثماره أيضاً، ويزين الفتيات بعصارتها أياديهن وأقدامهن، ويظهر أن هذه العصارة هي التي كانت تستعمل قديماً للخضاب.

    وأما الأوراق فقد جربت أن أصبغ بها فلم أجد لها نتيجة تُذكر .

    وفي جزيرة سقطرى: التي كانت رحلتي إليها في التاسع عشر من شهر ذي الحجة من عام 1425هـ شاهدته بأعداد كبيرة جداً، (تحت قمم جبال سقند وحِجْهر)، على ارتفاع 1200- 1300م، ويسمى في هذه الجبال ( حُوْرِرِن) بكسر الرائين وترقيقهما .

    وعند أهل السراة: سألت عن الكتم كثيراً ولا سيما أولئك المعمرين الذين يخضبون لحاهم بالسواد، وكل من سألت ذكر أنه لا يعرف شجرته، ولكنه يستعمل المسحوق الذي يباع في الأسواق لدى العطارين.

    ويسمى (الكتم أو القتم) بالقاف، والحق أن ما يباع تحت ذلك الاسم ليس بمسحوق الكتم الذي نتحدث عنه، بل مسحوق (أوراق الخِطْر أو العِظْلِم ) الذي سبق الحديث عنه في رسمه من حرف الخاء .

    والخلاف في مدلول الكتم خلاف قديم، فعند قول النبي- صلى الله عليه وسلم-: ((إن أحسن ما غيرتم به الشيب الحنَّاء والكتم )).

    فسر بعض العلماء ( الكتم) بما ذكره أبو حنيفة .

    وآخرون فسروه: (بالوسمة أو العظْلِم) .

    والأول هو الصواب، وقد تقدم أن (الكتم) غير (الوسمة) التي تسمى أيضاً: (العِظْلِم أو الخِطْر)، وأن كلاً منهما ينتمي إلى فصيلة بعيدة عن الأخرى، إلا إن بينهما صفة جامعة، وهي استعمالهما للخضاب الأسود بعد خلطهما معاً أو بعد إضافتهما إلى الحناء، فلعل هذا الاشتراك قد أوهم من جعل ( الكتم والوسمة) شيئاً واحداً، وهذا يجعلنا نعتقد أن الكاف في( الكتم) مبدلة من القاف، فيكون من ( القتم أو القَتَام) وهما بمعنى السواد في العربية، أو السواد الذي يعلوه غبرة.

    ولعله يفسر لنا أيضاً تسمية (الكتم): ب( حُوْرِرِن) في جزيرة سقطرى.

    في جازان وظفار ونواح من الجبال الحَيْمضة شرق الحديدة تسمية ( الخِطْر) ب(حِوَر)، لأن من معاني الحَوَر في اللغة: السََّواد الشديد، ومنه حُوْر العين .

صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
 

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48