حقوق الزوج على زوجته



من عدل الإسلام إعطاؤه لكل من الزوجين حقوقا، وأوجب على كل منهما واجبات، ولقد تساوت المرأة مع الرجل في العبادات كالصلاة والصيام والحج والزكاة، واختلفت المرأة مع الرجل في بعض الحقوق وذلك لاختلاف القدرة ولاختلاف التكوين ولاختلاف الأدوار المطلوبه من كل منهما، فالمطلوب من المرأة رعاية البيت والأطفال والزوج . والرجل مطلوب منه القوامة والنفقة، والعجيب أننا نجد للمرأة في الإسلام حقوقا أكثر من الرجل وعليها واجبات أقل من الرجل، ولكن عند التطبيق نرى أن النساء في الواقع اليوم أقل حقوقاً وأكثر واجبات وهذا خلل أثر سلبياً على العلاقات الزوجية.

قال تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) [البقرة: 228]

والمعروف هنا معناها ما أمرت به شرعاً فلا تخالف ما شرعه الله لها بنص القرآن الكريم والحديث الصحيح وللعرف اعتبار طالما لا يخالف نصاً.

ومن المعاشرة بالمعروف الإحسان إلى الزوج بالكلام واللطف والأدب والرقة وكل معروفا يحبه الزوج يسمى معروفاً، ولأن لكل رجل معروفا يحبه فكل زوجه تفعل ما يحبه زوجها لتكون المعاشرة بينهما بالمعروف.

قال r: {إن لكم على نسائكم حقاً} [رواه الترمذي وصححه]

وقال r: {النساء شقائق الرجال} [رواه أحمد وأبو داود]

1: مما سبق تبين أن أول حق للزوج هو المعاشرة بالمعروف.

2: احترام الزوجه قوامة الزوج.

هذه القوامة التي أعطاه إياها رب العالمين.

قال تعالى:

(الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموالهم ……) [النساء: 34].

والحديث عن القوامة مهم حتى تعرف المرأة مكانة الزوج، ولتـبرمج المرأة في عقلها ونفسها قوامة الرجل، فالقوامة معناها: أن الزوج قائم على أمر الزوجة وعلى حفظها وصيانتها وتولي أمرها وتعليمها وإصلاح حالها في الدنيا والآخرة، وكل هذا وفق أوامر الله عز وجل وبالود والحب والارشاد والوعظ والترغيب مع الصبر واحتساب الأجر.

والقوامة تكليف للرجل وليست تشريف بل هي مسؤولية محاسب عليها أمام الله عز وجل، والآية حددت سبب هذا التكليف (القوامة). قال تعالى: ( ﭕ …..بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا…..) [النساء34]

من أسباب القوامة التفضيل الخلقي فقد أعطى الله عز وجل للرجل القوة الجسدية لأنه المسؤول عن الأسرة وكل مسؤول لا بد من توافر القوة الجسدية فيه فالضعيف لا يتحمل مسؤولية ولا يؤديها ولا يصلح لها.

ومن أسباب القوامة تحكيم العقل عند الرجل أكثر من تحكيم العاطفة وهذا من التفضيل وبناءً عليه كلف بالقوامة.

ومن نتائج القوامة مطالبة الرجل بالعمل والكد والنفقة :


إذن حق القوامة يقابل واجب النفقة على الرجل، فالإسلام قرر أن المسؤول عن الإنفاق هو الرجل، فهو الذي يسعى للاكتساب بالطرق الحلال حتى ينفق، فإذا أنفق وجب على الزوجة احترام قوامته في الأسرة.

والواقع اليوم أفقد بعض الرجال بعضاً من حق القوامة لقيام المرأة بالنفقة على بيتها والعمل والخروج من بيتها، فظنت أن إنفاقها يحرم الزوج حق القوامة وبدأت بسبب ذلك الاختلافات والاختلالات بين الزوجين.

والقوامة مصلحة للمرأة لأن هذا التفضيل للرجل ألقى على كاهله عبئا كبيرا وهو العمل والانفاق المنفعة في هذا الحق عائدة للمرأة حتى تقوم بما أهلها الله له من الحمل والولادة والتربية وكل ما هو مطلوب منها، والأصل في عمل المرأة خارج الأسرة أن يكون للضرورة لها أو لمجتمعها ولا يؤثر على نفسيتها تجاه الزوج صاحب القوامة حتى لو أنفقت هي، لأن الزوج يبقى زوجاً له حقوقه وتبقى هي الزوجة ولها حقوقها، وهذا التوازن النفسي لا يمكن أن يكون إلا عند المرأة المؤمنة التقية الملتزمة بدينها الراضية بحكم ربها فتعطي القوامة للرجل وهي راضية بذلك.

r قال الرسول: {إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم} [صحيح الجامع الصغير ج1 500] فإذا كان المطلوب في السفر أن يكون للثلاثة أمير فكيف بأسرة كاملة؟ لا بد للأسرة من رئيس، والرئيس له قوة جسدية وقدرة على الإنفاق ولذلك قال رسول الله”يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج} صحيح الجامع ج27975 [فسر العلماء الباءة: القدرة الجسدية والقدرة المالية]

والقوامة في الإسلام أساسها مودة ورحمة لا ظلم ولا قهر ولا تسلط. والمرأة المؤمنة لا ترى في قوامة الرجل قهراً لها ولا عيباً عليها ولا قهراً لشخصيتها، بل ترى فيها الحماية والرعاية،


والأنثى تحب الرجل القوي القادر الذي تلجأ إليه عند حاجتها وضعفها، فتجد الصدر الحاني والقلب الكبير والقوة معاً. فتقبل الزوجه على طاعته بكل حب والتزام بأوامر ربها وتحقيقاً لفطرتها.

وكثيراً ما أسمع من النساء أنهن لا يحترمن الزوج الذي لا يمارس حق القوامة في الأسرة، فيصبح للزوجة في الأسرة دوران: دور الأم و فوق ذلك تتقمص دور الرجل الذي ترك دوره في الأسرة وهذا اختلال رهيب في الأسرة وفي العلاقة الزوجية، وقد أقول إن هذا من أكبر أسباب الشقاق بين الزوجين فيما سمعت من المشكلات الزوجية، وفيما عايشت من مشكلات النساء.

يقول الإمام محمد عبده: المراد بالقوامة هنا هو الرياسة التي يتصرف فيها المرؤوس باختياره وإرادته، والقوامة عبارة عن الإرشاد والمراقبة في أثناء تنفيذ ما يرشده إليه، بمعنى ملاحظته في أعماله.

وقوله تعالى: ( الرجال قوامون على النساء) إشارة إلى أن هذا التفضيل ليس إلا كتفضيل بعض أعضاء الجسم الواحد على بعضه الآخر، ولا خير في أن يكون الرأس أفضل من اليد، ولا في أن يكون القلب أفضل من العين ما دام الأمر الأهم اقتضى أن يكون الرجل أقوى من المرأة وأقدر على الكسب، وتحمل المشاق، وقد استندت القوامة إلى أمور وهبية وهبها الله للرجل، وأخرى كسبية يكتسبها الرجل من معاناة الحياة

فالمراة المتزنة ايمانيا ونفسيا وعقليا هي التي تطالب بقوامة الرجل لكامل مصلحتها في ذلك

هدى الله الجميع الى تطبيق دين الله لتحقيق السعادة في الدارين.