حارس أمن "هائج" يثير هلع الإعلاميين عقب مباراة الهلال والنصر:


صبت الصحف السعودية الصادرة اليوم السبت 5-4-2008 جام غضبها على المسؤولين في ستاد الملك فهد في العاصمة الرياض على خلفية الأحداث التي رافقت مباراة نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد لكرة القدم التي انتهت بفوز النصر على جاره الهلال 2-1, واستهجنت تلك الصحف الاعتداء الذي تعرض له مراسل قناة art بدر رافع من حراس الأمن في الملعب, والطريقة التي تعامل بها مسؤولو الأمن مع الإعلاميين الذين حضروا لتغطية أحداث المباراة.

وكشفت الصحف اليوم عن إهانات وتهديدات تعرض لها صحافيون في المركز الإعلامي عقب المباراة من حارس في إدارة أمن الملعب يدعى حسن أبو عمشى (120 كلغم, 180 سم), وكانت لقطات تليفزيونية أظهرت تهجم الحارس بجثته الضخمة على مراسل art قبل أن يفلح رجال الشرطة المحلية في إيقافه بصعوبة قبل الوصول إلى المراسل والمشاركة في الاعتداء عليه.

وكان بيان من الرئاسة العامة لرعاية الشباب تطرق إلى الاحداث التي تلت مباراة الهلال والنصر, وكشف عن نتائج التحقيق, بيد أن البيان لم يتطرق إلى الحارس بالادانة, وطالب مسؤولي قناة art باختيار مراسليهم الأكثر تأهيلاً لتغطية المناسبات, في إشارة إلى إدانة المراسل بدر رافع.

وأثارت اللقطات التي ظهر بها الحارس وهو يحاول الاعتداء على رافع حفيظة الإعلاميين السعوديين، الذين اعتبروا في الأمر إهانة لكرامتهم واستهتاراً بدورهم, خصوصاً أن ذلك الحارس حاول التهجم على غير إعلامي دون أن يفلح مسؤولو الملعب في التصدي له, قبل أن يواصل عرض عضلاته في المركز الإعلامي والتحرش بالصحافيين المتواجدين لتغطية المباراة, ما جعلهم يطلبون اللجوء إلى مكان آمن، خوفاً من تعرضهم للأذى على يد الحارس الذي أظهرت اللقطة التليفزيونية حال الهياج التي كان عليها أثناء مطاردته للمراسل.

وكان حراس الأمن في ملعب الملك فهد اختاروا مطاردة المراسل بدر رافع بداعي عدم أحقية الإعلاميين في التواجد داخل أرض الملعب عقب انتهاء اللقاء, علماً أن قوانين الرئاسة العامة لرعاية الشباب تحضر دخول أعضاء الشرف والمشجعين إلى أرض الملعب, بيد أن أعضاء في نادي النصر من رجال الأعمال وأبناء العائلات المهمة في البلاد تواجدوا داخل الملعب دون اعتراض من حراس الأمن.

وذكرت صحيفة "الرياضي" السعودية أن مراسلي الصحف والمحطات الفضائية الذين كانوا متواجدين في مقر المركز الإعلامي في استاد الملك فهد تفاجأوا أثناء قيامهم بإعداد موادهم الصحفية بعد نهاية المباراة بتهجم مشرف الأمن "حسن أبوعمشى" الذي يعد صاحب الشرارة الأولى في حادثة التهجم على الإعلامي في شبكة راديو وتلفزيون العرب (art) بدر رافع –بحسب الصحيفة- بتهجمه إيضاً عليهم في مقر المركز الإعلامي في الملعب وسط تجاهل كبير من إدارة الملعب، حيث استمر ذلك المشرف الأمني في عملية العبث ومخالفة الأنظمة والقوانين التي كانت مناطة به كمسؤول أمني في منشأة رياضية دون رادع، وأطلق عبارات مهينة للإعلام الرياضي السعودي أمام مرأى الجميع. وأضافت الصحيفة ذاتها " كاد مراسل صحيفة (الحياة اللندنية) علي الزهراني أن يكون ضحية أخرى للفوضى والعبث من أمن الملعب، حين تهجم المشرف الأمني على الزهراني أثناء قيامه بإعداد مواده الصحفية المناطة به لإيفادها إلى صحيفته، قبل أن يقوم المشرف الأمني بالتلفظ على جميع الإعلاميين".

وأكد علي الزهراني أنه وزملاؤه الإعلاميين تفاجأوا بتهجم المشرف أبوعمشى عليهم في المركز الإعلامي، وقال: (كنا في مقر المركز الإعلام نعد المواد الصحفية عن المباراة لإرسالها إلى صحفنا، وكان جهاز التلفاز في المركز يعرض عبر شاشة قنوات art حديثاً لمقدم الاستديو التحليلي في art عبد العزيز البكر عن حادثة الاعتداء على الزميل بدر رافع الذي صورته القناة كاملاً والذي كان مؤلماً، حيث تعالت أصواتنا نحن الإعلاميين إستياءً من ذلك الاعتداء الوحشي على زميلنا، ثم تفاجأنا بتهجم ذات الرجل -الذي تهجم على بدر رافع- علينا في مقر المركز).

وأكد إيضاً مراسل صحيفة (الاقتصادية) إبراهيم محمد أن ذلك المشرف الأمني قام بإلقاء ألفاظ خارجة عن الآداب العامة تجاه جميع الإعلاميين، وأشار إلى أنهم مكثوا فترة طويلة في مقر المركز بعد أن تجمهر مجموعة كبيرة من حراس الأمن خارج مدخل الملعب للتشابك مع الإعلاميين، وقال: (كدنا أن نوقع في اشتباكات مع حراس الأمن التابعين للملعب، ولا نعلم ما هو سبب هجومهم علينا، وخاصة المشرف الأمني، وقد قام الموظف الإداري في الملعب سعد البيشي بمرافقتنا إلى مواقف سياراتنا لمنع حراس الأمن من الهجوم علينا).

وتساءل الإعلامي محمد العتيبي عن سبب انفعالية حراس أمن الملعب الدائمة في كل مباراة تقام على ستاد الملك فهد تجاه الإعلاميين، وأكد أن هناك سبباً كبيراً وراء ذلك، وقال: (في كل مباراة تقام على استاد الملك فهد الدولي تحدث مشاكل واشتباكات من قبل أمن الملعب تجاه الإعلاميين، وخاصة المباريات الجماهيرية والنهائية، ولا نعلم نحن الإعلاميين السبب من وراء ذلك، حيث إننا معروفين ونقوم بمهامنا الموكلة إلينا من صحفنا ونقدم عملنا وفق أنظمة وتعليمات الرئاسة العامة لرعاية الشباب، لكن نتفاجأ دائماً بحدوث مشاكل من قبل حراس الأمن تجاهنا، ومن المؤكد أن هناك سبباً رئيسياً وراء ذلك).