فخامة الرئيس، سأكبر يومًا وستكبر معي مأساتي.. وستبقى صورها في ذاكرتي وحياتي.. صورة صديقي يوم تمزّق جسده برصاص أمريكي.. وصورة أمي وهي تنـزف دمًا وأنا أصرخ بجوارها.. صورتها يوم ودعتني وهي تفارق الحياة، وعيناها توصيني:
لا تنسَ الجهاد في سبيل الله.. صورة المآذن وطائراتكم تدكّها.. صور قطع الحلوى التي تناثرت.. ولم نذق طعمها أبدًا.. ألعابنا الخشبية من قصفكم تكسّرت، هل أنسى صورتها؟
فخامة الرئيس، ما أصعب الخوف!! وما أقسى الكره الذي قد يتحول مع الزمن إلى جليد من اللهب يحرق الزهور والرياحين وكل الشجيرات والمؤتمرات المفروشة للحب والسلام!! فهل تتوقع مني أن أمنح الجندي الأمريكي حبًا، وأضع في يده زهرة أو وردة، وأنا أراها مخضبة بألوان الدم من أجساد العصافير والأطفال؟
مواقع النشر (المفضلة)