أو هكذا أصبح طرحنا ما بالنا أصبحنا نتحدث وفقا لمخططات أعداء الأمة الإسلامية ما بالنا نقول ما يقولون ولا نعمل إلا بما يأمرون أولسنا نملك عقولا أم أننا كما قال تعالى (( صم بكم عمي فهم لا يعقلون )) حقيقة إن مما آلمني هو سذاجة طرحنا لمشكلاتنا على وجه العموم سواء كانت ذا بعد ديني أو علمي أو إقتصادي أو حتى إجتماعي فكيف لنا مع هذا الطرح العقيم أن نتبنى حلولا لواقعنا المؤلم ؟؟؟
إن من الأهمية بمكان أن نستوعب أبعاد القضية وأسبابها الحقيقية قبل أن نضعها على طاولة الحوار لإيجاد الحلول فالسطحية في الطرح مع قصر النظر أعتقد أنه سينتهي بنا إلى تشخيص خاطيئ ومن ثم مخرجات خاطئه لا تخدم تطلعات مجتمعاتنا وشعوبنا. فكيف بنا نتبنى هموم المجتمع بأطروحات هي ذاتها سبب في إسقاط المجتمع بل وإسقاط مشروع الأمة كلها إذا كنا حقا نحمل رؤى وتطلعات سيما وأننا في بلاد هي قبلة المسلمين ومحط أنظارهم فمن الجدير بنا أن نأخذ بعين الآعتبار ذلك .
وإن مما دعاني لهذا المقال هو أنني أجد أن إحدى القنوات المحلية وللأسف تدعي أنها تهتم بقضايا المجتمع من خلال برامج معروفة قد اشتهرت بها ولم نجد منها وللأسف حتى الآن سوى شبه تقذفها ليتها كانت السباقة فيها لكنها تعد كبوق يردد كل مايقوله الغير عدوا كان أم صديق بلا روية ولا تدقيق فهي بهذا التوجه إما أنها تسعى لإفساد هذا المجتمع ببذر بذور الفساد عبر بوابة برامجها الساقطة والتي تعنى بحل مشكلات المجتمع!!!
وإما في أحسن حالاتها إذا اعتبرنا نبل مقاصدها فإننا لا نجد لها عذرا سوى أنها فعلا أرادت الإصلاح ولكنها وبسبب أن معدي برامجها قد لا يتعدى نظر أحدهم أرنبة أنفه فلا يدركون خطورة طرحهم عقديا واجتماعيا !!!
ولن أطيل فأعود على ذات العنوان الذي عرضته تلك القناة ولكن بعد إضافة علة الإستفهام حيث كان لهذا العنوان البائس مدلولات عدة من أهمها ما قد يمس عقيدة المسلم وهو أن النسل متعلق بإرادة الخالق سبحانه فهو سبحانه الخالق وكما أنه الخالق فهو الرازق إذ يقول تعالى(( فابتغوا عند الله الرزق )) ويقول تعالى مخاطبا المشركين إذ كانوا يقتلون أبنائهم خشية الفقر فقال تعالى (( نحن نرزقكم وإياهم )) ثم ألا يخالف هذا الطرح قول النبي صلى الله عليه وسلم ((تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القايمه ))؟؟؟
ومن جهة أخرى فهذا الطرح يتفق ويتسق مع دعوى أعداء الإسلام بقولهم إن موارد الأرض لم تعد لتغطي حاجات الشعوب التي تسكن الأرض.
فأين يقف عنوان قناتنا الموقرة من قول أعداء الإسلام ؟؟؟
أليس المعنى حددوا النسل حتى تتمكنوا من العيش ؟؟؟
أوليس في ذلك تعد على الذات الإلهية وكأن الخلق متعارض مع الرزق ؟؟؟
إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول (( لو كنتم تتوكلون على الله حق التوكل لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتروح بطانا ))
ثم لماذا لانرجع إلى الأسباب الحقيقية خلف شظف العيش والبطاله ؟؟؟
لماذا لا يتم توجيه الأمة إلى إنشاء مصانع لاحتواء أبنائها وازدهار بنيانها وتنمية اقتصادها بدلا من الدعوة إلى تحديد نسلها؟؟؟
اليس هذا إجحاف في حق شعب ومجتمع يحظى بأكبر مخزون نفط عالمي ويعد المصدر الأول لوقود الحضارة المعاصرة ؟؟؟
لماذا لا تدعون أرباب رؤوس الأموال إلى لقيام بواجبهم تجاه مجتمعهم وحمل هم الأمة في تحقيق الحياة الكريمة لأبناء جلدتهم ؟؟؟
أم بلغ منا العقم الفكري مبلغا دعانا إلى التنظير حتى للعقم التناسلي ؟؟؟
وأختم فأقول هي دعوة لهذه القناة ولكل قناة ومنبر إعلامي في مجتمعنا خاصة والمجتمعات الإسلامية عامة بأن تعودوا إلى جادة الطريق والحق وأن تتركوا القشور وتسبروا الأعماق في طرحكم وأن تعلموا أنكم وفي هذه الظروف الحالكه إما أن تكونوا مع مشروع الأمة أو تكونوا ضد فلكم أن تختاروا واعلموا أن الشعوب الإسلامية لاتزال واعية بما فيه الكفاية لأن تتخطاكم وتتخطى طرحكم وإن كنتم تملكون القنوات والمنابر الإعلامية فهم لايزالون يمتلكون الحقيقة والحقيقة فقط أحق بالبقاء فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض فإذا أردتم البقاء فعليكم بالصدق في أنفسكم أولا ثم لمجتمعاتكم المتعطشة لطرح صادق صحيح صريح بعيد عن التلميح بما قد يخدم أبناء المسيح