[align=center]أخي الكريم : صوت الضمير ..
أهلا وسهلا بك ..
لا زلنا نطرح المثاليات أخي الكريم في أدوار المؤسسات التعليمية وسنظل نطرحها إلى أن يرث الله
الأرض ومن عليها ..
لقد أهدرنا السنوات الطوال ونحن نرقع في أدوار المعلم والمدرسة والمجتمع .. ولم يحصل أي شيء
نحن لا نتعب من الكلام .. ولكننا نتعب من تقبل التغيير وتحويل طريقة التفكير عند رؤية عدم الجدوى ..
نخن كعرب وسعوديين نفتقر إلى التجربة والمحاولة .. كلماتنا مثالية منها ما يمكن تطبيقه على الواقع
ومنها ما يستحيل لأنه مثالية بحته .. نحن لا ننكر دور المدرسة والمؤسسات التربوية ولكن نطالب
في أن تكون رؤيتنا لهذا الأمر متوزعه بين الأركان الثلاثة :
الأسرة - المجتمع - المدرسة (أو الصرح التربوي )
وما جعلني أؤكد على الأسرة أن دورها غير مفعل كما ينبغي بل بالعكس أحيانا فبسبب جهل
الأبوين يهدمان في الطفل ما تحاول المؤسسة التربوية بناءه فيه .. والعكس يحدث أيضا ..
فقد تهدم المؤسسة التربوية ما يبنيه الوالدين ..
لقد عشت أنا وأنت أخي صوت الضمير في أسر محافظة مسلمة ولله الحمد والمنه .. ولكن أسرنا أخي الكريم
لم تبني فينا منذ صغرنا كثير من المعاني الهامة في تكوين الشخصية .. ولست أتحدث عن أي شخصية
بل عن الشخصية المميزة ..فتكوين تلك الشخصية يبدأ قبل دخول المدرسة .. ولاشك أن المراحل
العمرية التي تلي مرحلة دخول المدرسة هي تعتبر مراحل تعزيز وتقوية لما تم تأسيسه كما تفضلت
بذلك أخي المبارك ..
فتسليطي الضوء على الأسرة لم يكن من فراغ وإقصاء لدور المجتمع والمؤسسة التعليمية بقدر ماهي
دعوة لجميع الأسر بأن يستثمروا أوقاتهم في تكوين شخصيات أبناءهم ويتداركوا التقصير الذي أحدثوه
فيهم فنحن بحاجة إلى مجتمع متخلق بالأخلاق الاسلامية ونريد معلم ومدير مدرسة ومشرف تربوي
ودكتور في الجامعة يعي ويفهم حجم المهمة التعليمية والتربوية الموكل بها ..
فالوعي بالعملية التعليمية والتربوية لتلك النماذج السابقة بلا شك أنهم يتعلمونه خلال مراحل تعليمهم
ولكن تطبيقهم لما يتعلمونه منعدم تماما والخلل في ذلك تربيتهم وتأسيسهم التي نشأوا عليها من الصغر ..
نحن أشبه ما نقوم بنصح المعلم و مدير المدرسة والدكتور الجامعي ويصعب أن نغير توجهاتهم بنصحهم
بأداء عملهم كما ينبغي الآن في مراحلهم العمرية الحالية .. ولكن لو تأسس أولئك من صغرهم على :
إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ..
الصدق
الأمانة
الإخلاص
المثابرة والاجتهاد لتحقيق أهدافنا في الحياة
التوكل على الله
الصبر
.
.
.
وغير ذلك من المعاني في صغرهم وقبل أن نترك للآخرين التأثير عليهم سلبا عند انخراطهم في المدرسة أو
المجتمع الخارجي .. كمرحلة أولية
فعندما يكون معظم المجتمع إيجابي وكذلك معظم طاقم المدرسة كذلك .. لن أخاف على الأجيال الواعدة حينها
لأنه سيجد من يكون لديه مثل تلك المعاني ..
إذن أخي صوت الضمير .. نحن بصدد عمل خطة تربوية لتغيير الواقع الحالي للمجتمع والمدرسة وذلك بأمرين
هامين :
الأول: تعزيز مفهوم بناء الأطفال البناء الصحيح من صغرهم وضرورة أن لا يتعرضوا لصدمات قد تؤدي إلى إختلالهم
نفسيا وعقليا تستمر معهم حتى عند قيامهم بأدوارهم المطلوبة منهم مستقبلا ..
الثاني : العمل الفعلي من قبل الأسر ومن ولاه الله أمر طفل صغير بالقيام بتنشئته
التنشئة الصحيحة منذ مرحلة بعد الولادة والتعامل مع ذلك بصدق وجدية حتى يتكون لنا جيل صغير يستطيع
التعبير عن نفسه ومعرفة الخطأ من الصواب وتوجهه للشخص المناسب عندما يقع في مشكلة .. وهكذا
هذه الخطة التربوية لابد أن تكون في ذهن أي شخص عاقل يسعى لرؤية النماذج الجميلة للأجيال القادمة
في الأماكن العامة والأماكن الخاصة الممثلة في الصروح التعليمية بشتى درجاتها ..
أخي صوت الضمير أسعدتني مشاركتك .. تقبل تحيتي
أخوك .. [/align]
مواقع النشر (المفضلة)