سحي البكاء على المهانة واندبي

ومن المذلة كأسها الكبرى اشربي
إن لم تصبـي غضبـة عمريـة

مثل الشهاب على الأثيم المذنـبِ

فلقد حييت إلـى زمـان عجائـب

حتى سمعت فيه من سـب النبـي

قزم يطاول في السمـاء كواكبـا

أترى ينال من الفضـاء الأرحـبِ

أترى ينـال مـن النبـي محمـد

لفظ قبيح من زنيـم مـن غبـي

أو تحسب الدنمارك أنـا نرتضـي

سب النبي من الهـلام الطحلـبِ

حقد الصليب بـدا و كشـر نابـه

و مضى يراوغ في خداع الثعلـبِ

كانت لهم في الروم مملكة طغـت

فوق العباد و سيطرت في المغربِ

فأتى الرسول بنور ربـي ناشـرا

نور الهداية موكبـا فـي موكـبِ

سحب البساط و ردهم لحدودهـم

ودعـا بلادهـم لديـن طـيـبِ

فرحت شعوبهـم بآيـات الهـدى

لكـن ملوكهـم عبيـد المنصـبِ

جحدوا بها و استيقنتهـا نفسهـم

فتنكبوا سبـل الهـدى بتعصـبِ

و بدت عداوتهم تبـث سمومهـا

وتبين سوأتهـا كمثـل العقـربِ

سفكوا دمـاء المسلميـن بخسـة

باسم الصليب ففجـرت للمنكـبِ

لكـن جـنـد الله ردوا كيـدهـم

كأسود غاب عزمهـا لـم يغلـبِ

ومحوا ضلالتهـم وردوا كذبهـم

مثل انبلاج النور وسـط الغيهـبِ

في أرض حطين الأبيـة حطمـوا

أحلام من داسوا على الترب الأبي

فنمت كراهتهم لشخـص محمـد

و ازداد حقدهـم بقلـب قُـلَّـبِ

و أتت شراذمهـم لتطفـئ نـوره

هل يطفئ العميان نـور الكوكـبِ

يا أمتي طفحت مكاييـل الـورى

مما سمعنا فاستعـدي و اضربـي

دوسي على عنق البغاة و أسرفي

في ردعهم يوم التلاقي و اغضبي

ثوري عليهـم ثـورة محمومـة

يشوي لظاها قلـب كـل مكـذبِ

ما زلت أرجو أن تقومـي قومـة

تشفي فؤادي مـن جبـان أرنـبِ

ما زلت أرجو أن تهبـي نصـرة

للمصطفى بالسيف نصرة مغضبِ

ما زلت أرجو غلق كـل سفـارة

للمجرمين المعتدين علـى النبـي

ما زلت أرجو نبـذ كـل بضاعـة

تأتـي إلينـا مـن عـدو مذنـبِ

هم أخطؤوا فليحملـوا أوزارهـم

وقفي بناب كالسيـوف ومخلـبِ

لا تهدئي حتى ولو سحبـوا كـلا

مهم و لـو ردوا بلفـظ مهـذبِ

مـاذا سينفعنـا كــلام لـيـن

من عنـد كـذاب دعـي لولبـي

لا تكتفي بالندب قومـي قاطعـي

وعلى صليل السيف غني و اطربي

هذي دروس فافهمـي مدلولهـا

و تفكري في عمقها و استوعبـي


منقول