أمرٌ آخر: فكِّر ـ يا أخي ـ في هذه الحوادثِ العظيمة، كم تقتُل بها نفوسًا، وكم تعيقُ بها آخَرين، فما بين من زهقت نفسهُ، وما بين من أُعيق بقطع أطرافه، وما بين مَن أصبح عالةً على مجتمَعِه في إغماءٍ عظيم بما يحصل من هذه الكوارثِ.
وأمر آخر: أفقَدتَ هذه النفوسَ حياتَها، ذلكم المسلمُ الذي يغتَنِم حياتَه لطاعةِ اللهِ ويتقرَّب إلى الله بما يُرضيه، كنتَ السببَ في فَقدِه حياته وانقطاعِ أعمالِه التي يرجو أن تكونَ زادًا له يومَ لقاء الله. هذا الشخصُ الذي أتلفتَه له امرأةٌ ترمَّلت وأطفالٌ صاروا بذلك أيتامًا، وأموال تلِفت، سيّاراتٌ تلِفت، يحتاج إصلاحُها إلى مال أو تعويضها إلى مالٍ، فتبقى بالحقيقةِ نادمًا على تصرّفاتِك الخاطئة إن يكن فيك بقيّةٌ مِن خير.
أيّها المسلم، إذًا فعلى الجميع تقوَى الله، وعليهم التبصُّرُ في أمرِهم، وعليهم أن يعينَ بعضهم بعضًا. اعرِف أنَّ الطريق ليس لكَ وحدَك، فمن خلفكَ ومن أمامك وعن جانبيك، كلُّهم شركاءُ لك في الطّريق، وكلٌّ مثلك يريد قضاءَ حاجتِه، فلنكُن متواضِعِين في أنفسِنا، ولنجتنِب الغرورَ والخداع.
مشكوره علي هذا الموضوع الراقي والمتميز
لم يامرنا الإسلام بأمر إلا و فيه فائدة دينية و دنيوية و لم ينهانا عن أمر إلا وفيه خسارة دينية و دنيوية
جزاك الله خير أختي و بارك الله فيك
مواقع النشر (المفضلة)