في هذا الزمان
هذا العمل الجليل الذي كان وظيفة الأنبياء والعلماء و الصالحين هذا العمل الذي كان عادة لشيوخنا ورجالنا وكبارنا هذا العمل الذي كان هدفا ومقصدا لكل صالح مصلح محب للخير بين الناس هذا العمل الذي يقطع النزاع وينهي العداوة والبغضاء ويجلب المودة والتآلف بين القلوب .
هذا العمل الجليل ما مدى أهميته لك أنت يا من تقرأ كلامي ؟ هل تدرك فائدته ومميزاته في حل الخلافات ؟ وهل تحرص عليه في حل مشاكلك أم تبادر إلى المحاكم والقضاء في أي خصومة؟
وهل تدرك ضرر رفع القضايا إلى المحاكم خاصة إذا كانت بين ذوي قربى أو ذوي هيئات من الناس ؟
وهل تراعي حق القرابة والجوار فتسعى أولا إلى الصلح؟
هل تبادر إلى التدخل والإصلاح بين الناس إذا ما علمت بخصومة بينهم أم تتركهم لأهل الشر والإفساد والنميمة ؟

هل تشجع الناس عند حضور الخصومة إلى التصالح والوفاق ؟

هل تعرف أساليب وطرق ومهارات السعي بالإصلاح؟
أسئلة كثيرة أثيرها للنقاش والحوار معكم فشاركونا كي نتعلم سويا...


اعود واقول إذا شاركتني أخي القارئ أهمية الإصلاح وتلمست حاجتنا إليه وأردت القيام بهذا العمل الجليل خير قيام وبثقة تامة وخطوات ثابتة وحتى لا تخطأ وتسيء من حيث أردت الإصلاح
فاستمر معنا واقرأ وشاركنا ما يوفقنا الله إليه
في هذا الموضوع واعلم أننا بحاجة :





1- أن نعرف طرق إنهاء الخصومات وحل النزاعات والتي منها الإصلاح والتراضي .


2- أن نعرف المقصود بالإصلاح أو الوساطة
والفرق بينه و بين التحكيم والقضاء
ومميزات الإصلاح ولماذا يفضل على القضاء والتحكيم وينصح به .


3- أن نعرف مجالات هذا العمل
ونميز القضايا التي يدخلها الصلح
والقضايا التي لا يدخلها الصلح
ومتى يشرع الصلح ويستحب ومتى يحرم .


4-أن نعرف أحكام وشروط الصلح
ومتى يعتبر صحيحا ومتى يعتبر فاسدا .


5- أن نعرف الآداب فنتحلى بها
والصفات فنحرص عليها والمهارات فنتقنها.



6- أن نعرف خطوات السعي في الإصلاح
ومراحله ومتطلبات كل مرحلة
وخصائصها والتنبيهات المتعلقة بها :
1.عند العلم بالخصومة أو وقوعها .
2.عند البدء في السعي بالإصلاح .
3.أثناء جلسات الإصلاح الانفرادية .
4.أثناء الجلسات المشتركة .
5.عند الاتفاق والتراضي والوصول إلى حل .
6.وفي ختام الاتفاق والتصالح.

سبل إنهاء النزاع والخصومات
اقصد من هذا الموضوع تعريف القارئ بطرق أفضل من القضاء في حل الخصومات
فالقضاء كما هو معلوم من أهم الطرق لإنهاء الخصومة وقطع النزاع وتأدية الحقوق إلى أهلها في كثير من الحالات؛ ولكن هذا السبيل محصور في فئة القضاة ولا يسمح به إلا لهم وعددهم قليل وقضاياهم لا حصر لها ولا مجال للتطوع فيه أو المبادرات .
كمان أن القضاء له أماكن معينة وإجراءات كثيرة وعلانية غير محببة التي بسببها قد يفضل المتخاصمين القطيعة أو الهجر وإبقاء الخصومة وتأجيل المصالحة أو أية سبل أخرى على رفع أمرهم إلى القضاء .
و كثيرا ما يكون رفع الخصومة إلى القضاء من أسباب القطيعة خاصة بين الأقارب أو الجيران قال عمر رضي الله عنه(ردوا لخصوم حتى يصطلحوا فإن فصل القضاء يحدث بين القوم الضغائن ).
كما أن القاضي لا يتدخل ولا ينظر في القضايا إلا بعد رفع الدعاوى من أحد الخصوم أما قبل ذلك فلا وكما هو معلوم ليس كل العداوات والخصومات ترفع إلى القضاء .