أخت أم خيرية ..
أشكر لك مشاركتك الرائعة .. ولقد عشنا مع كلامك سيرة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام
وتعامله مع الأطفال .. ومدى إعطائهم القدر من الاهتمام حتى أنه قرنهم بالكبار في بعض المواقف ..
وما ذاك إلا ليشعرهم بقيمتهم وبأهميتهم منذ صغرهم حتى ينشأون منشأً يراقبون فيه تصرفاتهم
و أفعالهم ويجارون الكبار خلقاً وعملًا وهمة ..
إن مدى وعي المجتمع السعودي بأهمية التربية وغرس القيم منذ الصغر تكاد تنعدم ولذلك الأمر سببان
رئيسيان أديا إليه ..
أولهما : البعد عن المنهج النبوي في التربية وإعداد الصغار الإعداد الذي يجعل منهم منارات للنجاح عند
كبرهم وتوليهم المسؤليات المناطة بهم ..
وثانيهما : قلة الوعي العام حول أهمية التربية واستشراف المستقبل للأبناء وانتقاء الأخلاق الفاضلة
لهم في المستقبل وكيفية تنمية ذلك فيهم منذ فترة الطفولة .. وبالرغم من أن الفترة الراهنة
تشهد توجه ولله الحمد لكثير من الأسر الجديدة إلى الاطلاع على خصائص الطفل في كل مرحلة من مراحل
عمره وماينبغي على الأبوين غرسه في أطفالهم خلال تلك المراحل.. وما يستطيع فهمه وما لا يستطيع
وهو الأمر الذي يثلج الصدر ويُنبؤ ببدء إنتشار الوعي في هذه النقطة الهامة التي تعتبر أكثر أهمية
من المشاغل التي تشغل الأبوين حاليا مثل الغرق في جمع المال وتتبع طرقه (والتي تعد السمة الغالبة على
المجتمع السعودي الآن) أضف إلى ذلك اهتمام المرأة
بكثير من الشواغل كذلك والتي تصرفها عن أبناءها وبناتها فما فائدة كل ما يسعون إليه إذا ضاع الأبناء
لن يكون لنا فرصة لاحقة لنستدرك ما فاتنا إذا كبر الأبناء والبنات ..
أبناءنا بين سندان تقصير التعليم ومطرقة إهمال الأبوين .. فهناك القدر نفسه من المسؤلية بل تزيد
على الأبوين خصوصا مقابل مؤسسات التعليم ..
إن مؤسسات التربية والتعليم لها برامجها وجهودها في هذا المجال ويعتريه ما يعتريه من النقص
والتقصير ولكن تكتمل الدائرة إذا وعى الأبوين ضرورة الاهتمام والمشاركة ..
أشكرك أختي أم خيرية على مداخلتك الجميلة والقيمة ..
ولي عودة إن شاء الله للتعليق على أخي العاقل وأخي خالد .. تحيتي للجميع ..
مواقع النشر (المفضلة)