شائعات متضاربة عن تأسيسية "الإنماء " تحاصر السوق السعودية للأسبوع الجديد:

عاد مصرفُ الإنماء من جديد ليلقي بظلاله على السوق السعودية، ولكن هذه المرة من خلال شائعات متضاربة عن إمكانية عقد الجمعية التأسيسية للمصرف، والتي سبق الإعلان عن موعدها المصادف عصر يوم غدٍ السبت 17/5/2008.

وفي هذا الإطار، توقع مراقبون ومتداولون أن يترك تأجيل عقد الجمعية إلى موعد ثانٍ يحدد لاحقًا آثاره الملموسة على أداء السوق وتعاملاته منذ مطلع الأسبوع القادم.


معادلة التأجيل والسيولة

وأشار مراقبُ التعاملات عبد الله العامر إلى أن معظم التوقعات تميل إلى عدم انعقاد الجمعية منذ دعوتها الأولى، بسبب تعذر حضور من يمثلون 50% من عدد الأسهم، وفي هذه الحالة سيكون المصرف مضطرًا لتحديد موعد ثانٍ تعقد الجمعية فيه بمن حضر، وفقًا للنظام.

ورأى العامرُ أنه سواء تم تأجيل الجمعية أو عقدها فإن المتفق عليه أن السوق ستبقى في مرحلة ترقب تشوبه الضبابية حتى يتم تداول أسهم المصرف الضخم، رابطًا بين "التأجيل المتوقع" لجمعية الإنماء التأسيسية، وبين التأثيرات المحتملة على أداء سوق الأسهم لاسيما لناحية بقاء قسم من السيولة خارج السوق في انتظار الإدراج، حيث ستعود السيولة الغزيرة للتدفق متركزةً على "الوافد الجديد"، كما حصل مع شركات كبرى تم إدراجها من قبل.

وكان مديرُ عام مجموعة التسويق في بنك الإنماء الدكتور محمد العوض قد نفى في وقتٍ سابق لموقعنا وجود أية عقبات تعترض عقد الجمعية التأسيسية للبنك، مؤكدًا المضي في متابعة إجراءات الإدراج، بحيث يتم ذلك في وقت أسرع من المتوقع.

وأضاف العوض في حينها: البنك لا يعاني من مشكلةٍ في عقد جمعيته، ولو حصل أن تأجل عقد الجمعية لسبب من الأسباب، فإنه لن يؤثر على إدراج السهم أو يؤخره إلا بضعة أيام، وليس كما يتحدث البعض عن أسابيع وشهور.


دعوات للتريث

من جهته رأى المتداول نايف الداوود أن تذبذب أداء السوق خلال الأسبوع الماضي بالذات، فتح مجالاً أوسع لاستغلال الشائعات حول جمعية "الإنماء" في التأثير على نفسيات المتداولين، خصوصًا وأن المؤشر لا يزال قابعًا تحت نقطة 10 آلاف التي لم ينعم بها طويلاً، على حد قوله.

ولفت الداوود إلى أنه استمع كغيره إلى الكثير من الدعوات للتريث في اتخاذ قرارات البيع والشراء والحذر من تعاملات يوم السبت خصوصًا، ريثما تنجلي الأمور فيما يتعلق بانعقاد جمعية "الإنماء"، لكنه سمع بالمقابل من "يبشر" بانعقادها في كل الأحوال ومن أول مرة، بناء على خطوات استثنائية لهذه الجمعية التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ السوق، كما يرددون.

أما المستثمر علي العبد القادر فلفت إلى أن السوق السعودية باتت مشهورة بتعرضها الدائم للضغط، وإن اختلفت أدواته بين حين وآخر، معتبرًا أن بثَّ الأقاويل المتناقضة حول جمعية "الإنماء" يدخل ضمن هذا الهدف، لتحقيق أكبر مكاسب مؤقتة ريثما تتضح الصورة.

وانتقد العبد القادر "خصلة استباق الأحداث" التي يعاني منها كثيرٌ من المتداولين، ما يجعلهم هدفًا سهلاً لمثيري الشائعات ممن امتهنوا التلاعب بالأعصاب، مبينًا أن النجاح في السوق وتحقيق الأرباح مرهون بالإعراض عن 90 % مما يتناقله الناس فيما بينهم، والاكتفاء بتلقي المعلومات من مصادرها الرسمية.


انضمام "بوبا"

بالمقابل، لم يلهِ الاهتمام بأخبار جمعية "الإنماء" بعض المتداولين عن متابعة التوقعات الخاصة بالمكاسب التي يمكن أن يحققها سهم "بوبا العربية للتامين"، التي أعلنت هيئة السوق أن يوم غد السبت سيكون موعدًا لإدراجها وبدء تداول أسهمها.

ولأن نسبة التذبذب لليوم الأول تكون مفتوحة كما هي العادة، على ألا تتجاوز 1000%، فقد جاءت التوقعات مفتوحة ومتباينة، بين من رسم في مخيلته منحنى سعريًا يغلق عند الذروة محققًا 109.75 ريالاً، وبين من فضَّل التواضع مكتفيًا بأرباح لا تتعدَ 400%، في أفضل الأحوال.

واستشهد أصحاب التوقعات المتفائلة بمسيرة شركات التأمين التي طرحت سابقًا وأغلق معظمها على النسبة القصوى في أول أيامه، قياسًا إلى تواضع عدد الأسهم المتداولة الذي يتوقف عند بضعة ملايين لدى أكثرية تلك الشركات.

وأُقفل الاكتتاب على 16 مليون سهم تمثل 40% رأسمال "بوبا العربية" في 15 مارس الماضي، ممهدًا لانضمام الشركة إلى قطاع التأمين لتكون العضو التاسع عشر فيه.

لكن البعض ردَّ على تلك التوقعات بأن "أيامها انقضت"، حسب كلام المتداول فراج آل مهدي الذي يضيف: إن ظروف السوق تغيرت كثيرًا في الآونة الأخيرة، كما أن توقيت إدراج السهم لا يساعده في تحقيق قفزة سعرية بعيدة، فالجميع مترقب لما ستؤول إليه جمعية مصرف الإنماء، وما يتعلق بها من تحديد موعد التداول الذي سيحول مجرى السيولة وهدفها بشكل واضح.